لطالما كان لحياتي معنى للسعادة والحريه والحنان أجل الحنان حنان الأم الذي لا يعوض بأي ثمن ولكن للأسف إستكشفت ذلك بعد فوات الأوان لقد كانت الغاليه توقضنا كل صباح لنستعد للمدرسه وتعد لنا الفطور وتفعل أشياء كثيره رغم تعبها إلا أنها مازالت تعمل وتعمل فقط لكي لا ينقصنا شيء من الأشياء لقد كانت بجانبنا وتساندنا في كل الأوقات ولكن نحن لم نشعر بها لم نقدرها ولم نقدر تعبها أكبر تقدير بل رأيناه من منطلق بأنه عملها بأنه واجبها وهي يجب عليها عمله لقد كنا قاسين في حقها أتمنى لو يرجع الزمن للوراء وأطلب منها أن تسامحني أن تغفر لي .. في يوم من الأيام كنت عائده إلى المنزل كنت أود أن أصعد لغرفتي ولكن أوقفني صوتها الذي يشبه صوت الناي صوتها المليئ بالحنان والأهتمام..
..........
أمي : بنيتي ألن تأكلي ؟؟
أنا : لا أمي لا أريد ..
وكنت سأكمل طريقي ولكنها أوقفتني مرة أخرى ..
أمي : لا يجب عليك أن تأكلي يجب أن تهتمي بصحتك لا يجب عليكي أن تهمليها ..
أنا * بصراخ *: لا أريد ألا تفهمين ؟؟
.........
أجل لقد رفعت صوتي عليها في ذلك اليوم وياليتني لم أفعل أنا حقا نادمه على ما فعلته لم أكن أقصد ولكنني كنت أشعر بدوار يملئ رأسي ولم أستطع قول أي شيء بهدوء لأن كل ما كنت أفكر فيه في ذلك الوقت هو الإستلقاء على سريري ليزول ذلك الدوار .. لكن في نفس اليوم أصبت بحمى قاتله أصبحت حرارتي مرتفعه جدا وأسعل كثيرا ولكن نزلت حرارتي وقل سعالي فقط لأنها كانت بقربي وتعتني بي أجل يا ساده تلك الأم الحنونه رغم إرتفاع صوتي عليها أتت وبقيت طوال الليل تسهر لتخفض حراتي وفي اليوم التلي لم تسمح لي بالذهاب للمدرسه خوفا بأن ترتفع حرارتي مره أخرى ..آآه يا أمي كم كنتي تخافين علينا حتى من أبسط الأشياء وكيف كنتي حنونة علينا رغم اننا كنا نعصي أوامرك صدق من قال بأننا لن نذوق طعم اللذه إلا بعد فقدان ذلك الشيء وانا حدث لي كذلك لم أذق طعم حلاوة ولذة وجود أمي حولنا إلا بعد فقدانها .. في يوم من الأيام كانت العائله مجتمعه في منزل جدتي وكان الرجال في المجلس يتجدثون عن أشياء عده ولا تنتهي وأما الشباب فكانو يجلسون في الحديقة الخلفيه للمنزل يتكلمون ويضحكون وكنا نحن البنات نجلس بجانب أمهاتنا مشكلين دائره وكنا نتحدث عن المدرسه وما يحدث معنا .. ولكن فجأه اتت إبنة أختي وهي غاضبه ومعها إبنة إبنة خالتي وهي تبكي فذهبت أمي نحوهن مخاطبة تلك الفتات الباكيه التي كانت دموعها تنزل أنهارا على خديها المنتفخين الجميلتين ..
.............
أمي : ما الذي حدث ؟ لما البكاء يا جوهره ؟
إبنة أختي : لقد كسرت لعبتي فضربتها ..
أمي : ولكنها لم تكن تقصد أليس كذلك يا جوهره ؟
جوهره : أجل لم أكن أقصد كنت ألعب بها وفجأه سقطت من يدي وإنكسرت ..
أمي : حسنا الآن أنتي لم تكسريها وأنتي لم تضربيها والآن إذهبا وكلا بعض السكاكر ..
إبنة أختي : ولكن ماذا بشأن لعبتي فقد إنكسرت ولن أستطيع اللعب بها مرة أخرى ؟؟
أمي : لا تقلقي يا أريج سأحدث خالكي بأن يذهب ويشتري لعبتين مثل تلك اللعبه تماما واحده لكي والأخرى لجوهره ..
..............فذهب كلاهما ليأكلا السكاكر وهما سعيدتين .. أجل هذه كانت أمي لتي حلت المشكله بحل يرضي الطرفين .. آه يا أمي تعالي وإنظري لما حل علينا بعد رحيلك الجميع متفرقون ولا يسألون عن بعضهم البعض أبدا كل شخص يهتمب بنفسه فقط ولا يسأل عن غيره .. ليس مثلما كنتي مازلتي على قيد الحياه الجميع متكاتف ويساندون بعضهم البعض الآن كل شي تغير كل شي .. نزلت من الدرج وأنا أنادي على امي التي لم ألقى منها أي رد فذهبت للمطبخ لأصدم بأمي ملقاة على الأرض ..
إستيقضت فزعتا من ذلك الحلم المزعج لا لا لم يكن حلما بل كان كابوسا أجل كابوس خرجت من غرفتي قاصدتا غرفة أمي الغاليه فتحت الباب بالخفيف لكي لا أصدر أي صوت لأجدها نائمتا على سريرها بسلام فتقدمت نحوها وجلست بجانبها أتأمل وجهها الذي غزاة الشيب والتجاعيد لأتمتم بكلمات لا يسمعها إلى أنا وهي ..
أنا : أنا آسفه أمي أرجوكي سامحيني انا أطلب المغفرة منكي أرجوكي سامحيني على كل شي فعلته أنا لا أتخيل حياتي من دون وجودك فيها لقد حلمت قبل قليل كابوسا يحمل بعضا من الذكريات .. شكرا لكي أمي شكرا على كل شيء قدمتيه لنا فأنتي من جعلتني أصل إلى حلمي الذي لطالما حلمت به " أستاذه في الجامعه بشهادة دكتوراه " شكرا لكي حقا فلولاكي ما كنا وصلنا إلى هذه المراتب العاليه شكرا لكي أمي وإعذريني على كل خطأ أخطأته في حقك ..
وبعدها غفيت لا شعوريا بجانب تلك الغاليه التلك التي الجنه تحت أقدامها تلك التي لا تعوض بأي ثمن ففقدانها يعتبر بالنسبة لي فقدان حياتي وكل شي فيها ..
أنت تقرأ
خيال بعواطف بلا حدود
ChickLitتخيلات وخواطر متنوعه حزينه عاطفيه عائليه وكل ما لا يخطر في البال.. الكاتبة : seongsil "صمت معاتب"