رسائل الدماء

923 37 19
                                    


لا املك شيئا
سوى أغنية احبها فـ تعلقت بها
كلما طرت على مسامعي نهضت مخطوفة اللون وكأنـه في الارجاء ينضرني
ايقاعها كأنه كلام يصفه
تلك الاغنية عشقتها وعِشت تفاصيلها كانها هو..!
بعض الرسائل التي تحمل عطر الذكرى
اتصفح تلك الاوراق الهشة كـقلبي الآن
تبعثر كل مافيَّ اعجز عن النسيان عمداً
أطل كل يوم على نوافذ ذكراك اسقي الورود من دمعي واروي الروح من عطرها
يا ايها الغائب عد ...!
قلت أنك ذاهب الى الحرب ...!
ولم تصدق بذاك القول ..
أن الحرب في قلبي فـ اين وجهَتك ؟؟
تعبت من الانتظار والوجع ورائحة الدماء ...
انرت كل مصابيحي وما زلت في الظلام
متى تعود ؟

هلكت شوقاً مُتُ عشقاً وانتظاراً لتصلني اول رسائله من بعد الدمار..

"-حبيبتي نرجس .. اني بخير الان لكن لا اعلم متى اعود او هل سـ اعود اني كنت قد قلت لكِ اني احبكِ.. صلي لاجلنا واذكريني في الدعاء اني بحاجة الى دعائك الآن
احفظي ابنتنا فـ لتكن نسخة من امها
اقرأي لها قصص ما قبل النوم لا تحسسيها بـغيابي فـ لـتبقى ابنتي مدلــلة
قولي لهاكان لك ابــاً يحبك...
ذهب فداءً لـلحبيبةِ موصل"

يرسل لي كلماتٍ احتضنها بشوق وحزن لا اعلم ان كانت هذه الحروف اخر شيء بيننا
ام سيكون للقدر رأي آخر ..
اتصفح الجرائد كل يومٍ مخطوفة اللون ابحث بين الوفيات عن اسمٍ لا اتمنى ان أجده بين تلك السطور التي تعج موتاً ..

"الى حبيبتي الغاليه نرجس ..
اني هنا بين الحطام اني هنا في الظلام اضيء نفسي لاجلك ... اني اتنفس البارود واشرب الدماء ... اصبحت مخلوقا اخر لست ذاك الذي يجلس لساعات على نفس الاريكة ويتكاسل في جلب زجاجة ماء
كنت اضجر من منادتك لي في الثامنه صباحا لتناول الفطور .. الان يفيقني صوت المدافع
كنت اغفو على صوت ثرثرتك الجميله الان اغفو على اصوت انين المصابين
اني كل يوم إستجمع نفسي التي تناثرت امسك ذاك الضعف بداخلي
اتنفس بقايا عطرك بيدي واحرص أن لا أفرط به
اني عائد يا نرجس ..!
لن تهزمنا الحرب نحن اقوى من ذلك
سـنهزم الحرب بالحب وان ذلك لـ عهد !"

ايها البطل قد أصابني الشوق عجزاً وحزناً​ يسلب ايامي .. اني لا اعي حتى ما قد وصلنا إليه .. ولماذا ؟
إني أسأل نفسي ما الخطأ الذي اقترفناه لنصل إلى هذه الحال .. متى واين سيكون الوصال ايها البطل إني ادعو الله النصر لقلبي والموصل ..

"-ايام وانا بعيد عن نرجسي
وكلي بقربها .. هي الوعي واللا وعي
ترقد وسط قلبي تدفئ ما في داخلي في الوقت الذي اختفت فيه وسائل الدفئ برودة في الطقس وحتى في المشاعر كل من حولي قد هلكوا برداً ...
انتظر ذلك الظرف المطبوع عليه اسمكِ كي اتحسس حرارة الكلمات ودفئ الاحرف وكاني افترش كلماتك في تلك اليلة واغط في نوم عميق كالطفل تماماً و احلامي تبدو جميله فجأة  يلونها وجودک ويلحنها نغم صوتک ... تباً للحياة التي لست جزء منها يا نرجس ..!
و انسى الحرب حينذاك ..!
وتوقظني صوت القنابل وانين الجرحى ..
انهض كل يومٍ کأن ملك الموت ينتظرني
اقفز من سريري مسرعاً اليه
اني هنا اليوم يا نرجس أكتب لك
اني هنا يا نرجس
وغدا لا اعلم أن كنت سـَأكون ..! -

قلبي والموصلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن