الفصل الأول: منزل عائلة ريكاردو

1.1K 42 20
                                    

الكارثة تتعدد في الأشكال، لكن أقوى صفاتها هي المفاجأة، لذلك عندما وضعت قدمي داخل هذا المنزل ورفعت نظرتي للمكان لم أعلم ماكان في إنتظاري، الحشد من رجال الأعمال وذوي المناصب العُليا، بذلات أنيقة يمكن بأسعارها أن تُنقذ العالم من الفقر، ولم أنسى رؤية الحُلِي الماسية والفساتين ذات الألوان المختلفة والتي نسبة إلى فستاني العادي فقد كنت مجرد اتساخ على زجاج لامع، لكن لم أجعل من هذا أن يحبط معنوياتي وشددت يدي حول معصم فارسي المغوار والذي لم أهتم ان أعجب غيره، وعندما نظر نحوي بإبتسامته ذات بريق القمر، علمت ان ذلك الثراء الموجود في المكان لا يقارن بوجودي هنا.. بجانبه

"هل رأيتِها؟" سألني بصوت خافت وقد انحني نظرًا لفارق الطول، وذكرني هذا أني لم آتي لتفحص المكان فقط، رغم أنه جميل، وكيف لا يكون؟ منزل عائلة ريكاردو الذي يتكون من ثلاث طوابق، رغم ذلك فإن مساحته شاسعة بمجرد نظري في تلك الصالة الواسعة حيث أقف، وعلى الجانب الأخر غرفة الطعام المفتوحة على الحديقة، وتلألأت الثريات العديدة الفاخرة من سماء المنزل بإنسياب

لذا لم أستطع تخمين عما يحتوي الطابق الثاني والثالث، ولم أشاء التفكير في عدد غرف قد يصدمني، لا أريد ان استحقر منزلنا

"سوف اتصل بوالدتي" أخبرته بهدوء ورفعت حقيبتي كي أخرج هاتفي، واخترت رقم والدتي الذي كان الأول على القائمة لأرفع الهاتف على أذني و أراقب رايان ونحن نقف بجانب طاولة الطعام، لقد كان وسيمًا بالفعل، لديه تلك العينان التي تشبه الحجر الأزرق مع تقاطيع وجهه الناعمة، وشعره الغامق الكثيف تلائم مع سُمرة بشرته التي اكتسبها من الشمس، طوله كان شاقًا لكن قلبي يذوب حين ينحني لي

"نحن فالطريق، روز" قالت كارولين فور إجابتها على الهاتف، وتوقعت تلك النبرة لعدد مهاتفتي لها والذي تجاوز السبع مرات، لكني عقدت حاجبي على تلك النبرة رغم ذلك وقلت:
"أنا لم أجد جيسيكا"

"حسنًا، انتظرينا" وقد اقفلت سريعًا، تنهدت بغضب ووضعت الهاتف في حقيبتي لأشعر بأذرع رايان من حولي بينما يزيل خصلة بُنية متدلية على جبيني

"ربما هي في الأعلى، سوف تظهر لا تقلقي" قال رايان حتي يطمئنني، وهو نجح بذلك، المكان واسع وبه الكثير من الأشخاص بالتأكيد لن أجدها الان، لكن لا يجب أن يقلقني هذا.. في النهاية تلك الحفلة تخص زوج شقيقتي المستقبلي

"هيا لنرقص" قلت بإبتسامة واسعة نحو رايان لأرى السخرية في عيناه

"روز، أنتِ لا تعرفين كيف ترقصين" قال بهدوء رغم ذلك لم يستطيع إخفاء نبرة السخرية، وشعرت بإحراج طفيف كوني لم أتدرب قبلًا

"ما لا تعلمه هو أني بارعة جدًا في الرقص" قلت بكبرياء، لم أهتم إذا كنت أكذب حتى، فأنا لم اترعرع كما فعلت فتيات طبقتي الإجتماعية وهو يعلم هذا جيدًا، والمشاهدة هو كل مانلته، كما نلت تجاهل رايان الآن كي أراقب الثنائيات في ساحة جانبية يتشاركون النغمات ببطئ

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 21, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غاردينيا والذئبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن