البارت الأول - 1 -

374 52 66
                                    


مما يخفي على البشر ان هُناك عالم للسحرة ... عالم لا يُمكن الوصول اليه ابداً ... تقول الأسطورة الغير مشهورة أن عالم السحرة عالم منغلق لا يستطيع البشر الإنتقال اليه ، لِذلك لا احد يعرف عنه شيءٍ ... لكن حسب ما قيل في الأثر والذي وصل الى بعض الناس المعدودين ... ان هناك رجل من ذلك العالم انتقل الى هنا لأنجاز مهمة ولكنّه تعطل عن العودة بسبب سر غير معروف ... انذاك قام ذلك الرجل بكسر القاعدة المُحرمة وتزوج من امرأةٌ بشرية وقد حدث اثر ذلك أن تم ولادة طفلة صغيرة ... طفلة اُطلق عليها لقب " فراشـة المـوت " ... يعود سبب تسمية الطفلة بذلك اللقب الغريب هو ان ملك السحرة ماشيرو قام بتقييد الطفلة بلعنة ما ... واللعنة ان اي رجل يحاول الاقتراب من الطفلة الهجينة بغرض الحب سيتم قتله بأيد خفيه ما إن يحاول تقبيلها ...

مارو او بالاحرى فراشة الموت، كانت تجد صعوبة بالتأقلم مع من حولها، الآن قد بلغ عمرها 17 عاماً ولا تزال بعيدة عن بني جنسها من الطرفين، لم تكن تعلم لأي منهم تنتمي، نصفها السحري نفاها من عالمهم ونصفها الآخر مُحرم عليها الاقتراب منهم

في مساء ليلة ماطرة كانت مارو تسير لوحدها بالشارع ... تحت المطر ... يديها مختبئة خلف جيب معطفها الاسود الطويل ورأسها بالأرض بينما شعرها الاحمر يغطي وجهها بالكامل، كانتْ تبدو بائسة الى حد كبير لا تعلم ماذا تفعل ... احياناً كثيرًا تشعر بأنها لا تنتمي لإي احد ، بل هي مجرد مسخ مشوه مُقدر له العيش هنا حتى انقضاء اجله

{ - فراشة الكون }

توقفت مارو مكانها ورفعت رأسها ببطء ... هذا الصوت الذي لطالما اعتادت على سماعة من دون رؤية من هو الشخص الذي يتحدث معها، وقفت بأعتدال تنظر حولها ، تلتفت من جهه لأخرى لعلها ترى احداً ، لكن الامر كالعادة لا ترى شيء وكأن الصوت من نسج الخيال، أعلى عَمود عالٍ ينتصب بمنتصف الشارع كان يقف شاب طويل مُلتحف بالسواد ينظر للأسفل، حيث تقف فراشة الموت تبحث عنه بعينيها الذهبيتين

{ - لا تبحثي كثيراً فراشة الموت لأنكِ لن تعثرب عليَّ }

علا صوت تنهيدة نافذة للصبر من مارو

ليعاود الساحر قولة وهو يقفز ليقف بالقرب منها من دون ان تشعر

{ - فراشة الموت، واصلي مسيركِ للمنزل }

كان الساحر قريب منها للغاية لكنها لم تشعر به ... الامر بدى غريب جداً، إذا كانت هي نصف ساحرة إذِن لمَِ هي عاجزة عن رؤية بني جنسها ؟ لطالما هذا السؤال يجد مكاناً شاسعاً بأفكار مارو ولكن لا جواب له ... لم تبالي مارو كثيراً وعادت للسير من جديد بخطوات بطيئة بينما اختفى الساحر من مكانه فجأةً، هذهِ كانت حياة مارو " فراشة الموت " ... كل يوم تتحدث ببضع جُمل مع ساحر لا تستطيع رؤيتهُ ثم يأمرها بالعودة وهي تنصاع له ببساطة، ليس لأنها عاجزة امامه او تخاف منه، بل لأنها فعلاً كانت بطريقها للمنزل

رواية || فراشة الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن