الحلقة الثانية

2K 19 4
                                    


وفى صباح اليوم التالى
”إزيك يا حازم؟ "
رد حازم بوجه خالى من المشاعر : عادى يانور !كله محصل بعضه!
قال نور ببسمة : ليه بس ياحازم ؟ .. إضحك خلى الدنيا تنور
-أهو اللى جابنا ورا كلامك دا ..بتقعد تنشره على الفيس وتقوله وكأنك مش عايش معانا فى الدنيا أصلا!
نظر له نور بتعجب وقال : ليه بتقول كدا ؟
-عشاف أنا بصراحة زهقت ! .. زهقت من الكلام اللى بتقعد تقوله و محدش بينفذه حتى إنت نفسك ! .. وزهقت
من نفسي ومن حياتى ومن رامى ومنك إنت شخصيا !! )قالها حازم ثم زفر بسخط (
نور إبتسامة لم يتوقعها حازم وقال : لو مش عجبك طلقنى
صاح حازم: يخربيتك فصلتنى
ِ
قال نور وىو يضحك : بوظتلك الاداة صح .. تعالى نعيد تانى
-لا خلاص إنت خرجتنى من المود
مبتسما : يعنى فرفشت خلاص ؟ ً قال نور
-ربما
وكزه نور فى ذراعه وقال : أيوا بقى هو دا حازم اللى أنا أعرفه
ابتسم حازم وقال : ماشي ياسيدى .. أخبار المذاكرة إيه معاك من غير دروس ؟
-الحمد الله تمام
قال بتعجب : إنت ماشي إزاى من غير دروس كدا ؟
-ماشي ببركة ربنا ووالله مش بتريق .. فعلا بسمي ربنا وأعمل اللى عليا وأسيب الباقى عليه
-ربنا يكون فى عونك بصراحه.. بتشتغل وبتذاكر فى ثانوية عامة لوحدك وبتاخد بالك من مامتك وأختك .. بصراحه
أنا بحسدك عشان كل الناس بتحبك وأنا أولهم وعشان بحسك مبسووط علطول )قالها بجديه (
ابتسم نور وقال بحماس : طيب ياعم إحسد براحتك معنديش مشاكل .. بس قولى كدا .. إيو رأيك تبقى مبسوط
زيي كدا علطوول ؟
قال حازم بملل : عارف هتقولى إيه"قرب من ربنا -عامل الناس كويس – سامح ".. والكلام اللى أنا حافظه دا
قال نور ببسمة : لا ياعم مش هقولك كدا .. ع العموم مش هقدر اقف معاك اكتر من كدا عشان رايح الجامع وبعد
الظهر عندى محاضرة .. ماتيجى معايا ؟
قال حازم باستهزاء : محاضرة إيه؟.. هو انت دخلت الكلية من ورايا ؟
ِ
-ايه ياحازم السكر دا ؟ .. ال ياعم دى محاضره اسمها فهمت الدنيا شاب اسمو "أحمد يوسف " اللى ىيقدمها ..
لو فاضي تعالى معايا
-قشطة .. بدل ما أقعد مع النكد هاجى معاك ..بس لو طلعت وحشة هنفخك
-متقلقش دى هتعجبك أوى ان الله
فتحت منار عينيها مع صوت آذاف الظهر وتوضأت وصلت الصبح والظهر سويا و فتحت حسابهاعلى فيس و كتبت
لعمر :أخبارك ايه انهاردة ؟
-أنا حلو عشان سألتى عليا .. وانتى ؟
-يعنى .. الحمد الله على كل شئ
-مالك ؟!
كتبت بضيق : مخنوقة شوية عشان إتخانقت مع أعز صحابى وكلمتها بأسلوب وحش ! ومن موضوع كمان !
-ايه كمان ؟!
-مضايقه من كلامنابصراحة بتاع انبارح أوى ! .. وهو بصراحة مينفعش !
فكر عمر قليلا ثم كتب : أنا آسف عشان قوتلك حاجة زى كدا وبصراحة إنتى معاكى حق ! واعتبرينى مقولتش حاجة
ً غير لما آجى وأتقدملك رسمي .. مش هكلمك في موضوع دا تاني تمام كدا ولا فى حاجه خنقاكي؟
ً إرتاحت بشدة لكلماته وكتبت بأريحية :
شكرا ياعمر
-العفو على إيه ..المهم إنك تبقي مبسوطة
-أنا ببقى مبسوطة طول مانا بكلمك
أرسلتها منار ثم إنتبهت لما أرسلت ! .. وقالت لنفسها " إيه الغباء دا ! انا كنت لسه بقولوا إيه وبعتلوا إيه !! ..
اظاهر ان  هدير كانت صح لما قالتلى إنى ممكن أضعف وأقول الكلام الغلط .. يارب متزعلش منى وتبعد عنى عمر
****
وبعد صلاة الظهر حضر حازم مع نور تلك المحاضرة بعنوان "فهمت الدنيا " وكانت من شاب يدعى أحمد يوشف و اخذ يحدثهم في مسجد عن حياته السابقة و كيف اخطا و فعل كل ما ينبغي و لكنه لم يسعد الا عندما عاش لهدف و هو الله
.. ظل حازم يستمع لكلماته والملل يكاد يقتله ! .. فهو سمع هذا الكلام مرار و تكرار و لم يشعر يوما بصدقه!!
عندما إنتهت تلك المحاضرة خرج نور وحازم من المسجد فقال حازم لنور بضيق : عجبتك يانور ؟
قال بسعادة : جدا جدا جدا ..أنا بجد بحب أحمد دا جدا ودى رابع مرة أحضرله نفس المحاضرة وهحضرها
خامس وعاشر ومليون ان شاء الله .. كل مرة بيزرع جوايا طاقة إيجابية ويدينى أمل إنى مهما بقيت وحش ممكن
أرجع ربنا وممكن أعيشها بانبساط وسعادة وانشكاح
اتسعت عينا حازم وقال بغير تصديق : إيه دا ؟!! .. أمال أنا ليه محستش بكل دا ! .. أنا حسيت إنه بيشتغلنا ياعم
!! .. مفيش حد بيتغير 180 درجة كدا بين يوم وليلة !! .. لا  وايه كان هيعتدى على واحدة ولما قالتله اتقى ربنا
اتصلح واتغير وبقى فل يا فل ولاوايه نفس الوحدة دى رضيت تتجوزوا !! .. إيو البكش دا !!!
”عندك حق ! ”
ٍ إلتفت حازم لمصدر الصوت بفزع فإذا هو" أحمد " الذى كان يهزأ به منذ ثوان
ارتبك حازمولم يجد مايقوله
ولكن أحمد وفر عليه عناء البحث عن كلمات وقال بابتسامة منحت حازم بعض الهدوء : عندك حق .. أنا لو حد
حكالى حكاية زى دى عمرى ماكنت هصدقها ..بس معنديش حاجة أثبتلك بيها إنها حكاية حقيقة .. كل اللى أقدر
أقولهولك إنك مش هتصدقنى غير لما تحس إحساسي
قال حازم باهتمام: وإنت حاسس بإيه ؟
ابتسم أحمد ثم قال: مرتاح
قال نور بسعادة : يارب أنا كمان أبقى مرتاح زيك ياأحمد
-يارب يانور
سأل حازم باهتمام: طب أنا أبقى مرتاح إزاى ؟ .. أنا مخنوق خنقة فظيعة!! وعمرى ما حسيت براحة !!
-دور على ربنا ياحازم وإنت ترتاح.. دور عليه فى كل حاجة بتعملها .. أنا عارف إنك سمعت كتير وكل الناس
بتقولك قرب من ربنا بس أنا بقولك بجد دور عليه.. وعلى اللى يرضيه .. أصل هى دنيا واحدة بس وكلنا ىنموت
.. يانموت على طريق الله.. يانموت على أى طريق تانى .. وأى طريق تانى مش ىيفيدنا !
-يعنى إنت عايزنى أحبس نفسي فى صومعة وأقعد أعبد ليل ونهار ! .. و لا  اتعلم ولا  اشتغل ولا اعيش !!!
رد أحمد بثقة : لا طبعا ! .. مين قالك كدا ! ..المشكلة إننا مترسخ عندنا صورة إن اللى بيحب ربنا دا لازم بيبقى
معقد ويحرم كل حاجه ويبقى قفل وحد خنيق كدا ! .. والمشكلة اكبر إننا فصلنا العبادة عن الحياة فاما انى
أعيش حياتى بطول والعرض بعيد عن ربنا .. واما اقفل عليا الصومعة واعبد وبس وفى الحالتين من هترتاح !
تنهد أحمد وأردف : الحياة أجمل بكتير من اللى احنا شايفنه .. احنا شايفين الخناقات والزحمو والغل والكره ومش
شايفين ربنا فى كل دا ..
صمت حازم قليلاً يفكر بكلمات أحمد ثم قال ببسمة : إنت غريب جدا! .. وعايز تعيش فى يوتوبيا )المدينة
الفاضلة ( بتاعت أفبلطوف ! .. اللى زيك ميقدرش يعيش مع الناسِ
ابتسم أحمد وقال : عندك حق ..أنا فعلا مش عايز أعيش مع الناس .. أنا عايش فى مكان تانى لوحدى .. مش
معايا غير ربنا وبس .. مش هقولك يوتوبيا بس أنا عايش فى جنة الارض على أمل إنى هقابل ربنا فى يوم فى جنته إن
شاء الله .. وإنت شايف إنك لو عملت زيي ىتبقى غريب افتكر ديما "فطوبى للغرباء " .. وطوبى دى شجرة فى
الجنة ..وايه المشكله لما ابقى وانت ونور مختلفين عن بقيت الناس بنفكر باختلاف ونتصرف باختلاف! .. إيه
هيحصل لو عيشنا حياتنا بالطريقة اللى احنا نبتكرها مش اللى مجتمع عاملها وبقيت الناس ماشيه عليها .. إيه
المشكله لما أبقى مبتسم علطوول ومبسوط ولما حد يقولى حاجه وحشهاقولوا تفائلوا بالخير تجدووه.. والله ياحازم
الموضوع بسيط وجميل وصدقنى اول ما تدور على ربنا كل مشاكلك هتتحل .. خليك لوحدك مع ربنا .. صاحب
مليون صاحب جدع بس خليك عايش ومعتمد وواثق فى الله وبس ! .. عشان يوم ماىتبقى لوحدك هتتقوى بربنا وبس
.. بصراحة انا جوايا مشاعر كتييييييييييييييييرة متتوصفش .. وربنا يرزقك احساسى ومشاعرى المتلغبطه ..
تنهد حازم وقاا : بس الدنيا صعبة أووى يا أحمد ! ..وكل ما أحاول أقرب من ربنا أبعد ! ..
ابتسم أحمد وقاؿ : البحر الهادئ لا يصنع بحار ماهر .. فاهمنى يا حازم؟
ارتسمت على وجه حازم ابتسامه وقال : فهمتك
****
ً عاد حازم الى منزله و اخذ يفكر في كلام احمد و خاصة عبارته اخير بحر هادى لا يصنع بحار ماهر” .. نهض من فراشه بسرعة واقترب من مكتبه واخرج ورقة وكتب عليها بخط كبير "
هدور على ربنا " وعلقها على الحائط وكتب على اخرى عبارة أحمد الاخيرة وعلقها على حائط هي اخرى ثم
ارتمى مجددا على فراشه وأخذ يتأملهما ويفكر فى الخطوة القادمة .. ماذا سيفعل كى يرتاح كما ارتاح أحمد وفجأة ورن هاتفه فقال لنفسه " أيوه.. هبدأ بالاغاني ! .. ” ثم قالت له نفسه " ياعم انتظم على الصلاة اول " ..
”خلاص يبقى هبدأ بالصلاة! .. عقدتى الكبرى .. بس دى هحلها ازاى ؟!!! .. اممممممممممممم أنا هسال نور !
ً بس لما يعرف اني مبصليش شكلى ىيبقى وحش قوى قدامه.. خلاص حفاظا على شكلى انا هدور على نت!

انا انتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن