بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمـة
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه: }وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ{.
والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين سيدنا محمد الأمين القائل: «لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم» وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فمع الثورة التكنولوجية الهائلة التي نعاصرها حاليًا والمتمثلة بشبكة الإنترنت؛ أصبح العالم بأسره أسير نافذة صغيرة يمكن الانتقال من أقصاها إلى أدناها بضغطة زر واحدة. فلم تعد هناك حواجز بين الدول والأقطار، وباستطاعتها الانتقال بين أصقاع الأرض في غمضة عين أو أقل من ذلك.
وهذا ما يدعونا للتأمل في مدى أهمية شبكة الإنترنت والدور الذي تلعبه في وقتنا الحاضر أصبحت ضرورة ملحة وشريانًا نابضًا بالحياة.
فشبكة الإنترنت لا تعني لنا نحن المسلمين أخبارًا ومواقع وبريد إلكتروني ومحادثة وقضاء وقت... بل يتعدى الأمر في ذلك لنجد أن الإنترنت يعتبر وسيلة رائعة جدًّا للدعوة إلى الله، فهناك المئات بل قُل الألوف من البشر من مختلف الأجناس يتخبطون في فضاء الإنترنت بحثًا عن الحقيقة.
هذه الحقيقة المتجسدة في دين الإسلام. فعن طريق هذه الشبكة العنكبوتية يمكن الدعوة إلى الله عبرها، ونشر العقيدة الصحيحة على ضوء الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، وتبليغها إلى أماكن يصعب الوصول إليها، ومناقشة الكفار من النصارى وغيرهم، ودحض شبهاتهم، وغير ذلك مما هو مفيد في الدعوة إلى الله -تعالى- من غير أن نغادر أماكننا.
من هذا المنطلق نضع بين يديك أيها القارئ الكريم هذا الكتاب الذي يحتوي على مجموعة من القصص التي جمعناها من تجارب أشخاص ومواقع موثوقة في شبكة الإنترنت تحكي قصص إسلام أشخاص وهدايتهم من خلال الإنترنت، وأيضًا نوضح في الجزء المتبقي من هذا الكتاب كيفية استغلال الإنترنت كوسيلة للدعوة إلى الله.
وفي الختام نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، وأن ينفعنا بها علمنا، وأن يعلمنا من ينفعنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
ارتدت بعد إسلامها
قابلتني صديقتي "أم نور" وهي أخت أمريكية مسلمة على برنامج المحادثة، وطلبت مني الانضمام إلى فريق يعمل على مشروع للدعوة الإسلامية، ويشرف عليه أحد الإخوة الأفاضل... فقبلت على الفور، وذلك على أن أسأل عن تفاصيل المشروع فيما بعد...
وفي أول لقاء مع المشرف على المشروع في غرفة المحادثة وجهت له بعض الأسئلة التقليدية مثل: ما اسمك؟ وماذا تعمل؟ وأين تعمل؟ ومن أي بلد أنت؟! رد عليَّ قائلا: رويدك.. رويدك.. أما عن اسمي فأُدعى كمال، وأعمل كمهندس كمبيوتر في شركة في إحدى الدول العربية، وأنا مصري الجنسية.. هذا كل ما أستطيع إخبارك به الآن!! ثم أردف قائلا... لم أكن لأقبلك معي كعضوة في المشروع لو لم تثن عليك صديقتك أم نور، وتخبرني عن مدى حماسك للدعوة، وأنك قد ساعدتها سابقًا في إرسال الكتب والمطبوعات إليها؛ لتقوم هي بدورها بتوزيعها على المسلمين الجدد، وغير المسلمين في أمريكا.