" يوم حاآر "

965 30 14
                                    

في ظهيرة يوم صيفي حار، مشت فتاة بانزعاج واضح على الرصيف، تتمتم بكلمات تذمر : " لا أصدق أنها توقظني من النوم في يوم إجازتي كي أذهب إلى المتجر، لا! وأيضاً في الظهيرة .. يبدو أنها تتعمد ازعاجي و التحكم بي .. آآآه لماذا لم تذهب هي !! :

وقفت الفتاة فجأة و عروقها تظهر في رأسها من غضبها، تجعدت الورقة في يدها بسبب ضغطها عليها،

وكأن الورقة ستصبح حليباً من قوتها .. قالت بغضب :" أين ذلك المتجر اللعين !!"
انتبه لها أحد عاملي النظافة المسنين بالشارع، فابتسم لها وقال بعدما أشار لجانبه : أوه هل تقصدين هذا المتجر؟
نظرت الفتاة بغباء للمتجر، فشكرت عامل النظافة قائلة: آآه هه .. أشكرك، إنني جديدة في هذا الحي لذا لا أعرف الأماكن جيداً ..

أمسكت السلة و بدأت في تجميع أغراض القائمة التي كتبتها والدتها، همست بتذمر: اللعنة! هل تتوقع مني أن أحمل كل هذه الأغراض الكثيرة ؟! لماذا لم

توقظ أخي ..
مرت من قسم المشروبات، فباتت تمشي ببطء وهي مذهولة! ترى شاب أصغر من أن يعمل في هكذا مكان، يحمل المشروبات من الصناديق ويصفها بهدوء على الأرفف ..
رائحة عطر لطيفة طغت على رائحة بلاستيك المنتوجات، تنفسها ببطء ونظر نحو مصدر الرائحة، عيناها الضيقة المطوقة بالرموش، شفتيها الوردية ... حدق بها، وهي استمرت بالنظر له لترى متى سيبعد

عينيه، فبقت تنظر له وهي تمشي ببطء متسائلة هل سيشيح بنظره بعيداً أم لا ؟ .. لم يستطع إبعاد عينه عنها ليس لجمالها.. لكن هناك شيء ...... إلى أن تجاوزت ذلك القسم ولم يعد بإمكانهما النظر لبعضهما ..!
ذلك تخاطب الأعين الذي كان كحبل لا تقطعه سكين

جعل تلك الفتاة تشعر بالغرابة .. إلى أن انتشلها الواقع من أفكارها عادت لمزاجها الغاضب هامسة : ذلك الوقح لمَ استمر بالنظر لي كالمنحرفين! ... لكن.. ألا يبدو صغيراً ليعمل في حمل تلك الصناديق؟
في جهة أخرى ..
ضحك أحد العاملين على ذلك الشاب، قائلاً: هه أوي أوي! يبدو أنك وقعت في شباكها ؟

نظر له الشاب وكأنه لايفهم شيء: من؟ أنا؟ .. هه، لقد كنت أنظر للصرصور العالق في طيات قميصها.
ذُهل العامل: مــاااذا ؟!! أيها الشرير ولم تحذرها!
نادى صوت عالٍ: آيكول، تعال حالاً.
ذهب الشاب آيكول للمحاسب الذي نادى عليه ، فوجد تلك الفتاة و حولها أكياس كثيرة .. قال المحاسب

بحيرة: آهه,, هذه الفتاة معها مشتريات كثيرة ساعدها بنقل الأغراض، "ثم خاطب الفتاة" متأكدة أن بيتك قريب ؟
نظرت الفتاة بهالة احباط للمحاسب لأن آيكول المنحرف من سيساعدها، لكن أجابته: آجل إنه قريب

جداً، لقد أتيت هنا مشياً..
تقاسم آيكول حمل الأغراض مع الفتاة وخرجا من المتجر، بينما هما يمشيان نظر إلى قميصها لعل الصرصور ذهب .. فتوقفت الفتاة فجأة و قالت بهدوء يحمل في طياته غضب عارم: اسمع أيها الصغير، لا تظن أنني سأتساهل معك إن بقيت تحدق بي بهذه

انتي في قلبي  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن