ظلت تبحث بعينيها عنو وسط الحاضرين ، لا تعلم
َ
لم لم يظهر إلى ان؟ ..ظلت تراقب مدخل القاعة بانتظار ظهوره
..وبينما هي تحدق بالمدخل إذا بيده تحيطها من خلفها ممسكةً بيدها..فالتفت بفزع ولكن سرعان ما ابتسمت
وسبقتها عيناها وفاضت بما يحملو قلبها من مشاعر قبل أن ينطق لسانها ، فنظر لها بابتسامة حانية أرضت مشاعرها
وقال بعد أن إنحنى على ركبته وسط نظرات كل من بالقاعة : بحبك يامنار
ابتسمت عيناها قبل شفتيها ونظرت إلى الارض بخجل فأخرج علبة من جيبه وفتحها كأبطال السينما وألبسها الخاتم
المتلألى مع الاضواء وقال بصوت حنون :تتجوزينى ؟
تنهدت بسعادة ممزوجة بخجل وسط نظرات الجميع منتظرين الرد القاطع منها ، قالت بخجل : بحبك يا مجنون
نهض من إنحنائته وسط تصفيق الحضور حتى العروسين وضمها إلى صدره ورفعها وأخذ يدور بها وسط أنغام الاغنية
ً التى تعشقها والتى أعدها
خصيصا لها بالاتفاق مع منسق الاغاني بالقاعة
ظل يدور بها وهي لا تصدق ما يحدث معها ، وفجأة فتحت عيناها على صوت والدتها المدوى الذى يصيح من
خارج غرفتها : إصحى بقى يامنار ،كل يوم بتنامى لحد العصر ولا ايه؟!
زفرت بملل وقالت لنفسها بضيق : يوووه بقى كل يوم نفس الموال ، الله يحرق الدروس اللى بتصحينا بدرى فى
رمضان دى
نهضت من الفراش بتكاسل وأخذت تتمايل بسعادة بعد أن تذكرت حلم أمس والتى كانت فيها بين يدي حبيببها ..
مدت يدىها تحت الوسادة وأخرجت هاتفها وخلال أقل من دقيقة كانت تراجع آخر محادثة دارت بينهم ، وأخذت تتامل كلماته التى لا تخبرها ابدأ بحقيقة مشاعره هل يحبها كما تحبه ام لا ؟ ً
إهتز هاتفها معلنا وصول رسالة منه
-صباح الفل ياجميل
ردت بسعادة : صباح النور ياعمر عامل إيه ؟
كتب : صايم وإنتى
ردت بسعادة : صايمة برضه
كتب بسرعة : أنا لازم أقفل معلش .. إعملى حسابك بقى إننا حنفطر معاكوا إنهاردة معرفش عمتو قالتلك و لا ايه؟
كتبت وىى تكاد تطير من الفرحة : تنوروا ياعمر .. أنا عندى درس ىيخلص قبل المغرب ، هقلبه وأجليكم
علطوووووول
-ماشي ياسطى نتقابل على خير.. خلى بالك من نفسك..سلام
****
قال حازـ بضيق : الحق عليا أصبل "بحبها يارامى وبحلم بيها ومش عارف أعمل إيه ؟!”
قالها حازم ذلك الشاب طويل القامة خمري البشرة أسود الشعر لصديقو رامى وىما بانتظار قدوم المدرس ليعطيهما
الدرس ب"السنتر".. ارتفع صوت رامى وىو يضحك بشدة وقال بسخرية : والله صعبت عليا ياحازم وشكلى
هعيط
قال حازم بضيق : الحق عليا أصلا إنى بحكى لجزمة زيك !! ..
رد رامى وهو لا يزال يضحك : أيوة الجزمة دا مظبط ومسيطر مش زيك ! .. آخر تروح تقولها إشرحيلى المعادلة
دى ، أنهى عبارته وأخذ يضحك بشدة.. فقال حازمةبحزن : طب أعمل إيه يعنى ؟ .. فيدنى ياخبرة !
رد رامى بغرور : لا ياعم دا سر المهنة ! ..بس اللى أقدر أقولهولك إنك تروح تكلمها .. وأدى دقنى إن عبرت
أهلك
ثم عاد يضحك ولكن حازم لم يبالى له لان نظره وقع على منار التى دلفت للتو لداخل "السنتر" .. اقترب منها
وقال ببسمة هادئة : إزيك يامنار ؟ إيه أخبار المذاكرة ؟
ردت بهدوء : تمام ياحازم الحمد الله .. وإنت إيه أخبار الكيمياء معاك
أهي ماشية .. بس كنت عايزكي تفهمينى معادلة لو مش هتقل عليكى يعنى
ردت بابتسامتها الهادئة : مش هتقل عليا ولا الحاجه ياحازم دا إحنا صحاب وإخوات من زمان فمفيش بينا الكلام دا
ً ثم بدأت تشرح له المعادلة التى يفهمها بالفعل ولكنه يتحجج بها كى يحادثها ..وعندما أنهتها شكرها وتركها عائدا
لرامى بخيبة أمل ألنه لم يظفر منها سوى بتلك البسمة الهادئة التى لا تكن أى مشاعر خلفها .. وشرح لمعادلة
كيميا أخرى !
رن هاتفها بعد ترك حازم لها بلحظات فأجابت وقالت بعد السلام بشوق : وحشتينى أووى ياهدير .. ليه سبتينى
لوحدى!
ردت هدير وقد تحركت الدموع بعينيها : معلش يامنار أعمل إيه ؟ .. بابا كان مصمم إننا ننقل بعد ما ماما ماتت
-الله يرحمها .. المهم إيه أخبار الثانوية العامة ؟.. بيقولوا بتمطر فى أدبى
ً .. عبيط اهبل...شتاء
ً ضحكت ىدير وقالت : الجو حار معدل صيفا
وإيه أخبار علمى ؟
-بيسلم عليكى .. المهم بقى أنا لازم أقفل عشاف عندى درس
ردت ببسمة : ماشي .. نبقى نتكلم بليل وتحكيلى نفذتى اللى اتقفنا عليه و لا ايه ؟ )قالتها بشئ من التوعد المتصنع(
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت بتوتر : طبعا يابنتى حاضر إن شاء الله يلا السلام بقى
-لا اله الا الله
-محمد رسول الله
****
”نور .. يانووووررررر " ..
ضحك نور وقال بمرح : إيه ياحبيبة ىتغنى ولا ايه ؟
ضربتو على كتفو بخفة وقالت : متتريقش عليا يا ولا!
-ولا!! .. فى طالبة ثانوي محترمة تقول يا ولا !!
وقالت : فكك بقى ياعم .. دى كلها شكليات أصلا ..
قال مبتسما : طيب يا لمضة كنتى عايزة إيه ؟
-بطمن عليك بس ياحبيبى
-ياخبلثى على الملاك اللى عايش معايا فى البيت .. عايزة إيه من اخر ؟
-كنت عايزة أربعين جنيه عشاف اشترى شنطه عجبانى أوى وعليها عرض كمان و..
قاطعها بابتسامة : إيه ىتعمليلها اعلان !..إصبري ثوانى ..
ً ثم أخذ يفتش فى جيوبه إلى أن وجد 21 جنيها فناولها إياه وقال مبتسما
أى خدعة .. خمسيناية ومقفولة كماف .. أول صرف من القبض أهوو
تنهدت وقالت بحزف: وإنت هتفضل تشتغل لحد إمتى عشان تصرف علينا ؟
مسح على رأسها بحنان وقال بخفة : يابنتى إحنا الرجالة ملناش قعاد فى البيت .. حنخلل ..لازم نشتغل عشان نطلع
الطاقة اللى جوانا أو نلعب كورة .. وأنا أحب أقف فى محل وأكتسب خبرة على إنى أقعد ألعب كورة أو ألزق زى
البتاع قدام الببليستشن ..مع االعتذار للبتاع يعنى
ضحكت بشدة ثم قالت بحنان : ربنا يكرمك يانور وتدخل صيدلة زى مافى نفسك .. وربنا يستر والشغل ميعطلش
مذاكرتك وإنت فى سنة مهمة كدا !
أنت تقرأ
انا انت
Romanceالكلمة الوحيدة اللى أقدر أقولها عن الرواية " عندما يكون للحب معنا اخر كاتبة سلمى طارق