وكأن قُلوبنا بُحيرة مِن سُكون، ننعَم بِهدوء صفائِها، غَير أن حَجراً يُلقي بَينَ حِينٌ وآخر يُعكر صَفوِها، يُحدث فيها إنشِقاق ومَع الوَقتُ يَتسع ويَتلاشي ويَتساقط لِلقاع..
ولإننا نَخشي ما يُشَتِت سلام هُدوءنا نَعمد إلي رَوح نَبوح لها بِحروفٍ مِن أسرار، بِكَلام كَعِطرٍ سِحري، نألفهُ فَتَرتَقي بِه ومَعهُ.
صَباح هَذا اليَوم بِذَاك الظَرفُ
المُرسَل: مَجهول
"إن كَانت حُروفَكَ مُشَتتة، قَلبكَ مُتَهَتِك، عَقلِكَ بَين هَذا وذَاكَ وسَئِمَت حُروفَك الإنتظار، وَحيداً بالِياً مُحاط بِالزَيف، ذِكرَياتَكَ كَالجَمر يَتوَهج كُلما أصبَحَ يَوماً جَديداً لِتُعيد إشعال لَهيب قَلبَكَ مِن جَديد، لَن يَشعُر الغَريب بِنَبضَك، ولَكِن رُبما هُو عَلي مَقدرة أن يَستَمِع لِسر بَريق جَمرك، مَهما كُنت، لُونك، أصلك، ما عَهِدتَ عَليهِ فكِلانا لا نَعرِف بَعضنا البَعض، ولَكن أنا شَخصٌ عاديّ يَشعُ بِخَيبة الأمل، يَود أن يتَبادل هُمومهُ، ثَمة شَخصِ علي وَجه الأرض عَلي عَزم الإستماع لكَ، وهَذا هُو أنا، قَد أبدو غَريب الأطوار بِالنِسبة لَك ولا تَفهم حُروفي المَنثُورة بِتلك الوَرقة البَيضاء، ولَكن ما أريد إيصالهُ أنهُ إن كَان قَلبُكَ ناصِعاً كتِلك الوَرقة بِيدك، إن كُنت تَحتاج لِمَن تَشكو لَهُ هَمكَ دون خَوف، أنا هُناكَ..
يَوم الإثنين
الثالثة عَصراً
مَقهي بون جو
تِلك الطاوِلة الثالِثة يَمِيناً
بِإنتطارك.تَوقيع: مَجهول. "
تَنَهدت بَعدما أطلقت ضَحِكة ساخرة بَعدما إنتَهت مِن قراءة الرسالة المَجهولة تِلك، تَبدو لَها إحتيال، مَن كَان لِيَثِق بِشخصاً لا يَعرفه!
قُدرتهُ عَلي إقناع القارئ فائقة، هِيَ إقتَنعت ولَكن صَديقَتها لا تَبدو كَذلِك، إرتَسمَت تِلك الإبتِسامة بِمَحياها حِين تَحَسست يَداها صَديقَتها الجالِسة بِجانِبها لِتُردف والإبتسامة لا تزال لَم تَزول"يَبدو صادِقاً"
"كَفاكِ لَهواً يول"
تَحَسست الطاوِلة أمامِها بَحثاً عَن هاتِفها وأمسَكت بِه وهِيَ تَنظُر للأفُق أمامِها
"هَل يوجد رَقم هاتِف"
"بِربك!"
"فَقط أجيبيني"
رَفعت جيون الوَرقة المُطواة بِعشوائية لِتَتفحصها بَينما زَفرت بِعمق قائلة
"لا يوجد، حسناً هَذا مُريح، أنتِ لا تَعرفين المَقهي صَحيح؟"
إبتَسمت
"بَلي، أعرفهُ عَن ظَهر قَلب، قَد لا تُدركين ولَكِن إختيارهُ لِلمكان مَا حَثني علي الموافَقة والذهاب"
"أنتِ حَمقاء يول"
إبتَسمت مَرة أُخري بَعدَما أحست بِصَوت وقع أقدام آتٍ مِن جانِبها لِتُدير رأسها نَحو مَصدَر الصُوت مُبتَسمة، أمدت يَدها لِلأسفل باحِثة عَن رأسهُ حَتي وَجدتهُ، فَهو حَيوانُها الآليف تشي، فَركت رأسهُ بِتلك الإبتسامة التي لا تُفارِقها، مُتلازِمان، هِيَ، ضَحِكتها..
لا فِتنة في إبتسامَتها حين تتألم، فعلي إيقاع قَلبها شَفتاها تتأقلم.
أنت تقرأ
Dr.Do / 독터도
Fanfictionماذا لو أجبرنا ذلك الغشاء المستكين على ضميرنا بالخداع لتحقيق نوايا منشودة؟ درسته جامعته أن النفس البشرية تميل للحديث، أي تسعى لفرصة للإباح بما يكمن في صدرها خاصة إن كان المستمع مجهولاً .. سيفعلها، سيستمع الى غرباء لا يعرفونه و العكس، سيجعلهم يحد...