1# تعارف

13 0 0
                                    

وقفت انظر لتلك الغيوم والشارع مزدحم و الاصوات ترتفع وقفت بين زحام الناس تنفست و كأني لأول مره اتنفس شعرت لأول مره بالراحه قطرات المطر بدأت بالانهمار تلامس جسدي بلطف احسست بطمأنينه
الناس بدأو بالهروب من المطر دفعني احدهم مسرعاً سقطت على الارض لكن لم اقف اكملت نظري للغيوم و سوادها و من ثم نظرت للمطر على يدي : انه نقي
كانت الناس تصرخ هاربه الا انا
الاصوات بدأت بالهدوء لا يوجد صوت الا صوت المطر و نبضات قلبي
ادركت حقاً ليس كل شيء يخافه البشر شيء سيء
ضحكت و انا اشعر بدغدغه المطر على رقبتي و كأنه يقول : ارفع رأسك
ادركت حقاً انه ليس كل اسودٍ مخيف ، قد يحوي نقاء بداخله يشفي بها ارواحاً يائسه .
ينزل المطر فيهرب منه الناس يخافونه من دون ان يعلمون لماذا نزل ، نزل ليسقي الحيوانات و الاشجار نزل لينقي الهواء من الشوائب نزل ليسقيك ماء عذب .
لماذا تخافه !!
صرخت قائلاً : بلل جسدي يا مطر بلله و ازل شوائب الدنيا من روحي
مرت عشر دقائق كأنها ساعات توقف المطر و ذهبت الغيوم
اشرقت الشمس و بدأ الناس بالخروج للشوارع
لا ازال مبتسماً و عيناي على السماء
احسست بطمأنينه نزلت علي و كأني تخدرت و كأن روحي تطهرت لم اشعر بمثل ذالك الشعور اطلاقاً
اتت عجوز كبيره بالعمر و هي ممسكه بمظله : تفضل ايها الفتى لتحميك من المطر
نظرت لها تبدو خائفه علي ازدادت ابتسامتي اتساعاً : شكراً سيدتي للطفك
: انهض معي لبيتي حتى لا تصاب بالزكام
قلت مقهقهاً : لا عليك انا لا اصاب بمثل هذه الامراض
نظرت الي شابه بالعمر كانت واقفه خلف السيده : امي كيف لكي ان تساعدي رجلاً غريب في الشارع
: انا اساعد من يحتاج للمساعده لا يهمني اين و من
ابتسمت من كلام تلك السيده وقفت قائلاً لها : اشكركِ سيدتي مرة اخرا لكن انا لا احتاج للمساعده
نظرتا الي من اسفل الى اعلى ادركت حينها اني مبلل تماماً ابتسمت لهما بإبتسامه غبيه
امسكت السيده بيدي و جرتني معها و ابنتها تمشي مكتفتاً يديها خلفها
: لا لا سيدتي حقاً انا سأجف حالاً لا احتاج لمساعده
: توقف عن الثرثره انت مبلل تماما ايها الطفل
انها تنعتني بالطفل !!
هذا يخدش رجولتي سحبت يدي وقفت و انا ادعي الجديه : انا اسف لكني يجب ان اذهب
امسكت بإذني بقوه و شدتها معها صرخت بألم : اييييي حسناً حسناً انا سأتي
همست تلك الفتاه بإذني : ارجوك لا تزعجها و تعال معها بهدوء
ركبت معهما بالعربه و اشارت السيده للسائق بالتحرك
قلت محدثاً نفسي ( يبدو بأنهما من عائله ذات منصب فلا يمتلك مثل هذه العربات الا ذوي المناصب العاليه ولكن بالنظر ذلك الحصان كبير العمر يبدو ان منصبهم ليس عالي جداً )
و بعد عده دقائق وصلنا الى المنزل هو ايضاً لا يبدو بتلك الفخامه
نزلت بسرعه قبل السيده لكي امسك بيدها لإساعدها بالنزول
: دعيني اساعدك سيدتي
و لم اشعر الا بضربتها بمروحتها اليدويه على رأسي
: اييييي لماذا ضربتني انا احاول ان اكون لبقاً معكم
قالت بعصبيه : اتحسبني عجوزاً غير قادره على النزول بمفردي
سبقتني الى المنزل و تبعتها مطأطأً راسي للأسفل بألم
و عندما دخلنا لم يكن البيت كبيرا او فخماً جداً كما توقعت ( يبدو انهم ليسوا ذوي منصب عالي جداً )
قالت السيده : ايها الخدم خذوا هذا الشاب و اعطوه بعض الملابس الجافه
بعدما ارتديت بعض الملابس و جففت شعري نزلت اليها لأشكرها فرغم معاملتها القاسيه الا ان لها فضل علي
انحنئت لها بإحترام : شكراً سيدتي على مساعدتك لي ، لكي فضلٌ علي ارجو ان تسامحيني على ازعاجك
قاطعتني : اجلس
: ااا .. انا .. انا لا اريد ان اكون عبئً عليك
: لقد قلت اجلس
رفعت رأسي مستغرباً : ولكن علي الذهاب
قالت بنبرة صوت صارمه : ان الاجواء الأن عاصفه و هذا المنزل في منتصف الغابه حتى و لو كنت بكامل صحتك لن تكون قادراً على الذهاب الى المدينه عندما تهداء العاصفه سأسمح لك بالأنصراف
رفعت حاجبي بإستغراب فكلامها نرجسي بعض الشيء
قالت للخدم : هيا ضعوا العشاء ماذا تنتظرون
ذهب الخدم بسرعه
لقد حل بعض الهدوء ..

RAINحيث تعيش القصص. اكتشف الآن