ها انا وحدى
ارى الكلاب تتجول فى الأنحاء
اسمع نباحها
طالبة للاهتمام
و اين ذلك المهتم
ربما لاختفائه سبب
ام عقلي يتوهم
يتوهم حتى يقل وجع قلبي
حتى انسي ماضي
و امضى فى حاضرى
حتى اصل لمستقبلي
هل هناك مستقبل
ام عقلي يتوهم
يتوهم حتى يقل ارتباكى
و لما انا مرتبكه
يكفيني انا
و لا مكان لاحد اخر
غير ربي
ربي هو الذى وقف بجانبي
ربي هو الذى ساعدنى على الوقوف مجددا
ربي هو الذى انعمنى بكم
من انتم
انتم عائلتي
عائلتي التى ملكت قلبي
و ذلك يكفيني
عندما يسألنى احد ما اكبر مخاوفك
اتدرون إجابتي
ان يفرقنا الزمن
ارى العائلات تمزق
و احمد الله على نعمته
بالرغم من خلافاتنا
الا انها صغيرة كحبة الرمل
انى لست بوحيده
انى لست خائفه
كل ما أريده هو وجودكم هنا
معى....
و لا تذهبوا
فما انا بفاعله ان رحلتم
سأكون انا طالبه الاهتمام
و ليس الكلاب
الكلاب وجدت مأوى
لانها من اوفى الكائنات
و لكن من سيرحب بغدر الانسان
فالناس لا يعرفونك
يحكمون عليك بمظهرك
و يتركون روحك
التى هى اجمل ما فيك
و ها انا جالسه فى مكاننا المعتاد
فى الظلام
ادعو الله انا يعيدكم
ثم انظر خلفي
اجدكم هناك
اين هناك
فى مكاننا المعتاد
صدمت...
كيف حدث هذا
اذا لم ترحلوا فمن رحل اذا
ذهبت اليكم و جلست معكم
اراكم تتحدثون
اشارك بالحديث لا تنتبهون لقولى
ام انكم تتجاهلونى
بدأت اشعر انكم لا تشعرون بوجودى
التفت اليكم اراكم تضحكون بدونى
بدونى انا
ماذا فعلت حتى تعاملوننى هكذا
مرت ايام و اسابيع منذ تلك اللحظه
اراكم تأكلون طعامكم
آتى لأجلس فى مكانى المعتاد
لا احد ينتبه لوجودى
ارى السرور فى اعينكم
بدأت اشعر انكم لستم عائلتى
و لكنكم عائلتى
شعرت باننى نكرة
لا احدث فرقا فى حياة احد منكم
و جلست فى غرفتي
و عدت الشهور
و انا فى حاله صدمه
فانا لم اشعر بالجوع او العطش منذ تلك اللحظه
و لا استطيع لمس شئ اشعر اننى سراب
ام عقلي يتوهم
و ذات يوم
و انا اسير فى الطرقات
رأيت صورة لى
نعم انها انا
اذن هم يعرفوننى
و عقلي لا يتوهم
حاولت امساكها لم استطع
شعرت كاننى سراب
دققت فى الصورة
فوجدت عليها شريط أسود
فما معناه
فاذا بي لا استطيع الحراك
شعرت أن قلبي قد توقف نبضه
فانا لست على قيد الحياه
لقد توفيت منذ عده شهور
منذ تلك اللحظه
و عندها فهمت كل شئ
عرفت سبب فرحتهم
فلقد تخلصوا منى
شعرت بالحزن
و قررت الخروج من البيت و عدم العوده
و لكن سمعت صوت غريب
هل هذا مطر
نعم انه مطر
كم احب السير اثناء هطول المطر
خرجت من البيت مسرعة
فإذا بي لا اشعر بقطرات الماء و هى تسقط
اراها تتفادانى
فتذكرت اننى لست على قيد الحياه
جلست فى مكان مظلم
تذكرت اننى ابتعدت عن الله لفترة طويله
منذ تلك اللحظه
ذهبت الى المصلى
و صليت كثيرا
تعويضا عن تلك الشهور
حتى اتممت كل الصلوات الضائعه
و مع كل سجده ادعو الله ان يغفر لي
لغيابي عنه
و قلت الان انا و الله معا
لا سبيل للوحده
انا و انت ولا مكان لاحد اخر
و رجعت الى البيت بعد عده ايام
فاذا البيت يعمه الحزن و البكاء
كانه من الافلام القديمه
ابيض و اسود
شعرت بالخوف
ماذا حدث
و رايت صورتى تعم البيت
و كل من يعرفني هناك
و وجدت لوحه مكتوب فيها
غيابي كانقطاع النور من حياتهم
نظرت حولى
حاولت ان اواسيهم
و لكن ما بى من حيله
لا يستطيعوا سماعى
دخلت الى غرفتي حتى اجد
والدتى تصلي
و سمعت دعواتها
و هى تقول ارجعها الى حياتنا يا الله
بدونها نحن لا شئ
شعرت بالحزن الشديد
وجدت اننى لا ابكى
و لا اشعر بال حزن
لان قلبي ميت
لاننى لست على قيد الحياه
منذ تلك اللحظه
و عرفت ان عقلي لا يتوهم
و فجأه
اختفيت
اين انا
وجدتنى فى البيت
قررت ان ارحل
حتى لا ازيد الطين بلة
فوجدت اننى اشعر بالحزن
تجمدت فى مكانى
أليس قلبي ميت
هل عقلي يتوهم
فاذا بي اسمع والدى يقول
من هناك
اقول انا
و فى نفسي شعرت بالحزن لانه لن يسمعنى
لاننى لست على قيد الحياه
و عقلى لا يتوهم
فاذا به يقول
حسنا لا مشكله
قلت ماذا
قال لا مشكله
قلت هل تسمعنى
فاذا بي اسمع ضحكاته و هو يقول
و هل من سبب حتى لا اسمعك
لم ارد
لاننى شعرت بنبض قلبي
نعم ان قلبي ينبض
لا اعرف ماذا افعل
هل حدث ما فى ذهنى
هل كان عقلى يتوهم
نعم فانا على قيد الحياه
على قيد الحياه
هل عقلى يتوهم
ام اننى احلم
فوجدت بصورة تطرق فى ذهنى
مكتوب فيها
ادع الله يستجب
فتذكرت
عندما ابتعدت عن الله
رأيت كل من حولى سعيد بغيابي
و شعورى اننى لست على قيد الحياه
و ان عقلي كان يتوهم
فالقرب من الله هو السبب الوحيد
للبقاء على قيد الحياه
و بعد ان قضيت ايامى اصلى صلواتى الفائته
و اقتربت من الله
عادت علاقتى معه مجددا
عندما عدت الى البيت
رأيت الحقيقه
رايت انهم حزينون لغيابي
و كلهم مجتمعون من اجلى
و عرفت ان عقلي كان يتوهم قبلا
عندما تحزن عقلك يتوهم
لا تستطيع رؤيه الحقيقه
و لكن الله سيريك الحقيقه مهما حاولت
الابتعاد عنها
و مهما حاول عقلك ان يتوهم
فاذا قدرت مكانته فى قلبك
و نعمته
نعمته ان لك مكانه فى قلوب احبابك
ادع الله يستجب
حمدت الله
و ذهبت لموعدى معه
و هى صلاتى
و حمدته كثيرا
ثم دعوته ليغفر لى
لإساءه ظنى بأحبابي
انى ظننت انهم يشعرون بالفرح
وقت غيابي
لا لن ابتعد عنك يا الله
انا و انت
لن نفترق
سنواجه
مهما حدث
فانا و انت قوه
و تأكدت ان عقلى لا يتوهم
و حمدت الله لبقائى على قيد الحياه
منذ تلك اللحظه
اى لحظه
لا وجود لتلك اللحظه
لان وقتها
عقلى كان يتوهم
و الآن عقلي
لا يتوهم
بل هذا هو الواقع
