ما بين قلبي وعقلي..

19 1 0
                                    

عادةً أستيقظ من يقظتي دون منبه. لكن اليوم صوت هطول المطر أيقظني. يبدو أنه يوم مختلف، وسأحب هذا الإختلاف إن لم تتسخ ملابسي.

يخطر في بالي أنه لا فائدة من غسل وجهي إذا كانت المطرة ستقوم بذلك. سلالم البيت تبدو نظيفة، المدينة شوارعها تبدو كأن لم يسر أحد عليها من قبل. لابد وأن المطر سهر الليل ينظفها، عساه أن يكون نظف عقول الأشخاص أيضاً. توقفت الأمطار عندما تخلصت من نزول السلالم. أذهب إلى عملي مرافقاً صديقين لي، وأنا على يقين تام أن يومي بدونهم أفضل. لا أتذكر متى آخر مرة رأيتهم متفقين على شئ. يبدو على شخص منهما أنه حزين، سرعان ما نظر إلى صديقي الآخر وقال:
- لم أعد أتحمل، إشتقت إليها. وأنا أفتقد السعادة بدونها.
ف أجابه الآخر في غضب شديد
_وما عساي لك أن أفعل؟ لقد حذرتك منها مراراً وتكراراً، هذا خطأك .. إفعل ما شئت لكني لن أتركك تعود لها.
في هذه اللحظة قررت أن أقول ما اخبأه في نفسي أن يومي بدونهم أفضل، ولكن لا أحد يعطي لكلامي أية إهتمام، وأكملوا صراعهم وكأن لم يصدر مني صوت
-نعم أعلم أنه خطأي، لكن هذا شئ لا أستطيع التحكم به. تماماً كالحُلم السئ الذي يجعلك تستيقظ وتعيش يوماً كاملاً سئ دون ذنب لك في شئ. إنه القدر، من يستطيع الهروب منه؟
وصراع بينهم، الناس تنظر لي في غرابة تاركين صديقاي وصراعهم. لا أتفهم سبب ذلك، لكني لست مهتم. ويمتد صراعهم دون وجود لحظات صمت...
أنظر أمامي فجأة لأرى الفتاة التي أحبها جهراً. الآن وجدت لحظات الصمت بين صديقاي. بدون تفكير ذهبت لأعانقها، وعندما أقتربت منها رأيت أنها مثلما باقي الناس يفعلون. تنظر إلي في غرابة. هذا ما دفعني لأسألها
-مابك؟
أجابتني
=ظننت أنني لن أراك مرة أخرى كما وعدتني. لكن في النهاية أنا سعيدة برؤيتك تذهب إلى عمل مجدداً
سقط كلامها على كالصاعقة. ليتمكن مني الذهول. وأدرك أنها تركتني منذ سنة، أعيش وحيداً دون أصدقاء، وهذا الصراع كان بداخلي ليس بأكثر، وليس لدي عمل أذهب إليه، وهذا يوم مختلف سئ. ولم تغسل المطرة وجهي. وها أنا أنظر إلى نفسي كما كان ينظر الناس إلىّ تماماً.

🎉 لقد انتهيت من قراءة القلب والعقل 🎉
القلب والعقلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن