شرح مبسط لنظرية النسبية

نظرية النسبية العامة

(2) نظرية النسبية العامة :

نتكلم الآن عن نظرية النسبية العامة ، وقبل أن نتحدث ينبغي علينا أولا أن نمسح كل الأفكار السابقة من أدمغتنا التي تقول انها نظرية معقدة وصعبة، فهي نظرية فهي نظرية مثل مثلها مثل الجاذبية الدورة الدموية . فقط وضع البعض هالة كاذبة حولها ، وجرت شائعات أنها لا تُفهم _على الرغم من بساطتها الشديدة _ و قديما جدا كانت هندسة إقليدس التي تدرس في المدارس الابتدائية والإعدادية الآن ، كانت هذه الهندسة مقصورة على الفلاسفة ومن لهم اهتمام خاص بالفلسفة والرياضيات ، يعني كانت تمثل منتهى ما وصل إليه العقل البشري من فكر ، أما الآن فطالب الصف الأول الإعدادي يعرف أن مجموع زوايا المثلث مائة وثمانون درجة ، وأن خارج قسمة محيط الدائرة على قطرها يساوي النسبة التقريبية (ط) و أن أقصر مسافة بين نقطتين هي الخط المستقيم ، وصار الأمر بسيطا جدا بعيدا عن التعقيد.

اسمحوا لي الآن أن أشرح النسبية العامة بأسلوبي الخاص :

فلنبدأ إذن بالتخيل !!
تخيل مثلا لو أنك ركبت سفينة فضائية ، وانطلقت بها خارج الأرض ، ماذا ستجد في طريقك ؟ ستجد فضاء وظلاما وكواكب المجموعة الشمسية ، فلتتخيل أنك تجاوزت ذلك و أصررت على مواصلة انطلاقك ، ماذا ستجد؟ المزيد من الكواكب و النجوم والفضاء والظلام ، نفترض أنك تجاوزت ذلك كله ، ماذا ستجد أمامك ؟ ستجد المزيد والمزيد من النجوم والكواكب والفضاء والظلام .
ملحوظة على الهامش : الغالب على الكون هو الفراغ وليس المادة (المغروفة لنا على الاقل) ، فالنجوم والكواكب في الفضاء بينها مساحات شاسعة جدا جدا جدا ، ولهذا ندُر أن تتصادم الأجرام السماوية بسبب اتساع المسافات الخرافية بينها

ملحوظة أخرى على الهامش : سيبدو الكون لك مظلما بمجرد أن تتجاوز الغلاف الجوي للكرة الأرضية ، مع أنك ستكون على نفس المسافة تقريبا من الشمس ، والسبب في هذا هو أن الذي ينشر الضوء في الأرض هو الغلاف الجوي ، فالضوء يتكسر حينما يسقط على الغلاف الجوي وينتشر و ينتشر و ينتشر وينتشر، وبهذا تضيء الكرة الأرضية ، بينما في الفضاء لا يوجد غلاف جوي ولا حتى حتى غلاف بسكويت ، ولهذا نرى النجوم المضيئة و قد نرى انعكاس الضوء عن الكواكب المعتمة ، بينما يكون باقي الكون (الفضاء) ظلاما دامسا .

نكمل مسيرتنا بالسفينة الفضائية ! ماذا سنجد أمامنا ؟ سنجد نجوما وكواكب وفراغا وظلاما ثم نأتي هنا إلى نظرية نيوتن الكلاسيكية :
حسب هذه النظرية فإن كثافة الأجرام السماوية أمامنا ستقل وتقل وتقل حتى نصل إلى< فراغ لا نهائي ، فراغ سرمدي لا نهاية له ، فبتطبيق قوانين الجاذبية النيوتينية ، سنجد تصور الكون كالآتي :

(1) منطقة في مركز الكون بها أكبر تواجد للأجرام السماوية (كثافة عالية للأجرام)
(2) الذي يحيط بهذا المركز مناطق تقل بها الأجرام السماوية تدريجيا بالبعد عن المركز.
(3) بتناقص الأجرام السماوية (قلة الكثافة السكانية !! ) نصل إلى منطقة ممتدة إلى مالا نهاية ، وهذه المنطقة فارغة من أي مادة ،فلا يوجد بها كواكب أو نجوم أو أي شيء.