Page:747

1K 65 32
                                    


الكُتب همّ اصدقائي الاعزّاء..
قصَائد ملحميّة تحمل الكثير من المعآني،
سيمفونية تطفو حولَ اذنآي
لا تستطيع مفارقتها.

في يومٍ ما كتبتُ رسالهً طويله للنجوم..
ان بريقها لن يدوم..

أسير في الحديقه المعتمة والطيورُ في الارجاء..
تسألُني وترددّ "لمَا تبكي؟"..
اتّبع الليل العميق،صوتك الذي يُغني لجلب الصباح.
خطوه بعد خطوه ..
بزوغ الفجّر وسقوط اشعّة الشمس على عينآي.
مُنهك من الشمس التي تخنقني.
العالم يسلُبني ليدَعني عآري.

ليس هُناك طريقه لأستعيد السيّطره،
يُزعجني شعوري بالضعف..

اقرأ الكتب في كل لَيْله..
استمع لسيمفونية عتيقه..
والثلوج تغطي نافذتي،أصوات الرياح الباردة
نيران في المدفأه تكاد تنطفىء.

لا زلت في امواج صفحات كتابي غَرِيق،
كلمات مكتوبه بحبر عتيق،
كلمات في ثناياها معاني شديده العمق.
تشتد الرياح معلنةً خمود النار واختفاء الاضواء
الضوء الوحيد الذي سَطع هو ضوء القمر

لم اتوقف من ابعاد ناظريّ عن الكتاب،
فقد كنت تائهْ في ثنايآه.
جُفناي يتثاقلان،
غَفوتُ داخل صَفحاته ..

استيقضتُ بسبب اشّعه الشمس التي تحرِقّ جلدي..
هربت فقط، فلم استطع مواجهتها بعد.
لم استطيع تحرير نفسي بعد.

معزول في منطقه نآئيه
في منزلٍ صغير
خائف من الخروج ومواجهه العالم..
اكره هذا.

لقد كنت مُكتفي..
فقد كانت معي كُتبي ومشغل الاسطوانات.

تهطل الامطار في تلك الليلة والنجوم في السماء ‏تشُع
لتخبرني ان كل شيء سيكون على مايرام.

نظرت من حولي، فشدّني البيانو العتيق الخاصّ بأمي
كلما اراه اتذكر المعزوفات خاصتها وابتسامتها التي تعلو شفتيها
كان عزفها يبثُ في نفسي الراحه..

"اسمع صوت صراخ طفل، كان يطلب النجده
من حريقٍ حوله بينما يتأكل اطراف منزله الصغير
وامام عيناه امه تحتضِر..
يبكي بحرقه..بينما انامله الصغيره تمتد لها لكنه لا يصل لها"

اشاح ناظريه عن البيانو وهز رأسه لينسى،  بينما دموعه
على الحافه مُهدده للوقوع في أيه لحظه.

خرج لحديقه تعمها العتمه لطالما كان يذهب لها وحيداً
اثناء جريه..
جفا على رُكبتيه والضعف يتمّلكه
انامله تنغرس في التُربه.
غصّه شديده المراره، انفاسه تكاد تخنقه.
ببطى يرتخي جسده، ببطى يملىء السوادَ عيناه
ليقع مغشيّ عليه.

كوابيس تراوده مجدداً..
وحوش تمسك به وتحاول خنقه
بينما يغرق في سوادٍ يمنعه من التنفُس
وصراخ مدويّ مخيف،
فيبدأون يثرثرون حولَ اُذنيه بكلمات غير مفهومه،
يحاول سدّ اذنيه بيديه ويصرخ بأمرهم بالتوقف
لكنهم لن يتوقفون..
يرى من الانفاق قطار مسرع نحوه..

فجأه استيقضتُ مذعوراً،اتصببُ عرقاً
احاول لقط انفاسي.
لقد كان كابوس.

استقمت في داخل تلك الحديقه المعتمه
اسير بخطوات غيرِ ثابته،
صداع مؤلم.

رميتُ نفسي في تلكَ الليله بين الكتبِ
سَهرتُ الليل كُلَه في اعماق تلك الصفحات
كأي ليله اخرى.

END.

رِسالة.Where stories live. Discover now