البداية

581 23 40
                                    

"كنت كالثقب الأسود، كلّ شيء فيك يجذبني إليك و رغم علمي بأنّي هالكة لا محالة بقربك لم أستطع مقاومتك فجعلتني بعدا يملأ فراغ قلبك."

إيلاف، أميرتك الوحشيّة.

كنت عائدة من الثانويّة على أقدامي في طريقي إلى صعود الحافلة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كنت عائدة من الثانويّة على أقدامي في طريقي إلى صعود الحافلة. كلّ التلاميذ كانوا في طريقهم إلى الحافلة أيضا ممّا فسّر اكتظاظ الرصيف. فركت يداي أملا في توليد بعض الحرارة لتدفئتهما. لم أنتبه إلى نادين و صديقاتها اللواتي كان يمشين بجانبي إلى أن أحسست بجاذبيّة الأرض تجذبني يليها البلل و البرد الذي اعتراني إثر سقوطي بمستنقع المياه المتكوّن من طين الطريق و مياه المطر.
لتلخيص الأمر كنت مغطّاة بالوحل.
تعالت ضحكات الجمهور و رأيت علامات الشماتة و الاستهزاء تعتلي محيّا نادين و رفيقاتها.
حاربت الدموع التي تكوّنت في مقلتاي من الانهمار و حاولت أن لا أبيّن ألمي إلى أن ذهب الجميع.

كنت أحاول الوقوف عندما وضعت يد أمامي. نظرت إلى صاحبها لأجده شخصا لم أتوقّع وجوده. لقد كان وسيم.
وسيم أجمل فتى وقعت عليه عيناي منذ   أن رأيته بصفّ السنة الأولى لدى السيّدة أنيسة. و رغم محاولاتي لتناسي غرامي به منذ الصغر فشلت فشلا ذريعا. لم أستطع تناسي بسمته عندما قدّم لي قطعة من الصلصال الأحمر عندما أضعت قطعتي أو زهرة الياسمين التي أعطاني إيّاها عندما علم بوفاة والدي، رحمه اللّه.

و رغم أنّ البسمة اختفت من وجهه من زمان و رغم تحوّله إلى هذا الشخص المنكمش السهل إغاضته الذي يفتعل الشجارات لم أستطع إلاّ الأمل بأنّ يوما ما سيعترف لي بحبّه و يهديني مشموم ياسمين.

مثيرة للشفقة، أعلم.

-ألن تقفي أو أذهب أم ماذا؟

أدركت أنّني لازلت أنظر إلى يده ما جعلني أمسكها خوفا بعد سماع نبرته التي تدل على الانزعاج.

بعد أن ساعدني على الوقوف، نظر ياشمئزاز إلى يده و مسحها بمنديل رماه بسرعة في القمامة و تركني.

تنهّدت و اتجهت صوب الحافلة، أحاول إخفاء وجهي وراء شعري من الحرج.

هممت بالصعود لكن يد سائق الحافلة دفعتني.
-لن تصعدي إلى هنا بحالتك المزرية تلك!
حاولت اخفاء يديّ التي أصبحتا قبضتين تأملان بلمس وجهه.
-و لكن ماذا سأفعل؟ ليس هنالك أيّ وسائل نقل تؤدّي إلى منزلي غير هذه—
-لا يهمّني.
دفعني ثانية و أغلق الباب.

الأميرة الوحشيّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن