بئس قدما قادتني اليک

1.1K 42 18
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

حكي ان احمد بن ابي المؤمل قد ابتلي يوما بضيف على طعام،

ولم يكن يستطيع ان يتحمل رؤيه من ياكل على مائدته،

ولا ان يرى آنيه الطعام يغار على مافيها،

فيناله امرؤ ليس من عياله.

ولكن احمد هذا استطاع ان يرد الضيف عن طعامه بحيله كانت من ابتكاره،

وحسن تصريه للامور. 

فما ان رأى الرجل يقبل على طعامه حتى بادره بقوله.

"اهلا بك، ياصاحبي.  ولكن اتدري ماوزن هذه الدجاجه التي تراها امامك؟ "

-ربما تساوي رطلا.

-انظر الي وقد حجمها بيديك.

رفع الرجل يديه فاتحا كفيه على حجم معين من الهواء،  وقال:

-"ارى انها بهذا المقدار "

-"ارى انها بهذا المقدار "

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

-لا، ياسيدي،

اصغرتها قليلا وسع يديك اكثر.

لقد كلفني هذا كذا وكذا درهما،

وليس من حقل ان تجعلها اصغر مما هي عليه وارى ان هذا احدى الخسارتين.

-وما هما هاتان الخسارتان ياابن ابي المؤمل؟

-سألتني؟ اذا فاسمع : الخساره الاولى هي ان تجعل الكبير صغيرا،

فتحط من قدر ماقدمت لضيفي العظيم.

واما الخساره الثانيه فهي انني دفعت ثمن دجاجه كبيره في حين انك تراها صغيره،

وهذه خساره يكون قد الحقها بي بائع الدجاج،

فهل يرضيك، ياسيدي،

ان اقع تحت مقص احدى هاتين الخسارتين؟

لااحسبك تريد هذا لصاحبك. 

ثم مازال ابن ابي المؤمل يسايل ضيفه اسئله تحتاج منه الى كلام يشغل فمه عن الطعام،

او يشغل يديه عن تناوله،

او يشغل الجميع، 

حتى انه خجل من طول مااقام عليه الطعام،

فنهض شاكرا للمضيف حسن ضيافته، 

فقال المضيف :

"اقسم انني ماوجدت ضيفا اعف منك مأكلا،

وانظف منك ملعقة،

والله لانت الضيف الذي يتمناه كل
صاحب طعام،

هيا لاصب الماء على يديك اللتين لااحسبهما تحتاجان الى الصابون"

-لا، ياسيدي،ولا الى ماء،ولا الى منشفه، 

ان الضيف بك رؤف،  وعليك عطوف،

وعن طعامك كفوف.

ادام الله زادك في اوعيته،

فلا نقص، ولاهلك، بل زاد فيه املك.

ثم ودع الرجل صاحبه،

ولسان حاله يقول:

"بئس قدما قادتني اليك"..

طرائف البخلاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن