ون شوت

791 57 42
                                    

استيقظ متأخرا كعادته ، ليبدأ بإسطوانة كل صباح ، يجري و يركض ، كالملهوف يهرول .

أنهى ارتداء بذلته بثوان ، و لم يبقى سوى المهمه الأصعب ، بيده فرده واحده من الجوارب ، فأين الأخرى ؟!

سؤال يطرحه على زوجته كل صباح ...

دنا منها على عجل ، يحضر كلمات العتاب المعتاده ...

إلا أن الأحرف حبست في حنجرته ، و بدلا من كلماته المتذمره على فوضويتها و سوء ترتيبها .

نطق ببساطه ، بينما مقلتيه الرماديتين ، تراقب وجه زوجته النائم ...

" عزيزتي ... لنخرج معا ... لن أذهب إلى العمل اليوم "

فتحت جفنيها الناعسين ببطء ، لتتأكد .. !

أهذا زوجها حقا ..؟!

أهذا المتحدث هو نفسه المدمن على العمل ..؟!

خرجت ضحكه رنانه من بين شفتيه ، زادت من صدمتها ...

لتقفز من تحت اللحاف ... و على سريرهما تتربع ...

قالت و الفرح بعينيها ، تتأمل وجه زوجها ، بعجب !

" أحقا ما تقول ... "

نظرة شك قفزت إلى مقلتيها ، و خيبة أمل اظهرتها كلماتها ...

" أتسخر مني .. هيا اذهب إلى عملك ... و دعني أكمل نومي ..."

و هذا ما حدث بالفعل ، ابعدته عن الفراش ، و عادت إلى وسادتها .

ساذجه هي ، أتصدق كلام رجل على مدار خمس سنين لم يفارق عمله لمره ؟!

أغمضت عينيها ... تستعد للإتصال بعالم الأحلام ...

لكن حركة يديه ليرفعها افزعتها ، و رجفه بسيطه أظهرها بدنها ...

نظرت إلى مقلتيه المبتسمه المضيئه بخبث ...

" لديكي خمس دقائق فقط "

و من ثم خرج ...

ظلت جامده في مكانها ، تراجع حوارهما منذ قليل ، بينما تحدث نفسها كالمجانين .

مضت دقيقه لتليها اختها ، و هي ما زالت متيبسه في مكانها ، الى ان رن هاتفها ، و قد كان هو المتصل .

و بعد مكالمته استعادت رباطة جأشها ، لتسرع بعد ذلك الى خزانتها ...

اطلت براسها من الباب ،تتساءل ...

أما زال ينتظرها ..!

نظر إلى تلك الرأس ذات الخصل الحمراء المتسلله من الباب كقطه ، فظهرت أسنانه البيضاء ، مشكله ضحكه عريضه .

تقدم بخطوات متكاسله ، حتى صار بقربها .

أخرجها من خلف الباب ، لتعانق أصابعه أصابعها .

بدأ يارجح ايديهما معا ، تماما كايام الخطوبه .

نظر إلى ارتباكها ، فزاد ثغره اتساعا ، مشكلا بسمه ساحره ، و في مقلتيه تقفز السعاده فرحا .

بين الوهم و الحقيقه |©2016حيث تعيش القصص. اكتشف الآن