ككل سنة .. آخر ليلة في شهر ديسمبر ... ليلة رأس السنة ...
الشوارع ممتلئة بالناس .. الاحباء منهم و الاصدقاء حتى هؤلاء الازواج بمختلف الاعمار .. منهم من تزوج حديثا و منهم من عمره يتجاوز الستين ...
الجميع سعداء ... ضحكات بكل مكان .. همسات و قهقهات ... بخطى بطيئة تائهة يمشي نحو وجهة لايعلمها سواه .. بيده تلك الباقة من الأزهار ذات اللون الاببض الناصع .. يرتدي معطفا اسود اللون ... حقيقة كل ما يرتديه اسود اللون من رأسه و حتى أخمص قدميه .. كأنه ذاهب لجنازة ... ملامح وجهه !!! وجهه لا ملامح فيه .. كأنك لو تقدم له التعازي سيتقبلها ... دون نقاش ...
وسط تلك الحشود يمر ... ليصل الى وجهته ...مكان مظلم تضيئه مصابيح الشارع .. يقع في تلة ليست بتلك العلو .. مكان تتجمع به مجموعة من مربعات شكّلها الاسمنت ... كل زاوية تحمل قطعة رخام دونت عليها بضعة معلومات ... اوليست تشبه المقبرة ؟ في الحقيقة هي بالفعل كذلك ...
يمشي بخطوات بطيئة غير متزنة نحو احدى المربعات ... * اوه سو جين 31/12/1993 ~ 31/12/2016 * تلك المعلومات التي دونت .. يضع باقة الورد و يجلس مقابل ذلك المربع البارد ... كيف يمكنها المغادرة يوم ميلادها ؟؟ لما لم تكن وفية لوعدها الذي قطعته ؟؟ اتفقوا ان يموتوا معا! لما نكثت بذلك الوعد ؟؟ هل كرهته ؟؟ ملت منه؟؟ لا بالتاكيد لا .."عيد ميلاد سعيد ... عيد ميلاد مجيد " نطق بهذه الكلمات بابتسامة اظهرها بصعوبة ليطلق العنان لدموعه التي لم يستطع ان يكبتها اكثر من ذلك ... صوت شهقاته علت المكان ... من قال انه يتحدث لقطعة حجر باردة؟ هو متأكد ان حبيبته بجانبه .. لكن هو فقط لا يستطيع رؤيتها .. فقط بسبب اختلافهما فهو ما يزال انسانا بينما هي سبقته لتتحول الى جنية تزوره في احلامه كل ثانية .. هو لا يتعذب لرؤيتها في احلامه .. فبالنسبة له عالم الاحلام هو الحياه الآن .. لا يحتاج لصخب او اصدقاء .. و مثل تلك التفاهات .. هو فقط يحتاج لظلام .. هدوء .. سلام .. حُبَيْبَات تساعده على النوم .. و دقائق ليرى جنية احلامه و يعيش معه حياتهما الزوجية السعيدة كما في السابق.. الحياة التي خطط لها كلاهما و حلما بها ..
هو فقط يكره هذا اليوم.. هو يوم سيئ رغم ان العالم باجمعه يحتفل به .. و الفتاة التي سلبته قلبه ولدت بتاريخه و لكنه يكرهه.. كرها شديدا.. ففي مثل هذه الليلة البائسة خسر اعز ما يملك .. خسر حياته .. خسر معنى سعادته .. هو نسي حتى كيفية الابتسام .. يسترجع ذكرياته معها ليزيده ذلك الما على آلامه التي لا تحصى ولا تعد ...
FLASH BACK
سو جين: يااااااا سيهون مابك لنخرج ارجووك 😔😔
لا مستحيل لن نخرج ابدا .. تلك كانت اجابة سيهون لطلب زوجته ..
سوجين: يااا لما؟؟ مابك ؟؟ هل اقترفت خطأ ماا؟؟ ياااااا هل انت تمثال ؟؟ تكلم 😡😡😡
سيهون: انظري لملابسك كم هي قصيرة هل تريديني ان ادعك تخرجين في مثل هذا الهندام (يؤشر عليها من رأسها و حتى قدميها بسبابته )
سوجين: حسنا ساغير ملابسي ..
صعدت سوجين لغرفتها لتغير ملابسها لتسمع صراخ سيهون " سوجينييي ارتدي معطفا ووشاحا الطقس بارد " لتنفذ طلبه و الابتسامة تعلو شفتها لكم احبت اسمها عندما ينسبها اليه ...
بالنسبة لهما هما عنصران يكملان بعضهما البعض فلا سيهون بدون سوجين و لا سوجين بدون سيهون ..
يزوران كل الاماكن ... سعادة،فرح، ضحك ، مرح ، محبة تلك كانت مفاهيم حياة عائلة "اوه" الصغيرة .. سو جين كانت الفتاة المدللة لفارس احلامها سيهون! بالناكيد هي كذلك فهو يغرقها بكل ما تطلبه و ما لا تطلبه ايضا ... فهو يعرف كل صغيرة و كبيرة عنها .. لطالما اعتنيا باحدهما الآخر عند المرض ... هي بمثابة اخته، امه، صديقته، زوجته، حبيبته.. و المثل بالنسبة له فهو يكون اخوها،والدها،صديقها،زوجها، حبيبها ..
كل من سينظر لهما في الشارع سيشعر بالغيرة .. فكانهما الوحيدان بالعالم اكمله .. هو لا يرة سواها و هي لا ترى سواه ..
END FLASH BACK
جميع الذكريات السعيدة تهاطلت على عقل اوه سيهون تلك اللحظة ليحتضن قبر "سوجين الخاصة به" كما يناديها ..
تتساؤلون كيف تركته ؟؟ اليكم ما حصل...
أنت تقرأ
بَارِدَة كَالثَّلْج ... Cold As Ice
Randomاصوات... ضوضاء ... مجتمع ... اشخاص ... كلها انمحت بحركة واحدة ... لم يعد لها معنى ... حياة؟؟ هي الظلام .. الوحدة ... الانطواء ... الهدوء ... المعنى الحقيف للحياة .. تلك الليله .. كانت باردة ... باردة .. كالثلج ..