الفصل الخامس

5.9K 132 9
                                    

ارتدت كاسي ثوب الزفاف قبل أي شخص اخر في المنزل بوقت طويل طافت في غرفة الجلوس بين باقات الازهار تشتم روائحها العطرة محاولة ان تنبد ما ساورها من شكوك ازعجتها لم تكن لتلك الشكوك علاقة بزواجها من ليون او عدم زواجها انها فقط تتعلق بما تقترفه من اكاذيب لقد كانت وعدت اخوتها بان تهيء لهم منزلا يعيشون فيه وكانت تريد ان تنفذ وعدها ذاك فهي قد جاءت الى تكساس لهذا السبب في البداية لكن ذلك كان في البداية فقط فهل سيصدق ليون هذا ؟ الافضل ان لا يعلم بذلك ابدا وان تعيش هي مع هذا الشعور بالذنب بقية حياتها على ان تخيب امله ولكنها مع ذلك لا تستطيع ان تهرب من الشعور بان عليها ان تخبره ومن المضحك انها شعرت بشيء من الارتياح عندما وصلت في طوافها الى قرب الردهة فسمعت من الحديث ما عرفت منه ان ليون لم يخبرها هو ايضا بكل شيء وكان كانو يقول له – الا تظن ان عليك استدعائهم اليك فيما بعد على الاقل ؟ الامل المفقود
اجاب ليون – كلا انهم سيعرفون قريبا فانا اريد قضاء بعض الوقت معها قبل ان ينقضوا علينا وانا لا اطلب الكثير اليس كذلك ؟
- ولكنهم اسرتك والدتك على الاخص لها الحق في ان تعلم بزواجك .
فرد ليون بحدة – لا اريد الاذن من والدتي كي اتزوج او من أي شخص اخر .
قال كاتر برقة – انك تعني ديل ؟
اجاب ليون متهكما – ليس لدى ديل أي حق علي.
ولكن هذا ليس رايه بالضبط فما دام يعتبرك اخاه الاصغر فمن واجبه ان يحميك من القيام باي شيء ...
رد ليون ساخطا – لا اريد منه هذا فانا لست مجرد شقيق بل انا رجل مستقل بنفسي واعمل ما اراه مناسبا بما في ذلك الزواج وهكذا ما يقول او يفعل لن يغير من الامر شيئا يا كاتر ليس من اجلي على كل حال .
اجابه على الفور – من اجل كاسي .
قال ليون – نعم كاسي انك تعلم ما قد يفكر فيه او يقوله عن كل هذا انني سالكمه على وجهه يا كاتر .
قال كاتر محذرا بلطف – هذا سيكون عاجلا ام اجلا يا رجل .
قال ليون بفظاظة – فليكن اجلا اذن . وادركت كاسي من خطواته انه كان يقترب من الغرفة التي كانت تقف فيها .
تراجعت الى منتصف الغرفة حيث وقفت مشبكة اليدين بهدوء القى نظرة واحدة عليها واذا بتجهم وجهه يتبدد فشعرت بالدفء من نظرته تلك لا باس قد لا يحبها شقيقه ربما اسرته باجمعها ستذعر عندما تعلم بانه تزوج من امراة تعرف اليها عن طريق الاعلان . وربما هما الاثنين لم يكونا صادقين مع بعضهما البعض لكن هذا لا يعني انه ليس عليهما ان يعيشا معا مهما كانت اخطاؤها الاخرى فزواجها من هذا الرجل هو الشيء الصواب . كانت تشعر بذلك غريزيا مهما كان راي الاخرين بما فيهم شقيقه ديل . مدت اليه يدها وقبل ان يتقدم اليها اذا بجرس الباب يقرع فجاة اندفعت دولوريس داخلة الى الغرفة تحيط بها سحابة من العطر وفي اثرها كان رجل الدين .
قبل ان تدرك كاسي ما كان يحدث لها كانت تقف الى جانب ليون ممسكة بباقة زهور بيد مواجهة كاتر وزوجته بينما ليون يضع في اصبع يدها الاخرى خاتم الزواج ثم انتهى كل شيء نظرت الى عينيه المتالقتين وسمعته يهمس قائلا – ها قد اصبحنا معا على الدوام .
ادركت في هذه اللحظة ان كل مشاكلها ستنحل تلقائيا فهي لا يمكنها ان تصدق أي شيء اخر ... كلا لا يمكنها ذلك .الامل المفقود
***
تعجل ليون باخراجها من هناك ففي سرعته هذه قلة ذوق رافضا ما عرضته عليه دولوريس ممن تناول عشاء العرس وذلك بكل ما امكنه من رقة كان كاتر في النهاية هي الذي اسكت زوجته اذ جاءها من الخلف فوضع يدا على كتفها واليد الاخرى على فمها وهو يقول غامرا بعينه – سنراكما فيما بعد . ضحك ليون وهو يدفع كاسي امامه الى الخارج .
قالت له كاسي – كان ذلك غلظة منك لكن تالق عينيها وابتسامتها الواسعة كانت تخالف معنى كلماتها .
سالها – اتريدين ان تعودي اليهم ؟ ابتسمت وهزت راسها نفيا .
- هيا بنا اذن . سحبها من يدها الى الشاحنة حيث اصعدها الى المقعد وصعد بجانبها وهو يقول – لقد كاد يقتلني الانتظار .
همست – وانا ايضا لكن الحق معك اذ كان من الافضل ان نخرج .
بعد ذلك شعر بانه اعظم رجل في العالم وان لا احد بامكانه ان يجادله بما فعل وكيف حسنا ربما هناك شخص بامكانه ذلك . وهو ديل لكنه لا يريد الان ان يفكر بديل او أي شخص ما عدا عروسه زوجته انه رجل متزوج شعر بروعة ذلك وهو يتجه نحو الفندق.
وعندما وصل الى هناك جاهد في كبح نفسه من ان يقفز من الشاحنة اوقفها متمهلا بطريقة كان يرجو ان تظهر مدى توتره وادهشته هي بهدوئها .
سالها – السنا داخلين الى الفندق ؟
- بالتاكيد .
- اذن بقى ينظر اليها بحيرة وسرور فضحكت قائلة – تحرك اذن يا راعي البقر . ان بين يديك عروسا يملاها الشوق .
عند ذلك قفز من الشاحنة وهو يجذبها معه جارا اياها على السلم وهو يصعد كل درجتين معا وعندما وجد الباب مفتوحا وقف ثم استدار يواجهها قائلا – المفروض ان اقوم بذلك على عتبة بيتنا .
اذهلته النظرة الحالمة التي بدت في عينيها وهي تردد كلمته بيتنا .
قال – مرحبا بك ايتها السيدة كاسي باردايس في بيتك .
اجابت برقة – شكرا يا سيد باردايس .
قالت – كم انا مزهو وسعيد و ...الامل المفقود
لم يعد ثمة مكان للكلمات او لاي شيء عدا حبهما . وبانها اخيرا اصبحت زوجته كما انه اصبح زوجها .
***

عروس بالبريد-ارلين جايمزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن