...

12 0 0
                                    

في منعطف احدى الطرق الخالية ، ينزف الدم من رأسها ... لا يتوقف ... لاتزال في وعيها ... تمسك المقود بكل قوة وكأن يديها ملتصقتان فيه ... بقيت بضع دقائق لتنفجر السيارة ...
رجوعا الى الوراء بدقائق معدودة ، رأت طيفه في الطريق ، وهذا جزاء من لا يتخلص من الماضي ... قد كانت لتنجو لو نسيته كما يفعل الجميع ، لكنها أبت و هذا ثمن الرفض ...
تحارب المها محاولة النجاة ، لكنه لا يتوقف ، و الدم يزداد غزارة ...
بقيت دقائق معدودة لتنفجر السيارة ، تتذكر هانابي حياتها البائسة في تلك المدة ، يمر ذاك الفيلم المأساوي بداية من طفولتها البريئة . تتذكر كيف كانت تسقط عدما تركب الدراجة ، كيف كانت تفرح و تبتهج لأبسط الاشياء . يتغير المشهد الى فتاة التانوية التي انقطعت عن الدراسة بعد موت والديها ، تتذكر اليوم الذي اشترت فيه كوب الشاي الساخن لتجلس منزوية في مكان اعتادت الاختلاء فيه ، تتذكر كيف اصطدم الكوب بصدره وابتسم مخفيا ألمه قائلا لها ان لا تقلق ... تتذكر كيف بدأت تكافح كي تكسب المال ، كيف كانت تغني في المراقص الليلية ... تتذكر انها رأته في الحديقة المطلة على منزلها الجديد وقد بدا وكانه يسكن بالجوار ... تتذكر عندما فتحت الباب لتجده على وشك ان يطرقه ،ذاك الصمت الرهيب الذي رافقه احمرار وجههما خجلا ، لما اعطاها فستانها الذي سقط في منزله بفعل الرياح ، تتذكر عندما بدأ الاثنان بالاقتراب من بعضهما ، عندما سألها اين تعملين و ابتدعت كذبة لتخفي الحقيقة فابتسم ابتسامة بريءة تخفي معرفته لذلك بالفعل ، تتذكر يوم صعد احد السكارى الى الحلقة وسحب فستانها وتمزق جزؤه العلوي ، تلك القهقهات التي جعلتها تبكي يومها ، تتذكر كيف امتدت يدان من ذاك الحشد لتعطيها سترة دافئة و تسحبها من يديها لتخرجها في صمت دون أدنى رنين ... عندما اخدها لمنزله وقد بدت كئيبة على وشك الانفجار بكاءا ، عندما عانقها بكل قوة في محاولة مواساتها ، عندما أغمي عليها في سريره و استفاقت لتجده ينام في الصالة ... تتذكر عندما عرضت عليه ان يشاركها السرير كامتنان لانها لا تملك المال فعارض الفكرة ، عندما طلب منها الخروج معه و ارتدت فستانا احمر بلون احمر شفاهها فبدت اميرة في حلتها ، عندما اخبرها ان تطعمه قطعة اللحم بشوكتها و احست بالإحراج الشديد ، عندما طلب منها الانتقال للعيش معه ، عندما اخبرها ان تغلق عينيها وتجعل رأسها أمام المرآة ، فتحتهم لتجد سوار اشد جمالا من اللؤلؤ نفسه ، اتخذ من عنقها مكان له ... عندما تعاهدا على الزواج بحلول العام الجديد ، عندما قبلها على جبهتها ، عندما تشاركا الفراش دون ان يلمسها ... و ايضا عندما ذهب و لم يعد ، عندما اتصلت الشرطة باهتا طلبا لإثبات هوية الشخص المقتول ... عندما فقدت نفسها وقررت العيش في وهم عودته ...
   تنزلق يداها من المقود ، تبتسم وقد جاء بطلها لأخدها معه ... تمسك يده بكل قوة و يذهبان معا نحو السماء .
        ~النهاية~

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 11, 2017 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ما وراء دوائر الوهمWhere stories live. Discover now