استيقظ متأخرا كعادته ، ليبدأ بإسطوانة كل صباح ، يجري و يركض ، كالملهوف يهرول .
أنهى ارتداء بذلته بثوان ، و لم يبقى سوى المهمه الأصعب ، بيده فرده واحده من الجوارب ، فأين الأخرى ؟!
سؤال يطرحه على زوجته كل صباح ...
دنا منها على عجل ، يحضر كلمات العتاب المعتاده ...
إلا أن الأحرف حبست في حنجرته ، و بدلا من كلماته المتذمره على فوضويتها و سوء ترتيبها .
نطق ببساطه ، بينما مقلتيه الرماديتين ، تراقب وجه زوجته النائم ...
" عزيزتي ... لنخرج معا ... لن أذهب إلى العمل اليوم "
فتحت جفنيها الناعسين ببطء ، لتتأكد .. !
أهذا زوجها حقا ..؟!
أهذا المتحدث هو نفسه المدمن على العمل ..؟!
خرجت ضحكه رنانه من بين شفتيه ، زادت من صدمتها ...
لتقفز من تحت اللحاف ... و على سريرهما تتربع ...
قالت و الفرح بعينيها ، تتأمل وجه زوجها ، بعجب !
" أحقا ما تقول ... "
نظرة شك قفزت إلى مقلتيها ، و خيبة أمل اظهرتها كلماتها ...
" أتسخر مني .. هيا اذهب إلى عملك ... و دعني أكمل نومي ..."
و هذا ما حدث بالفعل ، ابعدته عن الفراش ، و عادت إلى وسادتها .
ساذجه هي ، أتصدق كلام رجل على مدار خمس سنين لم يفارق عمله لمره ؟!
أغمضت عينيها ... تستعد للإتصال بعالم الأحلام ...
لكن حركة يديه ليرفعها افزعتها ، و رجفه بسيطه أظهرها بدنها ...
نظرت إلى مقلتيه المبتسمه المضيئه بخبث ...
" لديكي خمس دقائق فقط "
و من ثم خرج ...
ظلت جامده في مكانها ، تراجع حوارهما منذ قليل ، بينما تحدث نفسها كالمجانين .
مضت دقيقه لتليها اختها ، و هي ما زالت متيبسه في مكانها ، الى ان رن هاتفها ، و قد كان هو المتصل .
و بعد مكالمته استعادت رباطة جأشها ، لتسرع بعد ذلك الى خزانتها ...
اطلت براسها من الباب ،تتساءل ...
أما زال ينتظرها ..!
نظر إلى تلك الرأس ذات الخصل الحمراء المتسلله من الباب كقطه ، فظهرت أسنانه البيضاء ، مشكله ضحكه عريضه .
تقدم بخطوات متكاسله ، حتى صار بقربها .
أخرجها من خلف الباب ، لتعانق أصابعه أصابعها .
بدأ يارجح ايديهما معا ، تماما كايام الخطوبه .
نظر إلى ارتباكها ، فزاد ثغره اتساعا ، مشكلا بسمه ساحره ، و في مقلتيه تقفز السعاده فرحا .
أنت تقرأ
بين الوهم و الحقيقه |©2016
Short Story" زهرة لزوجتي ببتلات زرقاء ، تعني الوفاء و الصدق ، تعني مهما حدث سأظل أحبك" Lina Abdullah ©2016