بعيدة كالسماء ..
فوق قمة جبل شامخ
فلا تستطيعين النزول
ولا استطيع الصعود.هذا ما قررت ان اكتبه على تلك الصخرة التي تعتبر كذكرى فقط ، وكلما تبقى ..
مضى اكثر من مئة سنة !
او ربما انا اتهيأ ذلك ،ولكنها كانت الحقيقة ..---------------------------
امسكت بحجر آخر ورميته بطول يدي نحو بحيرة الماء الصغيرة ، فهذا هو المكان الذي الجأ إليه حين احتاج لراحة نفسية، دقائق صمت ، او حتى وقت صغير للتفكير وتنظيم مشاعري المتخبطة .فهي دائما ما تصر بأنني السبب في كل هذا رغم تيقنها بأن العكس صحيح ، او ربما هذا ما اعرفه او ان ما اعرفه قليل جدا على اتخاذ قرار صعب ؟
فإن قراري قادم ، لم يتبقى سوى يوم واحد لبداية السنة الجديدة ، وهذا ليس بشئ سعيد ابدا ، على الاقل بالنسبة لي .فهي تظن بأنني سأقع بحبها يوما كما تفعل الآن ، او ربما تتظاهر بذلك لتطلب بقائها معي ، انا حتى لا اعرف ما مصلحتها من ذلك كله .
اعني ربما سيكون من الجيد بقائها مع من تحب للأبد إن صح التعبير ولكن ذلك عكس ما افكر به .
الأمر صعب ، صعب جدا و من الصعب ايضا ان يفهمه عقل اي شخص طبيعي ، فهي بحد ذاتها غير طبيعية وربما تتظاهر بذلك امامي .
فهي على الارجح سوف يتم نفيها من الوجود ان لم اقوم بتمني بقائها معي ، فأنا لست طبيعيا كما اظن ، مختلفا عن باقي البشر رغم ان باقي البشر يتمنى ما لدي ، فببداية كل سنة جديدة سيحق لي امنية واحدة فقط وستنتهي مع نهاية السنة التي تليها ولكنني قد كنت خارج وعيي منذ اكثر من خمسة سنوات ..
" اريد ان يتوقف كل هذا الهراء ، لا اريد اية شئ فأنا لست بشخص طبيعي الآن ، لم يكن خطأي "
هذا ما قلته متمنيا إنهاء هذه السخافة ، ولكنها لم تنتهي ، وكما حسبت الامر ستنتهي مع بداية هذه السنة لذلك هذا القرار صعب جدا .فهي ستكون آخر امنية ، ومازلت اشعر بالسعادة ، الحزن ، الغضب ، التوتر والخوف من القادم .
وقد اصبحت افكر بأمنية السنة منذ بدايتها كي لا أخطئ امنيتي كما فعلت سابقا وأضعت افكاري .
وهذا ما فهلته اﻵن ولكنني لم احصل على الاختيار الصحيح ." أين كنت ؟ " سألت بعد ان رأتني قد دخلت المنزل .
استلقيت على الأريكة وبقيت صامتا خوفا من ان ما افكر به هو الاختيار الصحيح ." أنت تعلم بأن غدا هو بداية السنة الجديدة ؟"
أومأت لها ببطء محاولا الهروب من سؤالها القادم ..
" وماذا قد قررت ؟"" لا شئ بعد " أجبت بكذب ، فأنا قد خطرت على بالي أمنية ستنجيني من كل ما فعلته .
" وماذا إن كانت هذه آخر سنه كما توقعت ؟"
" ستكون إذا "
" لم يعجبني هذا "
" ولم يعجبني شئ من قبل "
" إذا لماذا أحضرتني هنا ، كفتاة معلقة بشاب غير مبال بوجودها بجانبه دوما ، أهذه كانت امنيتك أن تحظى بفتاة تحبك حب كبير وصادق ، تهتم لأمرك دون ملل ، ماذا عنك ؟ الم يخطر ببالك ان تتمنى تبادلك ذلك ، ام ظننت بأن الوقوع في الحب سهل ؟، لقد جربت كل الطرق ولكنها لم تنفع ، فقط تظاهر بحبك ، الا تستطيع ؟ "
" الأمر ليس هكذا ؟" أجبت كمن يريد الهرب .
"بل هو هكذا ، الم تلاحظ نفسك ، دائما ما تخطئ أمنيتك ، هي ليست أمنية لتحقيق سعادتك ، افهم هذا"
" اعلم اعلم "
" لا لست تعلم شيئا ، بل انت تعلم ولكن تريد إثبات العكس لنفسك ، إنه عقاب ، عقاب خطيأتك "
" إنها لم تكن خطيئتي " صرخت بصوت عال ارتد صداه في كل انحاء المنزل برعب .
" من إذا ؟"
"الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون !"
" أستلقي اللوم على اهلك الآن ، يكفي بأنهم فارقوا الحياة وبقيت انت بلعنة سهل التخلص منها ، كان بإمكانك منذ البداية ان تستخدمها بشكل جيد وصحيح "
" كان بإمكاني ان احقق كل ما اريد سوى إعادتهم للحياة "
" ولكنك لم تحاول " همست بصوت منخفض.
" ولن افعل "
" اذا ماذا ستفعل ؟"
" مازلت محتارا "
" ان لم تكن تريد ان تفكر بوالديك فكر بي "
" اقسم لك بأنني حاولت جاهدا ان اجعلك سعيدة وان اوقع بنفسي بين شباكك ولكن هذا لم يحدث ، وليس من المفترض ان يحدث "
"إذا ، هل هذا ما تريد ان تتمناه ؟" سألت بسعادة يتخللها الخوف من ان اقول العكس ولكنني لن افعل .
" لا اعلم "
" انت لا تريد ذلك ولكنك لا تريد ان تبوح عنه ايضا " قالت بصوت ضعيف وكأنها ستبكي ، ولكنها بكت بالفعل .
" لم اقصد ذلك .."
" بالطبع ، اعلم هذا ، فأنت دائما لم تكن تقصد ما فعلت حتى امنيتك بوجودي "
-----------------------------
نهاية الجزء الاول .
أنت تقرأ
بعيدة كالسماء ..
Short Storyبعيدة كالسماء .. فوق قمة جبل شامخ فلا تستطيعين النزول ولا استطيع الصعود