جيجونغ هيونغ!

كان جيجونغ يقف أمام المغسلة في المطبخ، يغسل الأطباق ويتمتم بغضب بعض الألقاب التي تليق بتشانغمين. حينها دخل تشانغمين وضحك بخفة قائلا: هيونغ ليس ذنبي أنك لا تجيد ألعاب الفيديو.

وضع جيجونغ الصحن النظيف جانبا مع بقية الصحون وأكمل غسل الأطباق قائلا بغضب: إخرس واخرج!

ضحك تشانغمين مجددا ثم إقترب من جيجونغ ووقف على بعد خطوتين منه مربعا ذراعيه فوق صدره ثم قال: اه هيا هيونغ لا تتصرف كالفتيات.

إتسعت عينا جيجونغ واحمر وجهه عندما ازدادت حدة غضبه ثم التفت ورمق تشانغمين تلك النظرة الحادة قائلا: ماذا قلت للتو؟!

إبتسم تشانغمين بخبث ثم أعاد كلامه قائلا: قلت لا تتصرف كالفتيات.

رفع جيجونغ يده المغطاة برغوة الصابون وأشار بإصبعه إلى وجه تشانغمين صارخا: ياه! إن لم تخرج الآن سوف أمرمغ الصابون بوجهك حتى يلمع كما فعلت بالصحون!

عض تشانغمين شفته السفلة محاولا كبت ضحكه ولكنه لم يستطع وفي النهاية إنفجر ضاحكا بصوت عال فضغط جيجونغ على يديه بقوة من شدة الغضب ثم صرخ قائلا: ياه!!

توقف أخيرا تشانغمين عن الضحك وتنهد ماسحا دمعة كانت على طرف عينه ثم قال: يا الهي~…هيونغ أرجوك لا تستخدم عبارات التهديد لأنك لا تجيدها على الإطلاق.

قطب جيجونغ حاجبيه وبوز فمه ثم غسل يديه بسرعة متجاهلا الصابون الذي تطاير مع قطرات الماء ولطخت ملابسه ووجه ثم أغلق الصنبور، نزع عنه مريلة المطبخ وضرب بها صدر تشانغمين الذي كان مايزال يناظره بابتسامة مستفزة ثم خرج من المطبخ متوجها بخطوات غاضبة نحو غرفته.

دخل جيجونغ غرفته وأغلق الباب بقوة ثم أقفله ورمى بنفسه على فراشه محتضنا إحدى وسادتيه بقوة. نظر إلى الفراغ المعتم أمامه حيث أنه لم يتعب نفسه باضائة مصباح الغرفة، وعض على شفته السفلة مجددا محاولا كتم دموعه. جيجونغ من النوع الذي لا يبكي عادة، أو بالأصح يخفي بكائه عن الناس ولا يظهرها إلى حينما يشعر بأنه قد وصل إلى درجة عالية من الإكتئاب.

حاول جاهدا عدم البكاء فهو يعرف أن هذا سبب سخيف لا يحتاج للبكاء وهو يعرف أيضا بأن تشانغمين صاحب اللسان الحاد في الحقيقة لا يقصد أن يغيظه وأنه في الحقيقة يملك قلبا طيبا ولكنه لم يستطع كبت دموعه هذه المرة. أجل إنه يعلم ولكن في نظر جيجونغ أن تشانغمين قد تخطى الحدود هذه المرة.

نفخ جيجونغ خديه المبللان بغضب حين طرق أحدهم الباب وناداه من الخارج ضاحكا، ثم صرخ به قائلا: إبتعد عني أيها المعتوه الصغير!

ضحك تشانغمين من خلف الباب ثم قال: معتوه صغير؟ حسنا هيونغ ولكن أخرج…

تأفف جيجونغ بغضب وقال: لا أريد أن أرى وجهك الشرير!

ضحك تشانغمين مجددا على ظرافة الألقاب التي كان جيجونغ يحاول أن يهينه بها ثم قال: أعدك بأنك لن تندم إن خرجت هيونغ.

فجأة تدخل صوت آخر خارج الباب قائلا: ياه أمازلت تغيظه حتى الآن؟ إبتعد.

ضحك تشانغمين مجددا فيما طرق الآخر باب الغرفة قائلا: هيونغ أخرج أنا يوتشن.

جلس جيجونغ على سريره وبوز فمه بغضب قائلا: قلت لا أريد أن أخرج!!

ضحك تشانغمين مجددا ولكن يوتشن دفعه بعيدا وصاح به قائلا: ياه! ياه! إذهب!…هيونغ هيا لدينا شيء لك ستحبه.

ظل جيجونغ صامتا للحظات حين سمع آخر كلام يوتشن وفكر قليلا، هل هو مقلب؟ لكن يوتشن يبدو جادا…ظل جيجونغ يفكر بتلك الطريقة للحظات أخرى بصمت حتى تحدث يوتشن مجددا مناديا باسمه فتنهد جيجونغ ونهض من على السرير ثم توجه نحو الباب وفتحه ببطء.

نظر جيجونغ إلى يوتشن الذي كان يقف أمامه وابتسامة كبيرة على وجهه، ولفت نظره انه كان يرتدي قبعة كرتونية مخروطية الشكل ولكنه تجاهلها ثم قال له وفمه مايزال مبوزا بغضب: إياك أن يكون مقلب.

إتسعت إبتسامة يوتشن ثم قال: لا أعدك أنه ليس كذلك.

ثم أخرج فجأة من خلف ظهره قبعة كرتونية تشبه التاج ووضعها على رأس جيجونغ، رفع جيجونغ حاجبه بتعجب ناظرا إلى يوتشن أمامه وهو يضعها له على رأسه ثم قال: ياه ما هذا؟

أمسك يوتشن بيد جيجونغ وسحبه للخارج فأعاد جيجونغ سؤاله لكن يوتشن تجاهله مناديا بصوت عال: نحن قادمان!

ظل جيجونغ يناظر رأس يوتشن من الخلف في حيرة وهو يشده خارج الردهة نحو الصالة، وعندما توقفا أخيرا نظر جيجونغ من حوله بتعجب واتسعت عيناه بصدمة حين وجد جونسو يقف ويحمل بين يديه كعكة عليها شموع مضائة وعلى جانبيه يقف كل من يونهو وتشانغمين والثلاثة أيضا كانوا يرتدون تلك القبعة المخروطية الشكل.

نظر جيجونغ إليهم ثم إلى الكعكة وقال: اممم…يوم ميلادي الشهر القادم.

إبتسم الجميع ثم تكلم يونهو موضحا الأمر وقال: هذه بمناسبة نجاح الدراما الجديدة.

قرب جونسو الكعكة من جيجونغ ثم قال: هيا هيونغ أطفئ الشموع.

بوز جيجونغ فمه وقطب حاجبيه ثم رمق تشانغمين بطرف عينيه قائلا: اذا لما كان تشانغمين أكثر شرا عن العادة؟

ضحك تشانغمين قليلا فيما ربت يوتشن على كتف جيجونغ وقال: ألم تعتد عليه؟ إنه يقول لك بأنه يحبك حين يفعل ذلك.

ضحك تشانغمين مجددا فيما تنهد جيجونغ وقال: صدقني أشعر بالأسف حيال زوجتك المستقبلية.

لم يرد عليه تشانغمين بشيء وانتظر حتى نفخ جيجونغ على الشموع وانطفأت، ثم باغته وأخذ بإصبعيه شيء من الكريمة على طرف الكعكة ولطخ بها وجه جيجونغ ضاحكا بشدة.

رمقه جيجونغ بغضب للحظة ولكن بسرعة قبض بيده جزء من الكعكة ولحق بتشانغمين الذي أسرع بالجري مبتعدا.

هز يوتشن رأسه بالنفي وقال: هذان الطفلان لن يتغيرا…

لكن فجأة توقف عن الكلام حين باغته كل من جونسو ويونهو ولطخا وجهه بالكريمة هو الآخر. نظر إليهما بصمت للحظة حين ضحكا عليه وتراجعا قليلا ليبتعدا عنه، ولكنه كان أسرع منهما فأخذ بكفيه قطع من الكعكة ورماها في وجهيهما.

وبذلك إنتهى أمر الكعكة بين هذا وذاك، والضحك يعم المكان وكأنهم أطفال لم تتخطا أعمارهم ال10 سنوات.