فى طريق عودتها الى منزلها فى هذا الشتاء العاصف والبرودة القارصة قطرات من الماء تتساقط على معطفها الصغير فى ركن من زاوية الشارع الجانبى تسمع صوت خافت ينادى على اسمها _ناااارين ... كان يبدو كالحفيف عندما التقى باذنها فقشعر جسدها ولا تعلم اهذا بسبب من نادها ام بسبب برودة الجو القارس الذى جعل قلبها ينتفض وعينيها تتسع لكى تستوعب اى شعاع ضوء قادم من هذه الزاوية المظلمة ولكنها لا ترى شيئا ولهذا نفضت الخوف عن قلبها كما نفضت قطرات الماء المتجمعة على رأسها واستدارت لتسير راحلة الى منزلها ولكن تكرر الحفيف باسمها مرة اخرى مما جعلها تتيبس فى مكانها الان هى متاكدة ان فى ركن ما من هذا الشارع المظلم يوجد من يعرفها من يناديها ولكن لا يبدو انه شخص يحمل خيرا لو كانت فى حالتها الطبيعية فى هذا اليوم ولو كانت فتاة اخرى غيرها لهرولت مسرعة بعيدا عن هذا الرعب الذى استقر فى اوصالها ولكن قوى ما خفية تجعلها لا تستطيع الحراك اردت ان تصرخ اردت ان تهرب ولكن لا تستطيع هواء بارد للغاية يعصف كيانها يدل على ان هناك حركة لشئ غريب خلفها تريد ان تهرب ولكنها موثوقة حتى اقترب هذا الشئ واقترب حفيفة للغاية _ناااااارين...... لطالما تكره اسمها ولكن الان تكرهه اكثر تترتعش تتنفس بصعوبة تشعر ان القادم سيقتلها او شئ من هذا القبيل فلما لا تتحرك الآن واستطاعت بكل قواها ان تحرك قدمها اليمنى خطوة واحدة فقط لم تعلم قط ان الجاذبية الارضية بهذه القوة وقبل ان تحرك القدم اليسرى كانت بالفعل عيناها تحملق فى عينين صغيرتين تلمعان فى الظلام جعلتها ترتعب اكثر وصرخاتها تعلو ولكن يبدو ان داخلها فقط ما يصرخ ففى الخارج تبدو كجثة مزعورة تحاول ان تحملق فى هذا الكائن _حسنا بما انه سيقتلنى دعنى ارى قاتلى واتذكره لانتقم منه فى الحياة الاخرى ......
امعنت النظر وامتصت عينيها الضوء بشراهة لتميز تجاعيد تملئ وجه هذا الكائن لا تعلم اهذه تجاعيد ام شقوق فهى عميقة للغاية وبنظرة سريعة ذهبت الى كله لتميز ملابس قديمة رثة تحجب جسدا لا يبدو قويا فهو نحيف و...ومنحنى قليلا ....اه يداه ..يداه نحيفتان بهما نفس الشقوق التى بالوجه ولكن ....لا يوجد بهما اى ادوات للقتل او التعذيب اذا فللنظر على الوجه ثانية عينان لامعتان تثيران الرعب انف حاد فم حوله شقوق خدان غائران من النحافة اذا هذا بشريا....!
استجمعت قواها لتنطق بصوت يملئه الرعب ولكن صاحبه يحاول ان يبدو قويا _من ...أ..نت.. ؟
_ناااااارين .... ثانية الحفيف الذى ينفض القلب رعبا يطلق اسمها الكريه جعلها تغمض عينيها وتاخذ نفسا عميقا لعلها يجعلها تتحمل تلك اللحظات المرعبة قاطعها هذا الحفيف
_تريدين ان تعرفى من اكون اتبعينى ....
ذهب هذا الشئ بخفة وسرعة لا تتناسب مع الضعف والهشاشة اللذان لاحظتهما _وايضا ما هذه الثقة التى تتحدث بها ...ماذا انه صوت انثوى ...لامرأة يبدو انها فى ارزل العمر ...ولكن اكان كل هذا الخوف من امرأة عجوز ...واه يالا سخافتى ولكن لحظة واحدة كيف تلك المرأة تعرف اسمى ...؟