ابتلع أمجد ريقه و هو ينظر بتوتر للشخص الجالس أمامه
و الذي يبدو بالغ الهدوء...
لكن ذلك لم يخدعه ، فهو يعرفه تمام المعرفة ، لقد سبق أن جرب غضب جينات عائلة السالم...... و لقد غامر بحظه كي يقوم بخداع ابنهم الأصغر ، و فشل بكل بساطة ... و هاهو ينظر أمامه ينتظر العقاب.- لقد وثقت بك و خذلتني.... أليس كذلك ؟
قالها أمير بمنتهى الهدوء و هو يتابع بعينيه تدحرج حبات العرق على وجه غريمه ، و ابتلاعه لريقه مئآت المرات بصوت مسموع منذ أن جلس أمامه في مكتب المحامي، بينما هو مستمتع بهذه اللعبة كثيرا ،
فهو ليس غبيا ، يعرف نوع أمجد جيدا و منذ أن اعطاه المناقصة و أوكله بذلك المشروع و سهل له السيولة بمنتهى البساطة ، و هو ينتظر غدره ...
و بالطبع ذلك ما حصل ...
لقد تحرى عنه ، و يعرف حبه القوي للقمار ، و يعرف أن لديه ابنة شابة و زوجته متوفية ، لم يهتم كثيرا بمعرفة المزيد من التفاصيل الشخصية عنه ، كل ما كان يهمه هو منزله ...ذلك البيت الرائع في أطراف المدينة ، تحيط به حديقة تسر الناظرين.... انه ما يحتاجه لأمه، ستكون بخير هناك ...
و لهذا لعب أوراقه جيدا ليمتلكه...رفع رأسه مجددا لينظر اليه و يضيف :
- و الآن أمجد ما العمل ؟ أين أموالي التي سرقتها ؟
لم يستطع أمجد أن يتفتق ذهنه عن أي كذبة ، ماذا يقول له ، ذهبت في القمار و الشراب ....لا لا لا...لعن وتين في سره فلو كانت وافقت على ذلك السمين ليلتها لكان نجا من هذه الورطة.... حاول النطق من جديد بتلعثم :
- أنا آسف حقا سيد أمير ...أنا ...أنا لم أحسب الميزانية جيدا ....
و فرك أصابعه ببعضها و ازداد تعرقه....
و أمير يتابعه بلامبالاة ظاهرة و هو يراه يسقط في الفخ رويدا رويدا....
- اسمح لي سيدي .... سأفعل كل ما تريده...فقط ...فقط ....لا داعي للمسائلة القانونية ....سأعطيك كل ما تريد ...لا أريد دخول السجن ، ارجوووك....
هنا بالضبط ، برقت عينا أمير ببريق خطر و هةدو يتلكأ في السؤال :
- ما الذي تملكه و قد أريده أنا؟ ....
ماذا لديك ان كنت خسرت كل نقودي في القمار ؟؟ارتجف أمجد و هو يفتح عينيه على اتساعهما ....هو يعلم... كان يعلم منذ البداية .....
و علم حينها أنها بداية نهاية أمجد فارس....عادت وتين الى المنزل في المساء و هي تجر قدميها من التعب ، لقد كان يوما مضنيا في الكلية فهي فترة الامتحانات ، ظون ذكر توتر أعصابها كلما تذكرت مدى إذلالها الصبح....
وجدت البيت غارقا في الظلام ، دليل على عدم عودة والدها من عمله و هذا شيء جيد في ظروفها هذه.....
دخلت المطبخ لعلها تجد ما تسد به رمقها ، توجهت مباشرة الى الثلاجة و أخذت زجاجة ماء باردة علها تبرد نار بؤسها قليلا ، سمعت حركة خفيفة وراءها فانتبهت مل حواسها بتحفز ، و هي تستدير لرؤية .....آخر شخص ممكن أن تتيخل وجوده... هنا في بيتها... و هو ينظر لها بكل هدوء و أريحية .
- أنت .......؟؟؟؟
كان عنف كلمتها مصاحبا لدوي تكسر زجاجة المياه عند قدميها.....
رمشت عينيها من جديد لتتأكد أنها لا تحلم ، لكنه ما يزال واقفا هناك أمامها واضعا كلتا يديه في جيبي سرواله المتقن التفصيل... و هو يتأملها صعودا و نزولا بكل جرأة كأن عينيه تجردانها من ملابسها....
حاولت النطق مجددا
- انت ..... كيف دخلت الى بيتي....، ماذا تفعل هنا ؟....
يا الهي العزيز....أغمضت عينيها بيأس ، و هي لا تزال لا تصدق أن ذلك المجنون الذي أمسكها من شعرها في الصباح .... واقف أمامها بكل صفاقة و هدوء.....
أنت تقرأ
سادي عاشق (قيد التعديل)
Romanceهل يتغلب العشق على الكراهية؟ هل يستطيع قلب بريء تطهير آثام ليس مسؤولا عنها؟؟؟ لطالما كان أمير ساديا مغرورا يمتلك الدنيا بفرقعة أصابعه... وتين التي أوقعها سوء حظها لتباع روحها الى الشيطان.. فإلى متى ستصمد أمام الذل و الضرب و الخيانات المتعددة؟؟