جريمه... بلا مجرم

مجرم بلا جرمه

لم يكن عدد المدعوين كبيرا،فهم توم ايفشام صاحب الدار ،وهو شخص لطيف المعشر،ثم زوجته التي تهتم بأمور السياسيه ،وقد كانت قبل زواجها منه تدعى ليدي لوراكين ،ثم هناك سير ريتشارد كونواي الرحاله والصياد الماهر ثم بعض الشباب ممن لم يحفظ مستر ساترثويت أسماءهم -ذلك عدا عائله بورتال.
وقد كان مستر بورتال وزوجته محط اهتمام مستر ساترثويت فرغم أنه لم يلتق بمستر بورتال قبل ذلك فقد عرف عنه كل شيء حتى أباه وجده .كان أليكس بورتال يشبه أجداده فهو ذو شعر ذهبي وعينين زرقاوين يحب الرياضه والصيد، ذو أسلوب واقعي في التفكير ،وقد اقترب من سن اﻷربعين ،ومن ثم كان عاديا في كل شيء -رجل إنجليزي رزين عاقل.
لكن زوجته كانت شيئا آخر فهي -كما كان مستر ساترثويت يعرف -من أصل استرالي ،التقى بها زوجها في استراليا أثناء احدى رحلات الصيد وسرعان ما تبادلا الحب وعاد بها إلى إنجلترا التي لم تكن قد شاهدتها قبل زواجها ،ورغم ذلك فإن مستر ساترثويت أحس بشعوره الحاد أنها لم تكن اسنراليه تقليديه.
أخذ اﻵن يختلس النظرات إليها ،تفحصها بدقه ليجد أنها امرأه مثيره للإنتباه ،فهي رغم ميلها إلى الصمت كانت تنبض بالحياه والحيويه. ورغم أنها لم تكن رائعه الجمال فهي تحس بجاذبيتها وسحرها وتأثيرها .لكن سؤالا ملحا خطر للمستر ساترثويت ..ما السبب الذي حمل مسز بورتال على أن تصبغ شعرها؟.
كان الشعر مصبوغا باتقان يصعب على رجل او امرأه عاديين أن يلحظاه. ولكن فراسه مستر ساترثويت جعلته يكتشف ذلك،وكان مرجع تساؤله أن المعتاد أن تصبغ النساء شعرهن السوداء باللون الذهبي، لا أن يصبغن شعورهن الذهبيه باللون اﻷسود كما هو الحال مع مسز بورتال.
أثار كل ما فيها حب استطلاعه وفضوله .وخطر له أنها إما أن تكون سعيده جدا في حياتها أو أنها تعيش في تعاسه كامله. لم يكن أحد