اسمي سام ، عمري 27 سنة ، أعمل كضابط في الشرطة المحلية لمدينة تورا. ترعرت في ضواحي المدينة ، مع عائلتي ، ككل العائلات متوسطة المستوى. وتكونت عائلتنا من 4 أشخاص ، ربطتنا علاقة عاطفية متينة ، فكانت طفولتي ممتلئة بعطف أمي ، واللعب الممتع مع أبي ، و أخي ، الذي يصغرني ب 6 سنوات. و لكن ما إن تكونت نظرتي عن الحياة حتى اختفى أبي عنها ، فأصبحت أمي الشخص المسؤول عن نفسها وطفليها. لكي تؤمن كل مستلزمات حياتنا عملت في عملين ، ثم أصبحنا لا نراها إلا دقائق في اليوم تلي استيقاظنا المبكر للذهاب إلى المدرسة. فاعتنيت بأخي في أوقات غيابها و ذلك يعني أنني من قمت بتربيته. بالرغم من ما عانيناه ، لافتقادنا لأمنا وأبانا إلا أننا تدبرنا أمرنا بطريقة بسيطة وهي كالتالي : مدرسة ، ثم دراسة ، ثم لعب. وكان الأمر قد أصبح سهلا لهو دون إزعاج ، تلى ذلك اهتمامات كثيرة ، تملئ وقتنا ، وكانت تجعلنا مختلفين عن من هم في عمرنا اختلافا عميقا. لم أعد أذكر كم من الليال سهرنا و أعيننا مأخوذة من قبل النجوم ، نغني أغنيتنا المفضلة ، و نهز رؤوسنا فتتلامس خصلات شعرنا متوسط الطول ، و نضحك ضحكات عالية وصل صداها لمركز الليل ، أو هكذا ظننا خلال الطفولة. نحن صغار نواجه الحياة وحيدين ، بروح أم ، و صور أب.
لا نعرف كيف تبخر من حياتنا.
بعد بضع سنوات ، لم ألحظ كم كبرت و لكنني نسيت وجه أبي ، و هذا يعني أني كبرت كثيرا ، و كما كل البالغين الجدد ، غادرت المنزل و أنا أمسك بيد أحلامي كطفل. لا مثيل لبراءة نظراته ، و لا شعور كشعور صبي يشعر بالأمان ، و هو ممسك بيد والده. أغلقت أصابعي بداخل أصابع أحلامي ، ثم مشيت. تاركا إياها ترسم طريقي ، في عالم رغم كل الظلام المنتشر بأحياءه الصغيرة إلا أن وسط المدينة لا زال مشعا بالأنوار ، هناك يسكن حلمي وإلى هناك أنا أشق طريقي.