(٢)
حاولت ألا تلقى بالا لها اخذت نفسا اخر عميقا من هذا الهواء البارد لكى يطفئ الخوف الذى اشتعل فى قلبها وبللت شفتيها واخذت ريقها واستجمعت قواها وقررت الرحيل ولكن خطوتان وبعدها صرخة مدوية خرجت منها لا اراديا عندما وجدت تلك العجوز امامها وعينيها الضيقة تتسع غضبا وتلمع اكثر وحفيفها اصبح اقبح واعلى _الم تسمعينى نااااارين ام تتجاهلينى ...؟
حاولت ان تسيطر على قلبها الذى كاد ان يتوقف وتحرك لسانها الذى اثقله الرعب والبرد _مم ...ممن...انتى؟ لم تحصل على اجابة ولكن الغضب ازداد فى عينين العجوز هذه المرة لا تستطيع التحمل فقط اغلقت عينيها وزفرت قطرات دموع ساخنة لا تتلائم مع هذا الجو البارد وتحدثت بصعوبة _مم..ماذا..تريدين منى ؟.....كيف تعرفين اسمى ؟
شعرت بتلك الزفرة تلفح وجهها من العجوز شعرت بها تبتعد وتأكدت بعدما سمعت صوتها من بعيد _لا اعرف فقط اسمك اعرف كل شئ عنكى وان اردتى او لم تريدى فهذا ليس بارادتك ......اتبعينى .
قالت كلمتها الاخيرة بصرخة جعلت كل اوصلها تتفكك وتفتح عينيها فزعا وهى تقع ارضا تسمرت مكانها بضع ثوانى نظرت الى الشارع لا تجد اى مار تستنجد به المكان موحش _لماذا اصبح كل شئ مخيف وكأنه غير الطريق الذى اعتادت على خوضه آلاف المرات ..... لا لن استسلم لتلك العجوز فقط واحد ....اثنان ....ثلاثة ......
اسرعت فى خفة قبل ان تلاحظها العجوز لكى تهرب من هذا الركن المظلم الى الشارع الرئيسى ولكنها اصطدمت بشئ قوى صلب اوقعها ارضا شئ سد اخر امل لها فى الهروب من تلك العجوز ومن هذا الكابوس المرعب تحسست الشئ الصلب الذى سد اخر شعاع ضوء كان ينبعث من الشارع الرئيسي انه حائط _حائط لم يكن هناك حوائط هنا من قبل وإلا كيف دخلت الى هنا ما الذى يحدث هنا ؟ قاطعها صوت الحفيف الذى اصبح يخرم اذنها اليمنى _الآن ...اقتنعتى انه بدون اردت ستتبعينى ...عنيدة ...
ابتعد الصوت ثانية بسرعة مسببا بدل عنه ريح باردة جمدت اطرافها _حسنا الان حقا لا مفر الى الموت ...واه اتمنى لو انه الموت وليس عذاب يجعلنى اتمنى الموت ولا أناله ....
لا شئ فى هذا الطريق مظلم للغاية لاترى حتى موضع قدمها لاتسمع به شيئا سوا انفاسها العالية وقطرات المياه المتساقطة منذرة بهطول عنيف للامطار حتى فى هذا الطريق صوت الرياح يبدو مرعبا ...
_اين ذهبت تلك العجوز ؟ ان كانت تريد ان اتبعها فعلى الاقل عليها ان تقودنى الى الطريق ؟ اسئلة تداهم رأسها بلا اجابة فقط تسير فى طريق تتلمس الحوائط بيدها لتسير على هداها حتى اذهلها هذا جعلها تفتح فمها وعينيها وان كان يمكنها ان تفتح عقلها لتستوعب المشهد لفعلت ان نهاية الطريق _ منزل كبير ..لا لا لا انه قصر هذا هو الوصف الدقيق له قصر من تلك القصور القديمة عتيقة الطراز التى تظهر فى الافلام القديمة سوا انه يليق بافلام الرعب اكثر ولا يليق تصميمه بهذا العصر لابد انه بنى منذ زمن بعيد ..بعيد للغاية..اعتقد منذ قرون ...
وجدت العجوز عند بوابة هذا القصر تنظر لها وتستدعيها فى صمت وفتحت البوابة ودخلت تتامل كل شئ فى ذهول ورعب كل الابواب موصدة بأقفال الا غرفة واحدة دخلت بها العجوز ودخلت ورائها لا تفهم ولا تستوعب شيئا هالتها هذه الغرفة مليئة بصور واشكال واشياء غريبة غريبة لا تستطيع تميزها ووسط ذلك يوجد ضوء مسلط على كرسى كبير واخر صغير وبينهما توجد طاولة جلست العجوز على الكرسى الكبير واشارت اليها لتجلس على الكرسى الصغير اقتربت فى حظر ثم جلست... الطاولة خشبية صغيرة توجد عليها عدة اوراق ظهرها مرسوم عليه مخلوق بشع تتساقط منه الدماء حملقت فى الصورة لتتبين ما هذا الكائن وفجأة وجدت عينيه تتحرق لتتجه اليها ففزعت وصرخت ورجعت فجأة الى الوراء لتسقط هى والكرسى ارضا تعتقد الان انه الوقت المناسب لكى تفقد الوعى لعلها بهذا تستيقظ من هذا الكابوس فاغلقت عينيها استعدادا للهروب وان كان بروحها....