1

523 31 213
                                    

سُبحان الله وبحمده،سُبحان الله العظيم
أستغفر الله



كُلُ ما يُهمني هوَ عدد الخطايا التي أكتنزتها ببرائتِك



تَلحفت الحِلكةُ لَيلي باكراً،فأصرت بعتمتِها إبقائي في هذا المطعم البالي

الزبائنُ محصورين بينَ طاولاتهم،وعددهم قليل،على الرغم من أن مناوبتي قد إنتهت،ولكن أُجبرتُ على البقاء بعذر أنني من أجذبُ الزبائنَ بجمالي،فأمسيتُ ساهرةً في فراغي مع أصوات الرشفات المُتكررة للقهوة،وكانَ ذنبي الجمالُ الفارع،ياليتهُ أجدى نفعاً في هذه الساعة كما يقولون

إنها الحادية عشر والنصف بالفعل،والليلُ ساكنٌ على غيرِ عادتُه،باتت معزوفات الرياح تدوي صداها داخِلَ المطعم،بعد مُغادرة آخر ثلاثة زبائنٍ لدينا،مما أشعرني ببعض التوتر

تنهدتُ ضجراً،وأسرعتُ بنزع رداء العمل نافضةً الغبار الوهمي عني،وأخذتُ معطفي الصوفي الأسود من فوقِ الشماغة،من الجيد أنهُ كانَ ثقيلاً ليدفئني،فالجوُ باردٌ بزيادة هذه الأيام

كُنتُ سأشرعُ بالرحيل لولا السكون المهيب في المطعم،لم أعُد أسمعُ ثرثرات زملائي المعتادة،فذهبتُ أتفقد وجودهم في غرفة العاملين،لم يكن هُنالك أحد،الأوغاد غادروا من البوابةِ الخلفية خلسةً،واقعي المرير لهذا اليوم هو أنني يجب الآن أن أُغلق المطعم،وآتي باكراً لفتحه

سأقومُ بتشريحُ كل عضواً من أعضاء أولائِكَ السفلة

***

بعدَ إغلاقي للمطعم،سرتُ بينَ الأزقة المتعارفُ عليها لإختصار الطريق،لم أكن أنوي بحق السير في الشارع الطويل وحيدةً !،لا إنارة،وهدوءٌ مريب،حقاً هذا كافٍ لجعلي أقشعرُ خوفاً !

وبينما كُنت أسير كعابرةَ سبيلاً بين الأزقة،سمعتُ صُراخاً صدى بين الحوائط مما جعله مهيباً،وبحق السماء،ما كانَ ذلك ،لقد جفلتُ رعباً !

إلتفتُ يمنةً ويُسرى،تقدمت أماماً وخلفاً،لكن لم يكُن هُنالِكَ شيء يدُل على وجودِ شخصٍ ما ..

توقفتُ مكاني لأستجمعَ رباطةَ جأشي حتى يصمُتُ الصوت،والشكر لله لقد فعل !

إزدرتُ ريقي خوفاً،وبِتُ أسيرُ كقطةً متسللة،لم يكن لي حولٌ ولا قوة،عندما يستوطن الخوف مضاجعي العجزُ يعتريني

هذه المرة ركضتُ مسرعةً،لم أعي أنني كُنتُ أركضُ كمن يستجدي النجدة،كمن تعتمد فرصة عيشه على الهرب،و كمن يهربُ من لقاء حتفه،ولا أعلم لِما راودتتي هذه الأفكار،رغم معرفتي للمكان الذي أستوطنُ به والأزقة التي أتخذها مهرعاً مختصراً لبيتي،إلا أن الأمر لم يكن مبشراً بالخير

نوتشوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن