P4

6.3K 410 125
                                    

              

فتحت الباب وإتجهت نحو فراشي الذي يجلس عليه جيون جونغكوك . نظر إلي مبتسما وهو يحمل أحد كتبي بيده .

-هل تحب القراءة تايهيونغ ؟

صوته كان أجشا وعذبا لدرجة جعلتني أرغب بإغماض عيناي ولا أفهم السبب.

-إن قراءة الكتب هو الشيئ الوحيد الذي تستطيع فعله بالمستشفي ...

-آه ، نعم . أستطيع تخيل هذا .

نظر إلي فجأة بحزن ، وأنا أكره هذه النظره لا أريد من أحد الإشفاق علي .

-منذ متي ... وأنت .. وأنت هنا ؟؟سألني خجلا

لا أحب بالعاده الحديث بهذا الموضوع ، لكنني لا أريد إخجاله لذلك ..

-أكثر من عام .

-ولماذ....

-لأنني بحاجة لقلب جديد فقلبي لم يعد يعمل ولأنني سأموت بأي لحظة إذا لم أجد متبرعا . قاطعته بغضب

هز رأسه وأنزله لينظر لقدميه خجلا . لم أستطع التحكم بنفسي ولم أفكر حتي بما قلته . قلت ذلك لأنه يألمني أن يسأل أحد عن حالتي وأنا أموت . لكن بريق عينيه عندما أخبرته جعلني أندم ، لا أعلم لماذا لكن قلبي آلمني لذلك المنظر .

ليس صوتي الغاضب أو كلامي الجارح هو الذي وضعه بهذه الحال ، بل لأنه عرف عن مرضي و بأنني سأموت قريبا .

-أنا آسف ، لم أقصد قول هذا بغضب ... فقط لا أحب الحديث بهذا الموضوع ، ولا أريد من أحد أن يشفق علي ..... قلت خجلا من نفسي .

-ل-لا تعتذر .... أنا حساس بهذه المواضيع و ....وأنت شخص لا تستحق هذا . قال بحزن .

عضضت علي شفتاي وهززت كتفاي وكأنني أقول  "إنها الحياة" . نظت إليه لأجد يمسح عينيه ويسألني كيف أريد تمضية وقتي معه .

_________

تمر الساعات والدقائق . ونحن غير مستوعبين كنا نتكلم عن كل شيئ حتي أسخف الأشياء ، عن الأفلام ، الأغاني ، الكتب ، حياته وحياتي .

حكي لي عن كيف أصبح مغني مشهور ، وذلك بربح مسابقة علي التلفاز . لكن هناك شيئ حيرني ... هو يناديني بإسمي ، لا أعرف كيف عرفه لكن ... لاا أضن أنه سأل جين فقط  .

علمت أيضا منه أنه أعزب . لقد كان نظره ينزل لحظات لصدري الذي يظهر من فتحه الزر ، لكنني تجاهلت تلك النظرات . تمر معنا لحظات غريبه لكنني لا ألقي إهتماما.

دق أحدهم علي الباب ما جعلنا نقفز من مكاننا . إنهم المصورون يريدون إلتقاط صورة لنا لوضعها بالمجلة .
جونغكوك قام بإخراجهم وهو يتوعدهم أن يفعلو هذا لاحقا. كنت ندهشا من فعلته وكأنه قد شعر بأنني إرتبكت .أكملنا نقاشنا عن الجولة العالمية التي سيقوم بها أخبري أنه متحمس وقلق بعض الشيئ . في عينيه إستطعت أن أري السعادة و الفخر بنفسه بما وصل إليه ، أما أنا فأجد صعوبة لأحدثه عن ماضي ، عن حياتي ، عن مرضي، لكنه فهم الأمر وبدأ بالحديث بشيئ آخر . وما فعلته سوي النظر بعينيه الامعتان وهو يحكي عن حياته . لقد أخبري أن جولته ستكون الأسبوع القادم .

"الحياة حقيرة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن