البِدايّـــة :{ ثلاثة أشهُر في المُستقبل } .
- سَــان فرَانسِيسكُو ، الضَاحية الرابعة ، الشارع الحادّي و العُشرون .• وِجهة نَظر الكاتبة .
" تَوقف أنتَ لا تُريد ذلك ! " تأوهَ بصوتٍ مُتحطم و قد تدحرجت عِدة قَطرات دافِئة لأسفل وجهه و حتى شفتاهُ المُحمرة . قد كان يَشعرُ بالقرف من ذاتهِ ، فتلكَ كانت المرةُ الآولى التي يبكي بها أمام أحدهم .
الشَخص الآخر نظر له بإحتِقار ، جعد أنفه بـ تقززٍ و أشار بإصبعه السبابة حتى شفتيّ الفتى الأصغر سِناً لـ يرتجف الآخر و قد إحتضنَ قدماه لصدره ، فـ قدماهُ بالفعل خذلتاه .
" أنظر أيها الطفل ، أنا لا أعمل بهذه الطريقة هُنا ، لا مشاعر ، لا حُب ، لا وِدّ ، فقط قتل ، سَفك ، و تَدمير " إرتَعش الفتى الآصغر ، و نَظر في عيني الآخر الغامقة و الباردة لعلهُ يُذيب بعضاً من الجليد المُحيط بها ،
لكنه تمنى لو لم يفعل ، فكما لاحظ الفتى الأكبر نظراته ، توجهت لكمةٌ باردة إرتد صوتها في جميع جُدران الزُقاق الضيق و القَذر لوجهِهِ ، جعلته جميعهُ يتلون بالآحمر الغامق و يَلتف بكاملهِ للجهة الأُخرى ! .
للحظات الفتى الأصغر بقى صامتاً ، بعيناهُ المتسعة و شفتاهُ المُتفرقة . ببطء عيناه إرتفعت لتُقابل الآخر الذي أشعل سيجارتهُ المملوئة بالنيّكُوتين و قد عدل سترتهُ السوداء ، فقط كـ قلبه ، لـ ينظر للفتى الذي مازال مصدوماً كأنهُ لم يفعل شيئاً ، أو بالآحرى مَرعوباً .
إبتسامةٌ باردة و فاسِدّة تَميز بها مَلئت ثَغرهُ ، عيناه الحادة أخذت نظرةً قذرة لجسد الفتى الذي بدأت عيناه تُمطر فقط كما حال السماء فوقهما .
بذاتِ الإبتسامة إنحنى الفتى الأكبر ليصل للفتى الساقط على الأرض الباردة و يبكي و يتأوه من برودة الجّو . إتسعت إبتسامة الفتى و في ثوانٍ رفع يدهُ ليشدَ شعر الفتى الآصغر كاملاً نحوه ، فقط لتخرج شهقةٌ مُتألمة من فاه الفتى الأصغر .
فتح عيناه بألم و نظر في عينا الفتى الفاسد و قد كانت باردة و مُتحجرة فقط كما العادة .
" تَذكر أنك من دخل هذا ، و تذكر أن المال هو الشيء الوحيد الذي يملئ كياني ، لذا ضَع في رأسك الفارغ هذا أنك فقط قطعة خُردة إستعملتها لعملي " صوتهُ الساخر و المُرعب جعل كل قطرة دماء في جسد الفتى الأصغر تتجمد ،
يشعر كما لو أنه فقد الإحساس بمن حوله ، يتأوه منذ دقائق و يحاول الإشارة له ليتركَ شعره ، فـ هو بالفعل لا يستطيع التحدث .

أنت تقرأ
Deep Web || L.S
Fanfictionكانَ غريباً ، غامضاً و ذُو نَبرة مُرعبة و ضِحكةٍ فاسِدّة . كانَ العبثُ معهُ في البدايّة مُسليــاً . يُحب اللعِـب بي و بـ مشاعري ، لكن فقط بـ طريقتـهِ الخاصـة . "أخبرتك أنه طريق سيء لويس ، أنتَ دخلت بقدماك للجحيم ! ". "ما السيء في دخول الإنترنت العمي...