بطولة : لاي (اكسو) و جينا ( انت )
●
Jin Ah
يــآ إلهي،لقد وقعتُ في الحبّ من أوّل نظرة ؟
أيهــا القلب المجنون توّقف عن النبض بهذه السرعة ..
لماذَا قلبي لا يستمع لي و يستمّر
بالنبض إليـــه ؟.. حقًــا، أنا ألومــه كيف لا يفعل بعد أن
رأى أمـــامه هذه الوسامة، هذه الوقفة الرجوليّة، مع قميص
أبيض ضيّق يفتح أوّل زريه يكشف عضلاته المفتولة، المثاليّة ..
و سروال من الجينز أسود اللّون، ضيّق أيضًا مع حذاء أسود
رسمي .. شعر بنّي يرفعه بشكل جذّاب للأعلى، عيون
وابتسامة جذابة تظهر غمازتيه الجملتين على خذّيه ..
حقًــا كل ما نظرت إلى كتلة الوسامة هذا، أذوب بالفعل ..
، أوه، يا لي من حمقــاء ، لن أعرّف بنفسي ..
أنا أدعى بارك جينا، ابنة عمة هذا الوسيم، أقصد لاي ..
منذ أن بدأت أدرس بالثانويّة وأنا معجبة بــه، حتى تحوّل إعجابي
لحبّ كبير أكنّه له، وبالكاد أتحكّم بنفسي أمــامه حتى لا أجن
بسبب وسامته القاتلــة، وها أنا الآن أتخرّج من الثانويّة وقد
جاء خالي و ابنه لتهنئتي أجل لقد توفّيت زوجة خالي منذ سنتين
أي أن لاي بقيَ يتيم الأم لأشهر، وأخذه خالي معه إلى الصين لكي
يستطيع نسيان أمّه التي كان متعلّقًا بها بشدّة، أخبرته أمّي عديد
المرّات أن يتزوّج بإمرأة أخرى، ولكنّه رفض الفكرة تمامًا لأنّه يكن حبًّا
كبير لزوجته ولا يعتقد أن هناك من يستحق مكانها في قلبه، كما
أن لاي لا يقبل أن تعوّض أمرآة أخرى مكان أمّه الغالية ..
المهم، لقد عــاد خالي ومعه أبنه لاي من الصين منذ يومين، أجل
لقد أكمل دراسته في الصين و تخرج من الجامعة وهو الآن يعمل
كمهندس ديكور .. وطوال فترة غيابه عنّي بعد سفره لسنتين للصين
اشتقت إليه كثيرًا بالفعل .. اشتقت إليه بجنون، كنت أتابع
كامل أخباره على الانستغرام، صوره و كل تحديثاته ..
وقد اكتشفت أنّي متيّمة به لأنّ قلبي ينبض لكل صورة
أراها له، أفكّر فيه طوال الوقت و أشتاق إليه بكل ثانية ..
،
فرحة عــارمة اعترتني عندمــا علمتُ أنّه سيبقى عندنا
لأيّام هو وخالي أيضًا حتى يجدون شقّة مناسبة للسكن ..
وأبي و أمي لن يمانعوا ذلك، فمنزلنــا كبير، أبي مدير أعمال
وأمي تعمل سكريتيرة لديه، وأنا ابنتهم الوحيدة .. !!
،
بعد الغذاء ..
قدمتُ بعض الشاي للجميع وجلستُ بجانب خالي و قبالة
لاي الذي كان ينظر إليّ منذ أن أتى في الصبــاح ..
بينمــا يرتشف الشاي بالنعناع بين يديه، احمررتُ خجلًا من
نظراته، ووضعتُ شعري خلف أذني بهدوء بينما أشارك بالحديث
مع الجميع ..
أتت الخادمة بعد دقائق وهي تنادي باسمي لأرفع نظري نحوها ..
" هل من مشكلة أوني ؟ " سألتها بأدب فهي تعتبر مربيتي لأن
أمّي كانت تنشغل كثيرًا في صغري بين فترة وأخرى ..
" أجل آنستي الصغيرة، صديقك السيد الصغير كريس هنا ؟" قالت
بابتسامة، لابتسم أيضًا و أومأ لها " أنا أعتذر لكم، سأذهب لأرى
صديقي وآتي .. عن اذنكم !! " قلتُ بأدب و رحت اتجاه قاعة الضيوف
الصغيرة التي كانت تطّل على القاعة الكبيرة التي توجد بها العائلة ..
" مرحبًا صغيرتي !!" قال كريس أوبا بلطف و قرص وجنتي، لأعبس
فورًا لأنّه آلمني " يــاااه أخبرتُك أن لا تفعل هذا مرّة أخرى .. لقد
آلمتني أوووبا " قلتُ متذمرّة " ههه، يا لك من طفلة .. !! " قهقه
بلطف لأجلس و أشير له بالجلوس .. كنت أشعر بزوج من الأنظار
يراقبني عن بعد، ولكنّي لم أجرأ على الالتفات له رغم ذلك ..
تحدّثت مع كريس حول عديد الأمور، وهمستُ إليه بأن صاحب الشعر
البنّي يكون ابن خالي و مالك قلبي الحالي .. ليقهقه بقوّة ويشير
لي بأنّه وسيم و بأن اختياري رائع .. !!
صديقي كريس هو يكبرني بسنتين، تعرفتُ عليه عن طريق الصدفة
في المكتبة قبل أن يتخرج هو من الثانويّة بسنة واحدة، فهو يكبرني
بسنتين الآن، ومع ذلك كان صديقًا حقيقيًا و كنّا نتشارك جميع أسرارنا ..
" المهم، جينا أتيت لأخبرك بأني .. " همس لأهمهم له بهدوء
وأنا أنظر إليه بإنصات عاقدة حاجبي فلقد تحوّل حديثنا إلى الجديّة
بعد حمحمته ونظره الجدّي إلى ملامح وجهي ..
" سأسافر إلى الصين غدًا صباحًا " أكمل كلامه بعد أن تنهّد بقوّة ..
لتتوسّع عيني فورًا " تمزح . !!" قلتُ بعد أن ابتسمت وقلبتُ عيني
" أنت تعلمين بأني لا أمزح !! " تكلّم بهدوء و أنزل نظره للأسفل
تقوّست شفاهي للأسفل بحزن " متى ستعود ؟" سألته " لا أعلم
ولكن، بعد أكثر من خمسة أشعر تقريبًا " أجاب بهمس ..
تنهدّت بقوّة ووضعتُ يدي فوق يده " لا بأس، انتبه لنفسك
وعد بسرعة ولا تدعني أشتاق إليك .. !! " تكلمت بابتسامة
منكسرة ، ابتسم ووضع يده الباردة فوق يدي، " سأتّصل بكِ
دائمًا إذا استطعت .. أوف أكره التوديع لم أكن سأتي، ولكنّي
أخشى أن تغضبي منّي !!" قال وعض على شفته السفلى ..
"أجل سأغضب .. كن بخبر أرجوك " قلتُ بهمس، لأشعر بعده بيديه
تبتعد عن خاصتي ، لقد نهض من مكانه " سأغادر الآن، لم أجهزّ
أغراضي بعد .. !! " قال بهدوء " حسنا .. رافقتكَ السلامة " قلتها
لأراه يغادر المكان .. تنهدّت بحزن ودعوتُ أن يعود إلي بخير ..
أنا أعلم جيدًا أنه يغادر إلى الصين بسبب عمل والده الذي تراكم
بشدّة بعد وفاته ليكون هو مكانه، ولكني لا أنكر أنّه يتعب كثيرا
لإرضاء والدته و أخاه الأصغر .. !!
..
الحادية عشر ليلًا،
استدرتُ للوراء بعد أن سمعتُ باب الغرفة يفتح لأراه
يدخل بهدوء وهو يترنّح .. لقد أجهز غرفته بنفسي ...
" أوه، الغرفة جاهزة أوبا يمكنكَ النوم " تمتمت بهدوء
وسرتُ نحو باب الغرفة للخروج ولكنّي شعرتُ بيده تقبض
على يده بحركة خاطفة، وقفتُ امامه ونظرت لوجهه الوسيم
وأنا أرتدي فستان نوم زهري قصير لا يكاد يصل لركبتي من
دون أكمام، فالجوّ حار جدًا، ونحن في فصل الصيف " من هو ؟ لماذا أنتِ وهو معًا ؟
هل هو حبيبك ؟ لا يمكن أن تكوني مرتبطة .. فأنتِ لي " تمتم
بصوته الرجولي لتخرج رائحته المخمورة وتنتشر بالمكان
ثمّ وضع رأسه فوق صدري لأشعر بأنفاسه الحارة
تخترقني لترسل فورًا قشعريرة لأنحاء جسدي " أوبا " همستُ
بثمول بالفعل من حركته المفاجئة، وأنا أحاول تفسير ذلك الكلام
الذي قاله منذ قليل، ولكنّي لم أجد الوقت الكافي للتفسير ..
فلقد شعرتُ بجسدي يدفع لأجد نفسي فوق السرير .. نظرتُ
له فورًا بريبة لأراه ينزع باقي أزرار قميصه .. توسعت عيني لأضمّ
نفسي فورًا بخوف، أكمل نزعه ليعتليني فورًا فوق السرير بعد محاولات
الهرب الفاشلة منّي، " أنتِ ملكي الآن !! " تمتم بصوته الرجولي ..
وضع شفتيه فوق شفتي ليبدأ بتقبيلي بعمق، لقد كانت قبلتي
الأولى معه، لا أستطيع وصف الشعور الذي اعتراني، وجعل قلبي
يرفرف بشدّة، كانت قبلة لطيفة بالفعل، ولقد بادلته بحب، ولكنّها
تحولت لقبلة شرسة فجأة !! لقد بدأ بالتهام شفتي بقوّة كأنّما
وحش أقبل على فريسته، ولقد توقّفت فورًا عن مبادلته و حاولت
الابتعاد فورَ بدأ بلمس جسدي بقذارة، ولكنّه ثبتني بقوّة ليستمر
في تقبيل شفاهي الكرزيّة، وليلتهم بعدها رقبتي بقوّة تاركًا علاماتٍ
حمراء و أخرى زرقاء تميل للبنفسجيّة .. أغمضتُ عيني بحسرة،
جسدي بدأ يتقبّل ما يفعله به، ولكنّ عقلي يستمر برفضه و قلبي
أيضًا، يستحيل أن أتقبّل هذا .. ولكنّه أكمل فعلته الشنيعة بعد
ذلك .. اجل لقد اغتصبني .. !!!
●
قبل شروق الشمس، استيقظتُ بهدوء وأنا أشعر
بألم بكامل أرجاء جسدي، أشعر بالقذارة من نفسي بالفعل ..
كيف يمكنني أن أستجيب له ؟ كيف أمكنني عدم صدّه وتحذيره
من فعل ذلك ؟ هل أحبّه لهذه الدرجة ؟
نظرتُ أليه، فهو كان ينام بطريقة فوضويّة على السرير، بينما
الغطاء يغطي جزئه السفلى و جزء من صدره العريض ..
تنهدّت بحسرة، وارتديتُ ملابسي بسرعة، لأذهب لغرفتي
التي على يسار غرفته فورًا .. أخذتُ حمامًا دافئًا أحاول إزالة
العلامات التي تركها على جسدي .. لم أكن أعلم أنّه من هذا
النوع .. لا يمكن لقلبي أن يحبّ فتى من هذا النوع .. هذا سيء ..
..
انصدمتُ بشدّة عندما استيقظ بالصباح وكأنّ شيئًا لم يكن ..
لقد كان يتصرّف معي بهدوء و كأن شيئًا لم يحدث بيننا تلك الليلة
ولقد اكتشفت أنّه نسيَ كل شيء حصل لأنّه كان مسرفًا بالشرب ..
كيف ينسى ذلك حقًا ؟ ولقد قام بسرقة عذريتي بتلك الطريقة
السيئة .. !! يا لها من مهزلة .. !! بينما أنا لا يمكنني أن أنسى ما
فعله بي أبدًا .. !!
بعد ثلاثة أسابيع، بدأت أتضايق من بعض الدوار الذي يحدث لي
بين الفينة و الأخرى، كما أنّي أصبحتُ أتقيأ بشدّة، لتلاحظ أمّي
ذلك فورًا وتخبر أبي بذلك، لأذهب فورًا ومن دون جدال إلى
طبيب مختص .. قام الطبيب بفحصي وقد ظهرت نتائج التحليل بعد
أسبوع ليتبيّن أنّي حـــامل وأني أحمل ببطني روحًا ..
لم أكن أعلمُ أن هذا سيحصل أبدًا، يال حظّي السيء ..
كيف سأهرب من تساؤلاتهم عن والد الجنين ؟ ومتى حصل
ذلك وكيف و لماذا ؟
رفضت بشدّة إخبارهم من هو والد الجنين، ليس لأني لا أعرفه
بل لأني لا أريدهم أن يعرفوا من يكون .. ليبدؤوا بسيل الشتم
والسب على من فعل بي ذلك .. و بدؤوا ينادونني بـ - العاهرة –
و – الرخصية – و – المهملة – و- العديمة المسؤولية .. لا أنكر أني
تضايقت حول مناداتهم لي بتلك الألقاب، و بكيتُ كثيرًا حول ذلك،
ولكنّي رفضت أن يشمتوا والد من ببطني .. أراد أبي منّي إجهاض
الجنين، ولا أعلم لمَ رفضتُ ذلك بشدّة رغم أنّي كنتُ متضايقة منه
لأنّه لم يكن عن طريق علاقة حب حقيقيّة كما أردتها و كما حلمتُ بها ..
ويكون قراراهم الأخير هو تزويجي .. !!
وقد اختاروا لاي .. ليكون زوجًــا لي .. وذلك حتى لا يفضح أمري
فأبي رجل أعمال مشهور نسبيًا ولا يريد خسارة شهرته بسببي..
ولقد وافق خالي على ذلك، ووافق لاي أيضًا ..
●
بعدَ الزواج كنتُ سعيدة جدًا لأنّي أصبحتُ زوجته، أصبح لاي ملكي
وحدي و أصبحتُ ملكه، كنتُ أجلس على السرير الأبيض الكبير ..
أنتظر حضروه، وأنا لا أزال أرتدي فستان الزفاف ..
دخل بعد دقائق لأرفض نظري إليه بخجل، وأنا أضع يدي على بطني
أتلمسهــا بحنان، " لاي " همست ليقاطعني بصوت حاد ومن دون
مقدّمات " لمَ مازلتِ مستيقظة؟ ولمَ ترتدين هذه القذارة ؟ هي
نامي بسرعة أيّتها العاهرة .. ولا تنتظريني مرّة أخرى .. !! " قال بنبرة
حادة وهو يشير لي بالنوم، لتتوسّع عيني بشدّة على كلمة – عاهرة –
هل يعنيها حقًا ؟ هل بعدَ كل ما فعله بي يجرأ و يناديني عاهرة ؟
End Pov
،
استمّر وضع جينا مع لاي بهذه الطريقة لمدّة ثلاث أشهر ..
كان لاي كل يوم يعود في وقت متأخّر جدًا من المساء، ليجد جينا
نائمة، ليذهب هو وينام على الأريكة .. هو يكره النوم بجانبها ..
هو يعتقدها فتاة قذرة ولا تستحق أي لعنة منه .. لا تستحق الحب
ولا الشفقة ولا أن يتعامل معها كزوج و يعاملها كزوجة ..
هو يعتقد أن صديقها كريس الذي رآه معها منذ أوّل يوم له في منزلهم
هو والد الجنين ببطنها، لذلك كرهها و كره كل شيء يخصها وهو يعتبر
نفسه قد تزوّج من عاهرة ورخصية وعديمة الانسانيّة.. هو لم يفكرّ و لم
يتذكّر البتّة ما فعله بها تلك اللّيلة و كيف جعلها تحمل بابنه ؟
هو فقط يلقي اللّوم عليها، وعلى كريس و ينعته بالسافل بعد أن
علم بأنّه سافر، هو يعتقد بأنّه سافر للهرب من فعلته.. !!
تتساءلون لمَ لاي متضايق من ذلك ؟؟ ستعلمون لاحقًا
بينمــا المسكينة جينــا، كانت تتحمّل ما يطلقه الجميع عنها من
ألقــاب سيئة و تتحمل اهاناتهم وكذلك بشدّة معاملة لاي الجافة نحوهــا ..
وتستمّر في تلقي أوامر منه، من تنظيف و غسيل الملابس
وكانت تعمل جاهدة بلا تذمّر دائمًــا رغم أنّه بالغ في تحقيرهــا
و تحقير من ببطنهــا ولكنّها لم تعارض ذلك .. ولم يشفق على
جينا أحدٌ سواء مربيتهــا، أجل تلك الخادمة التي تساعدها
بين الحين والآخر دائمًا و تأمرها بأن ترتاح بين الفينة والآخرى
لأن ما بأحشائها لن يحتمل كل ذلك الارهاق والتعب .. !!
●
مضى شهر آخر لتصبح جينا في أول شهرها الخامس من الحمل
وقد عملت بأنّ صديقها كريس قد عاد من الصين منذ البارحة ..
لذلك قررت زيارته في منزله .. هي أخبرت لاي بأنّها ستذهب
لتشتري ملابس لطفلها بعد أن عرفت جنسيته و أنّه صبي ..
وفعلًا اتصلت بكريس لمساعدتها بذلك ..
" لم أكن أعلم بأنّ هذا اللاي قاس لهذه الدرجة ؟ كيف يجرأ
على جعلك كخادمته العاهرة بينما هو صاحب تلك الفعلة القذرة ؟"
تمتم كريس بغضب بينما جينا تحاول تهدئته ..
" لم يكن عليك إخفاء الموضوع، وكبتُ كل ذلك بداخلك جينا ..
عليكِ أخبارهم بكل شيء .. عليك أن تجعليه يعرف بأنّه والد
الجنين و عليه أن يتحمّل مسؤوليّته و مسؤوليّتك .. !!" أضاف
بينما يعقد يديه وينظر إليها بجديّة " لا أعلم ما الذي سأفعله
بهكذا موقف .. ولكنّي قد تحملتُ كثيرًا، ولا أعلم كيف تحمّل
قلبي كل تلكَ الألقاب السيئة التي يلقيها علي .. أنا عاهرة ..
و رخيصة، و عديمة الانسانيّة .. لقد تعبت كريس، لقد تعبت حقًا ..
لا يمكنني الاستمرار هكذا .. سأموت بأي لحظة من شدّة
العبء الكبير الذي أحمله بقلبي .. !!" همست آخر كلماتها
ببكاء شديد .. دموعها تستمر بالتناثر على خديّها..
ليقترب كريس ويأخذها في حضنه لتشدّ على ملابسه بقوّة
وتكمل بكائها بين أحضانه " عليكِ الاعتراف له بحبّك .. وأخباره
بالحقيقة، بالنهاية عليه أن يعرف كل شيء .. إلى متى
ستستمرين باخفاء ذلك .. !! " تمتم بعد أن هدأت جينا من
موجة البكاء، ابتلعت ريقها وابتعدت عنه بهدوء لتمسح أثار
البكاء على وجهها " سأحاول الليلة أن أفعل ذلك .. !!" تمتمت
بعزم و ثقة في نفسها ليبتسم كريس " هذه جينا التي أعرفها "
قالها و بعثر شعرها بلطف ..
●
عــادت جينــا إلى المنزل في وقت متأخر بالمساء، فلقد بقيت
على إصرار كريس بالعشاء في أحد المطاعم .. كان المنزل خالٍ لا
يوجد به أحد .. هذا ما أعتقدته جينا فالنور مطفئ وهي من أضاءه ..
لتضع الأغراض على الأرض في المعيشة و تصعد إلى الأعلى بتعب
وهي تمسك بطنها المنتفخة بألم .. فتحت غرفة نومها وأضاءت النور
لتتوّسع عينيها من المشهد الشنيع الذي رأته ..
إنّه لاي عار الصدر على فراشها و بجانبه تنام فتاة .. كان مشهد
لم تتوقّع جينا أن تراه طوال حياتها و طوال فترة زواجها بلاي ..
لا تكن تعتقد أن كرهه لها سيوصله لخيانتها ..
فتح الآخر عينيه يحاول التعوّد على النور لينظر لها بصدمة
وينظر حوله بأعين متوسّعة لتستيقظ تلكَ الفتاة أيضًا وهي تحاول
أن تغطّي نفسها بالغطاء الأبيض فوق السرير ..
" تخونني و في منزلي مع هذه العاهرة ؟ " قالت جينا بهدوء
وهي تحاول التحكّم بدموعها و حبسهم وتحاول بأن لا تنهار أمامه
وأن لا تضعف ..
" جينا .. دعني أفسر لكِ ؟ " قال بنبرة عديمة الاهتمام بعض الشيء
" ما الذي ستفسره لي ؟ أخبرني هل أنا أستحق فعلًا كل
ما فعلته بي لحد الآن ؟ بعد أن جعلتني أحمل بأبنكَ تلك
اللّيلة التي عدت بها إلى المنزل ثملًا، وبعد أن تحملتُ إهانات
عائلتي لإخفاء ما فعلته بي .. وبعد أن تحملتُكَ و تحملتُ معاملتكَ
الجافّة و نعتكِ لي بالعاهرة رغم أنّ هذه العاهرة هي امّ أبنك التي
تحمله باحشائها بصمت ولم تتذمّر من أوامرك المتعبة و المرهقة ..
لماذا كنتُ أفعل هذا ببساطة، لأنّي أحببتكَ بشدّة .. أحببتَك منذ
سنوات، عشقتكَ لدرجة الجنون .. وفي اليوم الذي أتيتُ لأعترف
فيه بكل شيء لك .. أجدك تخونني مع هذه .. !!" تمتمت جينا
دفعة واحدة بصراخ .. بينما لاي يقف متصنمًا مكانه يحاول إستعاب
كل كلامها .. وهكذا يمّر على ذاكرته شريط تلك الليلة التي اغتصب
بها ابنة عمّته، ثمّ يمّر عليه شريط حياته معها بعد زواجه .. وكيف
كان يعاملها كأنّما فتاة قذرة و عاهرة و عديمة الانسانيّة ..
شعر لاي بالذنب بعد تذكرّه لكل شيء.. تذكّر أنّه من فعل ذلك بها ..
وعلمَ أن ما باحشائها لم يكن سوى ابنه الذي لطالما سبّه و شتمه
وسب والده و أمّه .. تساقطت دموعه بشدّة وهو ينظر إلى بطنها
المنتفخة قليلا بصمت، لم يجرأ على إخراج كلمة من فمه بعد كل
ما سببه لها .. نظرت إليه باستياء و أمسكت ببطنها محاولة المغادرة
" جينا .. أرجوك استمعي إلي .. أنا .. " قال لتقاطعه " أنتَ عاهر ..
أنتَ عديم المسؤوليّة، أنتَ حقير ، هل تتحدّث عن الانسانيّة وأنّي
عديمة الانسانيّة، سأعلمك أنّك لا تحمل ذرّة أنسانيّة سيد لاي ..
أنت سافل و وغد كبير .. أنا أكرهك ولا أريد رؤيتكَ بعد الآن ..
أريدكَ أن ترسل أوراق الطلاق .. سأذهب لمنزل عائلتي " صرخت
وهي تبعد يده عنها بقوّة، وأكملت كلامها بهدوء ثمّ غادرت الغرفة ..
" تبّا" تمتم بحسرة ودموعه لا تتوّقف وكان ذلك تحت أنظار الفتاة
التي أحضرها لاي معه من الملهى لقضاء بعض الوقت الممتع
" لاي شيء " همست الفتاة " غادري المنزل " تمتم بهدوء
" ماذا ؟ " قالت بانكار " غادري منزلي فوورًا .. !! " صرخ بغضب ..
لترتدي الفتاة ملابسها بسرعة و تغادر الغرفة .. ولكنّه سمع
فجأة صرخها لتتوّسع عينيه ويخرج بسرعة ليري ما لم يكن
يحسب له حساب ..
أجل، لقد وقعت جينا وتدحرجت على الدرج من أعلاه لأسفله ..
ولذلك بسبب دموعها التي حجبت عنها الرؤية فقد حجبتهم
بشدّة لكي لا تبدو مثيرة للشفقة أمامه و أمام الفتاة ..
نزل من الدرج بسرعة ليرى الدماء يغطي جزئها السفلى ..
بينما نظر نحوه ليرى أن الفتاة قد هربت من المنزل بالفعل ..
" جينا .. جينا .. أجيبيني حبيبتي .. أرجوك لا تفعلي هذا
بي .. أنا آسف .. أعلم أن الأسف لا ينفع بعد كل الألم الذي
سببته لكِ ولكنّي كرهت فكرة أن تحبي غيري .. جيييننننااا "
صرخ في نهاية كلامه .. أجل، لا تستغربوا .. لم تكن معاملة
لاي الجافة نحوها فقط لأنّه يكرهها .. بل ببساطة لأنّه يحبها بجنون
ولكنّه كره أن يكون قلبها ملك لغيره، ويكون مجرد زوج لها ومجرد
أب لابنها .. من دون حب بينهما ومن دون علاقة زوجيّة سعيدة .. !!
●
" هل هي بخير ؟ " سألت أمها الطبيب بعد أن خرج من غرفة
علاجها " أجل سيدتي إنها بخير، ولكن .. لقد خسرت الجنين للأسف "
تمتم الطبيب منزل رأسه بأسف .. ليغمض لاي عينيه بحسرة بعد
كل الإهانات و الشتم الذي سمعه من والده، فلقد حذرّه والده عديد
المرّات و أخبره بأن يعاملها بلطف ولكنّه رفض ذلك .. عقله يرفض
ذلك بينما قلبه يريدها إليه بشدّة .. !! لقد خسر الآن كل شيء
ربمّا هو ترك أمل أخير لاستعادتها بسبب الطفل ولكن الآن لم يعد بينهما
شيء يربطهما لذلك .. هو خسرها و خسر كل حياته .. !! فهو
كان يعتبرها كل حياته .. والآن ببساطة خسر كل شيء .. !!
هو قام باخبار والديها بالأمر، ووالده أيضًا، أخبرهم بأنه المذنب
في كل ما حصل و أنّه لم يتحمّل مسؤوليّة زوجته و ابنه ..
هو كان مخطأ عندما حملّها ذنب لم تقترفه أبدًا ..
هو الآن نادم و بشدّة على كل شيء حدث .. لا يعلم
كيف سيستعيدها ولا يحمل أي ذرة أمل لذلك ..
أخبرهم الطبيب بأنّها ستستيقظ بالصباح .. لذلك هو عاد
للمنزل لإحضار أغراضها، لأنّها ستبقى لمدّة معينة بالمشفى ..
ليرى تلك الأغراض التي اشترتها للطفل على الأرض، اقترب
منها وبدأ يخرج قطعة خلف الأخرى، بينما دموعه تبللهم ..
هو الآن أصبح مثير للشفقة بالفعل، منظره وهو يبكي يجعل
كل من ينظر له يشفق عليه.. كان كالطفل اليتيم الذي ضاع
كل شيء منه .. !! احتضن تلك الجوارب الزرقاء الصغيرة بقوّة
وبللها بدموعه الحارقة،قلبه يؤلمه بشدة وضميره يؤنبه .. !!
●
بعد مرور شهر و نصف ..
وبعد حصول لاي على قدر كبير من الاهانات من والده و عائلة
جينا، وحتى من كريس صديق جينا الذي أخطأ في تصنيفه
ووضعه ضمن الأشخاص السيئين عنده ..
هو حاول بعد كل هذه المدّة أن يستعيدها و يستعيد حبها بعد
أن رفض الطلاق بشدّة فهو لا يريد أن يتخلى عنها ببساطة ..
هو يفتقد وجوها بالمنزل، ويفتقد رائحتها و رائحة الطفل الذي كان
سيملأ حياتهم سعادة لو لم يحصل ما حصل ..
هو اشتاق إليها بجنون، كل ثانية تمّر عليه كالقرن من دونها ..
وهي الآن ترفض العودة إليها، و قرارها كان صارم و جاد بالطلاق ..
لا تريد أن تكون تلك الفتاة الرخيصة مرّة أخرى وتعود إليه ببساطة
بعد كل ما فعله بها .. !!
" لقد حاول الانتحار أكثر من مرّة .. كلما ذكّرته بالأمر هو يبكي
بشدّة و يتوّسل إلي أن أساعده في ارجاعها له وأنا كأب لا يمكنني
تركه بهذه الحالة و السكوت .. أرجوك أختي ساعديني في اجاد
حلّ لعلاقتهما .. !! " قال والد لاي لأخته أم جينا لتتنهّد
هي الأخرى وتنظر إلى زوجها باستياء " أظنّ أنه لا يمكننا
فعل شيء، لا يمكننا اجبارها مرّة أخرى، فلقد رأيتَ ما حدث لها
بعد أن أجبرناها بالزواج منه .. وبما أنّه يرفض الطلاق .. فالاجراءات
القانونيّة التي ستقوم بها جينا ستكون نتائجها لصالحها .. !! " تنهدّ
والد جينا بعد أن تكلّم دفعة واحدة ..
" إلى أين ستذهبين ؟ " سألت والدة جينا عندما رأت أبنتها
تحاول الخروج من المنزل " إلى منزل لاي .. سأجلب أغراضي وأعود
بسرعة .. !! " أجابت بهدوء " لمَ لا تدعين أحد الخدم .. " قالت الأم
ليقاطعها الأب " أجل أبنتي، اذهبي إلى هناك .. !! " قال وهو يبتسم
لها ابتسامة واسعة لتبتسم بانكسار و تذهب " أوه " تنهد الأب
بعد أن غادرت و نظر لأمها " دعيها تذهب .. ربمّا يتحدثان ويجدان
حلّ لمشكلتهما " تمتم الأب " آمل ذلك" قال والد لاي بهدوء ..
●
حاولت فتح المنزل باستعمال كلمة المرور القديمة ولكنّها لم
تستطع ذلك لقد غيّر لاي كلمة المرور هذه المرّة ..
" ما هي كلمة المرور ؟" سألت وهي ترى ظلّه خلف الباب
" إنّه اسمك !!" تمتم بحب .. تنهدت بحزن و كتبت اسمها
ليفتح الباب بسرعة .. " هل عدتِ لي ؟ " تمتم بحب
وهو ينظر إليها باشتياق كبير .. " لا تحلم كثيرًا، أتيت لأخذ
ملابسي .. !! " قالت ببرود و صعدت الدرج بحذر ..
تنهد باستياء و تابع خطواتها نحو غرفة نومها سابقًــا
فتحت الغرفة بهدوء لتمّر على ذاكرتها كل ما حصل ..
كانت الذكريات السيئة وحدها هي ما تحمله في هذا المنزل ..
بينما نظر إليها بحزن بعد أن فهم كل شيء من خلال نظراتها ..
توجهت نحو الخزانة بعد أن أخرجت حقيبة متوسطة الحجم
لتحزم أغراضها فيها .. " جينا .. أرجوك دعنا نتحدث كثيرًا .. لربما
نجد طريقة لـ.. " قال بحزن وهو يحتضن يدها لصدره " لقد انتهى كل
شيء بيننا لاي .. ولم يعد هناك أي حديث بيننا .. !!" تمتمت
بهدوء وحاولت ابعاد يدها عنها " لا تكوني قاسية أرجوك " همس
بحزن وهو يشدّ عليها بقوّة " بل سأكون لأنّك كنتَ كذلك أيضًا " قالت
بغضب " أنا أكرهك بشدّة !! " قالت وهي تنظر للجهة الأخرى
" لا يمكنك أن تكرهيني بسهولة إن كنتِ تحبينني بذلك القدر ..
أو ربمّا لم تحبيني بالقدر الذي كنتُ أتخيله .. حسنا، أخبريني
أنك تكرهيني مرّة أخرى " تمتم " أكرهك " أعادت كلامه بحدّة
وهي تنظر للأرض " أنظري في عيني " قال بحب " ولمَ علي
أن أنظر في عينيك التي كانت تحتقرني طوال الوقت وتقلل من
شأني " قالت بانكسار " أنا آسف .. كم مرة علي أن أتأسف ..
سامحيني .. سأصلح كل الأخطاء التي قمت بها .. !! صدقيني
سوف أكون ذلك الزوج الصالح الذي أردته و سوف أتحمل مسؤوليتك
جيدًا .. وسوف نكون عائلة سويًا .. سوف أحبّك لآخر يوم في حياتي
أحبّك بجنون .. صدقيني لا يمكنني العيش من دونك .. أرجوك
فقط فرصة واحدة وسأؤكد لك هذا الكلام بالفعل .. سأؤكد لكِ ان كل
حرف أقوله الآن هو حقيقة .. !! " قال بنفاذ صبر وهو ينظر إلى
شفتيها بينما يميل برأسه يحاول أخذها بين شفتيه " هل يمكنك
ذلك حقًا ؟ " تمتمت بهدوء " أقسم بأني سأفعل " قال وأنفاسه
تداعب أنفاسها بشدّة .. " ماذا لو .. !!"تمتمت بثمالة، وكيف لا تفعل
و انفاسه تعبث بانفاسها،اغمضت عينيها لتشعر بأصابعه فوق شفتيها
" ششش .. فقط ثقي بي .. !! " همس بحب، هي لا تريد أن تثق
به مرّة أخرى .. ولكنّها مع ذلك اتبعت ما أراده قلبها، و استسلمت
لشفتيه التي وضعت فوق شفتيها، ليبدأ في تقبيلها بحبّ، تشبثت
بخصره بقوة وبادلته القبلة برومانسيّة .. !!
،
Lay
لم أكن أعلم بأنّها ستعود إلي أبدًا، كنت قد تأملت كثيرًا سابقًا ..
ولكنّها حسمت قرارها بالطلاق و ابتعاد عنّي .. والآن هي استسلمت
لي بسرعة، أظنّها اشتاقت لي كما فعلتُ أنا .. كم أحبّ
طعم شفتيها المثالي .. أجل، لقد كنتُ أقبّل شفتيها كل يوم
عندما تكون نائمة، كم أعشق أحتواء جسدها الصغير في أحضاني ..
لقد كنتُ أنام إلى جانبها وأحتويها في صدري، واستيقظ قبلها
لأكمل نومي فوق الأريكة .. إنّها لم تكن تعلم بكل هذا ..
بعد مرور سنة ..
لقد أنجبت لي جينا توأم جميل، ذكرين لقد أسميت الأول بـ دونغهي
بينما سمّت جينا الثاني بـ ميونغ سو .. لقد رزقنــا الله أخيرًا ..
لقد قدمت الحب لعائلتي الجديدة، و لقد عملت جاهدًا لكسب
ثقة صغيرتي جينا مرة أخرى، لقد أصبحنا سعيدين للغاية بعد كل
ما حصل أخيرًا ..
سوف أحبّك للأبد حبيبتي جينا .. !!
The End.