الفصل الأول: الرّجَاء

97 3 0
                                    

الرجاء هو أحدي الفضائل الثلاث الكبري التي ذكرها معلمنا بولس الرسول

في رسالته الأولى إلي كورنثوس حيث قال …(الإيمان والمحبة هذه الثلاثة) (1كو13:13) وهذه الثلاثة ترتبط بعضها بالبعض الآخر فالإيمان يلد الرجاء، لأن الذي يؤمن بالله، إنما يكون رجاء فيه، والذي يكون له رجاء في الله، يحبه وهكذا يصل إلي قمة العلاقة بالله في المحبة

*******

،الرجاء قديم قدم البشرية بل أقدم منها

 فأول رجاء عرفة البشر هو رجاء في الخلاص، حينما وعد الرب قائلاً لآدم وحواء (إن نسل المرأة يسحق رأس الحية) (تك15:3)ا

.وظل هذا الرجاء في قلوبهم آلاف السنين حتي تحقق أخيراً في تجسد الرب، وفي صلبه عن البشرية

وحتي الذين لم ينالوا هذا الرجاء، عاشوا فيه، وكما قال معلمنا بولس (لم ينالوا المواعيد،ولكنهم نظروها من بعيد وصدقوها)(عب13:11)ا

.وهكذا رقدوا علي رجاء، إلي أن افتقدهم الرب وارجعهم إلي الفردوس مرة أخري

*******

،علي أن الرجاء كان موجواَ قبل آدم وحواء ن في قصة الخليقة الأولي

 كان هناك رجاء لتلك الأرض الخربة الخاوية المغمورة بالمياه، وعلي وجه الغمر ظلمة (تك1:1)ا

وحقق الله لها هذا الرجاء حينما قال (ليكن نور فكان نور) ورتب الله هذه الأرض الخربة، فإذا بها في أجمل صورة ممكنة، فيها الأشجار والأثمار والأزهار والأطيار. ورأى الله أن كل شئ فيها حسن جداً. ولذلك مهما كانت الأرض خربة في يوم من الأيام ومهما كانت خاوية، ومهما كانت مغمورة بالمياه، ومهما كانت مظلمة، فهناك رجاء أن الله يخرج منها هذه الصورة الجميلة من الطبيعة المملؤة بالجمال التي نراها الان

*******

الرجاء إذن هو شئ هام في الحياة ولو فقد الإنسان الرجاء فقد كل شئ، لأن

الإنسان الذي يفقد الرجاء، يقع في اليأس، ويقع في الكآبة، وتنهار معنوياته، ويقع في القلق، والأضطراب ومرارة الإنتظار بلا هدف وقد يقع بذلك ألعوبة في يد الشيطان، لذلك نقول إن الشيطان هو الذي يقطع الرجاء

أما أولاد الله فباستمرار عندهم رجاء، يعيشون في الرجاء في كل وقت … في الضيقة يعيشون في رجاء، ومهما تعقدت الأمور، ومهما بدا أن الله قد تاخر عليهم، مهما بدا كل شئ مظلماً، هناك رجاء.

*******

،واولاد الله عندهم رجاء أيضاً في الحياة الأخرى

في العالم الآخر في تحقق وعد الرب من حيث ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن ولم يخطر علي بال إنسان. هذه هي الحياة الأخرى التي نجاهد على الرض لكى ننالها. وعلى رأى معلمنا القديس بولس الرسول”إن كان لنا رجاء في هذا العالم فقط، فنحن أشقى جميع الناس”(1 كو 15)ا

حياة الرجاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن