°الفصل الأول°

17 1 32
                                    


  TOW WORDS 
_____________

صباح جميل ...صباح مليء بالسعادة و زقزقة العصافير ...استيقظت على نداء جدتي الحنون من الطابق السفلي "سونيا ..سونيا هيا عزيزتي الفطور " نهضت من السرير والابتسامة تشق فمي ، ذهبت لدورة المياه  ( أكرمكم الله ) غسلت وجهي و اغتسلت ونزلت اسفل السلالم لأرى جدتي تبتسم لي قائلة " هيا يا عزيزتي هذا فطور حبيبتي " يالهذه الكلمات ، لن اسمع هذه الكلمات قط من والدي ، على ذكرهم لا أريد التحدث في الأمر ... جلست على طاولة الطعام ورأتني جدتي عبوسة سألتني عن السبب ولكنني ألقيت عليها نظرة لا ينبغي علي أن انظرها لأحد كبير ، حزنت جدتي و غادرت طاولة الطعام وذهبت لغرفتها مع صحن الفطور  ، يالهي مالذي فعلته ؟! .

ذهبت اليها وكادت الدمعة أن تنزل على خدي *طق طق طق* طرقت الباب وانا ارتجف و قلت " جدتي...هل انتي بخير ؟" ولكنها لم ترد علي تسلل علي القلق والخوف من أنني قد حطمت قلبها بنظرتي جلست بجانب الباب غرفتها لأسمع صوت باب مطعمنا ، "يالهي زبون !" 

قلقت وخفت لأنني وظيفتي في المطعم فقط أن أخذ طلبات الزبائن واوصلها ، طرقت باب جدتي مراراً و تكراراً ، لم ترد علي ثم بدأ الزبون يصرخ قائلاً " عفواً هل هناك أحد؟ " خرجت جدتي اخيراً فأبتسمت لها وابتسمت ولكن خلف الإبتسامة تلك كان هناك حزن حاولت مجاراة جدتي في أفعالها ولكنني لم أفلح.

- الظهر-
ذهبت جدتي لغرفتها مجدداً وخدمت الزبائن وحدي، عندما خرجت جدتي من غرفتها أظن انها كانت تبكي ، رأيت دمعة لن تمسحها جيداً ، منذ تلك اللحظة كنت أنا على الوشك البكاء تلي جدتي،  "تباً مالذي فعلته " قلت ذالك بهدوء وانا أمسك فمي من شدة الهول .  التفت الي أحد الزبائن و صرخ قائلاً " يا انتي! " مسحت دموعي سريعاً و تابعت عملي بجد وحاولت الابتسام قدر المستطاع كي لا يلحظني أحد وانا حزينة لأن ذلك سيؤثر في سمعة جدتي والمطعم وليس سمعتي ، عملت مع جدتي لحدود الساعة الثانية عشر ليلاً .

بعد مغادرة آخر زبون كانت جدتي على وشك الذهاب إلى غرفتها مجدداً ولكنني لن اسمح لها أن تحزن . . . ذهبت مسرعة إلى غرفتها واختبأت في خزانة الملابس ، دخلت جدتي الغرفة وبقيت ساكنة في مكاني ولكنني فتحت الخزانة قليلاً كي أرى مالذي يحزنها ،
رأيت جدتي وهي تأخذ الأموال الخاصة بالمطعم وتدخلها في الظرف و بدأت دموعها تنهمر ، حزنت على جدتي حينها أردت الخروج ولكن فجأة بدأت جدتي تتمتم " آسفة سونيا ...آسفة حقاً " ، تسائلت نفسي عما تعتذر منه جدتي لانني انا المفترض أن اعتذر أردت حينها الخروج من الخزانة والاعتذار لجدتي وكانت دموعي على وشك السقوط، ولكن خرجت جدتي من غرفتها مسرعة ،  أظن انها ذهبت لإعداد طعام العشاء .
نادتني جدتي لتناول العشاء ، تناولنا العشاء و ذهبنا لننام .

-الأحد-
استيقظت و لكنني لم ارى جدتي ، بحثت في كل مكان و في كل زاوية ولكنني لم أجدها،  استعنت بصديقتي ريبيكا اخترت ريبيكا لسببين الأول لانها تجيد الطبخ وثانياً لأنها صديقتي وأختي التي لم تلدها ولم يلدها أحد،  اتصلت بها و أتت على الفور وبدأنا بالعمل بجهد و قد أعجب الزبائن بطعام ريبيكا مما زاده شهرة .
مرت حوالي يومين منذ اختفاء جدتي وشهرة المطعم تزداد مما دفعني لطلب موظفين، عندها أتى الكثير ليعمل لدينا ولكن أتت ريبيكا وقالت أننا يمكن أن نستعين بزملاء صفي فوافقت ازلت إعلان طلب الموظفين و كثرت الأموال واشتهر مطعمنا كثيراً . عندما ودعت الموظفين واتيت لكي اغسل الصحون قرع جرس المطعم فصحت من مكاني قائلة " عذراً المطعم مغلق تعالوا غداً" ولكنني أحسست انه تجاهلني وجلس على طاولة الطعام.
غسلت يدي سريعاً وذهبت إليه وكنت اتمتم بكلمات لا يجدر على فتاة قولها "يا انت مالذي تفعله هنا ..."
تباً إنها جدتي! ، هلمت اليها وكنت ابكي كثيراً ولكنها لم تذرف دمعة ، بل كانت تمسك دموعها .
لم أستطع قول أي شيء لم أستطع التفكير من كثرة الفرحة.
عندما انتهينا من تناول الطعام صعدت جدتي إلى غرفتها ، وأنا  إلى غرفتي اعتقدت انه يجب على جدتي الراحة قليلاً بعد غياب يومين و بعض الراحة لي بعد عمل شاق

-الخميس-
انه يوم إجازة وراحة من العمل ، وبذلك سنحت لي الفرصة لأتحدث مع جدتي وان اعتذر لها .
اجلستها في في غرفتي واعددت لها الرامين و الأومليت وبعض عصير الفاكهة وجلست أمامها في طاولة الأكل ، انتظرتها لكي تبدأ بالأكل كي أكل تليها ولكنها لم تفعل .
مرت حوالي خمس عشر دقيقة ولم يبدأ أحدنا الأكل ، قلت لجدتي "عفواً جدتي يمكنك التناول قبلي وسأتناول الطعام بعدك ." بدأت جدتي بتناول الطعام اخيراً ولكنني رأيت دمعه مجدداً ، ولكنني تظاهرت انني لم ارى شيئاً وبدأت بالأكل.
عندما انتهينا نظفت المكان سريعاً لانني كنت أود أن أتحدث مع جدتي، عندما انتهيت من التنظيف جلست نفس المكان الذي جلسته أمام جدتي ، أخذت نفس عميقاً وقلت لجدتي
" عذرا جدتي انا اسفة فعلاً ولكنني قلقة من انك حزينة مني بسبب فعلتي تلك منذ أربع أيام و بسبب ..." قاطعتني جدتي قائلة "أوه سونيا انا التي يجب علي أن اعتذر ، انتي ابنتي الوحيدة ليس لدي أحد مثلك كفي عن هذه التصرفات و خذي قليلولة قصيرة وافعلي ما تريدينه ."
لم تسنح لي الفرصة لاخبرها انني اختبأت في خزانتها و مالذي حدث أثناء غيابها عن المطعم أو البيت.
سأحاول أن أفهم مابها لا استطيع ان اخسرها كما خسرت أبي و أمي.
انا سأبقى بجانبك جدتي . . .اعدك .

Wحيث تعيش القصص. اكتشف الآن