الفصل الثالث

40.2K 700 203
                                    

ابتلع أمجد ريقه و هو ينظر بتوتر للشخص الجالس أمامه
و الذي يبدو بالغ الهدوء...
لكن ذلك لم يخدعه ، فهو يعرفه تمام المعرفة ، لقد سبق أن جرب غضب جينات عائلة السالم...... و لقد غامر بحظه كي يقوم بخداع ابنهم الأصغر ، و فشل بكل بساطة ... و هاهو ينظر أمامه ينتظر العقاب.

- لقد وثقت بك و خذلتني.... أليس كذلك ؟

قالها أمير بمنتهى الهدوء و هو يتابع بعينيه تدحرج حبات العرق على وجه غريمه ، و ابتلاعه لريقه مئآت المرات بصوت مسموع منذ أن جلس أمامه في مكتب المحامي، بينما هو مستمتع بهذه اللعبة كثيرا ،
فهو ليس غبيا ، يعرف نوع أمجد جيدا و منذ أن اعطاه المناقصة و أوكله بذلك المشروع و سهل له السيولة بمنتهى البساطة ، و هو ينتظر غدره ...
و بالطبع ذلك ما حصل ...
لقد تحرى عنه ، و يعرف حبه القوي للقمار ، و يعرف أن لديه ابنة شابة و زوجته متوفية ، لم يهتم كثيرا بمعرفة المزيد من التفاصيل الشخصية عنه ، كل ما كان يهمه هو منزله ...

ذلك البيت الرائع في أطراف المدينة ، تحيط به حديقة تسر الناظرين.... انه ما يحتاجه لأمه، ستكون بخير هناك ...
و لهذا لعب أوراقه جيدا ليمتلكه...

رفع رأسه مجددا لينظر اليه و يضيف :

- و الآن أمجد ما العمل ؟ أين أموالي التي سرقتها ؟

لم يستطع أمجد أن يتفتق ذهنه عن أي كذبة ، ماذا يقول له ، ذهبت في القمار و الشراب ....لا لا لا...لعن وتين في سره فلو كانت وافقت على ذلك السمين ليلتها لكان نجا من هذه الورطة.... حاول النطق من جديد بتلعثم :

- أنا آسف حقا سيد أمير ...أنا ...أنا لم أحسب الميزانية جيدا ....

و فرك أصابعه ببعضها و ازداد تعرقه....

و أمير يتابعه بلامبالاة ظاهرة و هو يراه يسقط في الفخ رويدا رويدا....

- اسمح لي سيدي .... سأفعل كل ما تريده...فقط ...فقط ....لا داعي للمسائلة القانونية ....سأعطيك كل ما تريد ...لا أريد دخول السجن ، ارجوووك....

هنا بالضبط ، برقت عينا أمير ببريق خطر و هةدو يتلكأ في السؤال :

- ما الذي تملكه و قد أريده أنا؟ ....
ماذا لديك ان كنت خسرت كل نقودي في القمار ؟؟

ارتجف أمجد و هو يفتح عينيه على اتساعهما ....هو يعلم... كان يعلم منذ البداية .....
و علم حينها أنها بداية نهاية أمجد فارس....

عادت وتين الى المنزل في المساء و هي تجر قدميها من التعب ،  لقد كان يوما مضنيا في الكلية فهي فترة الامتحانات ، ظون ذكر توتر أعصابها كلما تذكرت مدى إذلالها الصبح....

وجدت البيت غارقا في الظلام ، دليل على عدم عودة والدها من عمله و هذا شيء جيد في ظروفها هذه.....

دخلت المطبخ لعلها تجد ما تسد به رمقها ، توجهت مباشرة الى الثلاجة و أخذت  زجاجة ماء باردة علها تبرد نار بؤسها قليلا ، سمعت حركة خفيفة وراءها فانتبهت مل حواسها بتحفز ، و هي تستدير لرؤية .....آخر شخص ممكن أن تتيخل وجوده... هنا في بيتها... و هو ينظر لها بكل هدوء و أريحية .

- أنت .......؟؟؟؟

كان عنف كلمتها مصاحبا لدوي تكسر زجاجة المياه عند قدميها.....

رمشت عينيها من جديد لتتأكد أنها لا تحلم ، لكنه ما يزال واقفا هناك أمامها واضعا كلتا يديه في جيبي سرواله المتقن التفصيل... و هو يتأملها صعودا و نزولا بكل جرأة كأن عينيه تجردانها من ملابسها....

حاولت النطق مجددا

- انت ..... كيف دخلت الى بيتي....، ماذا تفعل هنا ؟....
يا الهي العزيز....

أغمضت عينيها بيأس ، و هي لا تزال لا تصدق أن ذلك المجنون الذي أمسكها من شعرها في الصباح .... واقف أمامها بكل صفاقة و هدوء.....

سادي عاشق (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن