اكملت دراستي في سن مبكره، ولكن كنت قد التحقت بإحدى مدارس الإقتصاد واملك بعض الأفكار السياسيه، هذا ماتعلمته ولا املك اي شيء آخر سوى مايعرفه كل ابناء شارع الشمال من استخدام للوسائل الحديثه، تخرجت وانا اجد صعوبه في التحكم بأخلاقي لا اعرف للدين معنى، الا انك تستطيع من خلاله توجيه الحمقى في الجنوب من الشارع، فكرت في الأمر وبنيت افكاري في استغلال هؤلاء الجهلة في الجنوب، كنت مجبرا على فعل ذالك لأننا امسينا نعاني الأزمات في الشمال من تزاحم للسلع والأفكار وغير ذالك، واتجهت وبكل حماس التقيت بمجموعه من عائلات الجنوب وجلست احدثهم طويلا حول مدى الرفاهيه التى نعيشها في الشمال، فقاطعني احدهم وقال بشيء من الهطل
- آبا انا عاوز اروح الشمال
وقبل ان يرد عليه اباه قولت :
الحقيقة اننا نعاني الازدحام والبئة غير قابلة لعناصر جديدة من السكان، لكنني قد أتيتكم بالخبر اليقين؛جنوبكم بوسعه ان يكون كشمالنا!
اجابني احدهم يبدو عليه انه اكثرهم مالا وثراءاََ
-ونحن لانمانع والمال بأيدينا !
- لنبدأ من الغد اذا.
بالفعل بدأت العمل حيث قومت بتجهيز بعض البيوت ببعض من الوسائل وحجبت عنهم البعض الآخر وفي نفس الوقت كنت اعيش بينهم ومكنني ذالك من اختلاس بعض الأشياء الثمينه ونقل بعضا من الماشيه والطيور وبعضا من ذهب نسائهم ثم اعود بها الى الشمال واخزنها في بيتي، واجهت بعض الإنتقادات من قبل رجال الدين وكادو ان يفسدو كل مافعلته، حتى التقيت بأحدهم ليلا بعد ان اتم شعائر الدين، وجدته رجلا هادئا ففاتحته في الموضوع وفهمته ان تلك الأشياء التي اقوم بتركيبها في بيوتكم قد تستطيعون من خلالها نشر الدين بشكل فعال وعسى ان يتقبل منكم الإله، وجدته قد ابتسم ووافقني واعلم بقية الرجال بما قولته له فرحب الجميع، هنا انهيت عملي وذهبت اطالب الجميع بمستحقاتي، اغلب سكان الشارع اعطوني حقي وربما زادوني والآخرون لما يكن يمتلكون الا منازلهم فقمت بأخذها عنوة، لم يعترض احد الا القليل، وراقني ذالك الأمر كثيرا، ذهبت الى بيتي وبعدها بعدة اسابيع كنت موجود في احد البيوت التي امتلكتها غصبا، وكنت دائما اطلع على مايدور من احاديث في الشارع، وعرفت انهم قد اكتشفو ان هناك الكثير قد سرق، وأنهم يتهمون بعضهم بعضا، وقلة منهم قد عرفو حقيقة الأمر، فعدت سريعا الى بيتي في الشمال وقمت بطبع منشورات على سكان الشمال ان سكان الجنوب سيهجمون علينا ويقتلوننا بلا رحمه، اعرف جيد ان هذا الأمر لن يصدقه احد في الشمال، ولكني فعلت ذالك تمهيدا لأحداث قادمه، تسللت ليلا وقمت بإشعال النيران في بيت جاري، فقومت بالصعود فوق سطح بيتي وقد تجمع كل سكان الشمال من اجل اطفاء الحريق
يا أهل الشمال .... سكان الجنوب..هؤلاء الملاعين..فعلوها ابناء الحيات وزرعو الخراب بيننا
- اتحدو يا أهل الشمال واجهو عدوكم والا حلت عليكم لعنة نهاية حضارتكم وقد شيدتموها بسواعدكم الفتية واموالكم، حضارتكم الان على المحك، عليكم بهؤلاء الفأران.
وبعد ان تغلبو على ألسنة النيران قمت بجمع كل السكان امام بيتي واقترحت عليهم لو انشأنا معملا صغيرا ينتج لنا الرصاص كي نحمي انفسنا من بطش اهل الجنوب، وكانو قد اهلكهم التعب فوافق الجميع، لا أحد منهم يريد ان يشهد حريقا يشب في منزله، وبالفعل انشأنا معملا وقام بإنتاج ١٠٠٠٠ رصاصه، اخذت ١٠٠ رصاصه وقمت بوضعها على باب احد املاكي بالجنوب دون ان يراني اي احد، فمضى يومين بعدها وصلتني اخبار تناقلتها البيوت من الجنوب الى الشمال عن معركة نشبت بين عائلتين في الجنوب، واستعانت احداهما على الأخرى بالرصاصات المئه، فقامت الأخرى بالإستعانة بي فسلمتهم ١٠٠ رصاصه مقابل قطعة ارض، فلما عرفت العائلات الأخرى بما حدث، اقبلو علي فبعتهم نحو ٢٠٠٠ رصاصه، ومع اول عراك نشب في الجنوب تدخلت جميع العائلات وسادت الفوضى، وفي وسط تلك الفوضى انطلقت عشر رصاصات نحو الشمال اصابت ٦ من السكان، حينها انزعج اهل الشمال كثيرا، وبعد ان بكو ضحاياهم خرجت عليهم وأعلنت الحرب على سكان الجنوب، كنت متيقنا انه قد بقى القليل من السكان في الجنوب فتدخلت وقد انتهيت من احياء الجنوب بعد ان انهكو انفسهم في الصراع الواهي بينهم،كانو اشبه بمرضى الشلل، لم يقامومو حتى ولو بكلمه...
أحمد عمران