P6

10.9K 550 219
                                    

مضي يومين ، عندما نهضت من فراشي ولم أجده ، لكن رائحته كانت موجودة . لقد وبخني أهلي لأنني لم أحضر الصف ، لكن لم أستكع تركته يومها .

مضي يومين منذ آخر مرة رأيته فيها ، لم يحضر للمدرسة منذ ذلك اليوم ، لقد إنتضرته لكنه لم يأتي ولم يشكرني حتي علي ما فعلته من أجله . لهذا أنا هنا .... انا بالمكان الذي يجلس به تاهيونغ دائما ليرى النجوم، عند البحيرة .آخر مرة رأيته بها هنا كان يبكي

تمددت قرب البحيرة ونظرت للساعة بيدي ، إنها منتصف الليل لابد من أنني جننت لكي آتي بهذا الوقت لأراه ، لا أعلم لما أنا هنا حقا لكنني أجلس بمكانه .

نظرت نحو النجوم وصوت ماء البحيرة يداعب سمعي ، إحساس جميل أن تلتمس العشب بيديك ، أغمضت عيناي وتركت الهواء يداعب شعري . فجأة سمعت وقع أقدام . إنه هو . أعلم أنه تاهيونغ. إنه الشخص الوحيد الذي يأتي لهذا المكان بمثل هذا الوقت ، لم أستدر بل ضللت مغمضا عيناي وأنتضر وصوله وهو يقترب .
جلس أمامي بهدوء ففتحت عيناي ونظرت حوله ، نظرت إليه وأنا أدقق بوجهه . نظرته فارغة وحزينة بنفس الوقت ، هو لا يضحك لكنه لا يبكي أيضا وهذا يريحني لأنني لا أريد رؤية دموعه مثل آخر مره ... ذلك أثار في شيئا غريبا . بقيت أنظر نحوه بتمعن أحاول قراءة حزنه ، رغم أنني أعلم أنني لن أنجح.

-لماذا تنظر إلي ؟

قفزت من مكاني . لم ألحظ أنني أطلت النظر إليه ، أنا فقط لم أستطع إبعاد عيناي عنه ،.
حاولت إستجماع نفسي وإيجاد مببر لكن ..

-لماذا تتجنبني ؟ سألت بصوت خفيف

-لماذا تتبعني ؟

لقد قال هذه الكلمة بصوت لم أستطع التعبير عنه وهذا أربكني . ربما أنا أتبعه لأراه فقط ... أرغب بأن أراه وأطمئن عليه ، ربما أحاول أن أعرفه أكثر ، أن أعرف سبب حزنه ... لكن لم أفكر بالرهان أبدا فوجوده كالسحر ينسيني كل شيئ .

نظرت نحوه مرة أخري بتمعن ، لدي إحساس بأنه لا يريد أن ينظر بعيناي لأنه يتجنبها لهذا هو ينظر للبحيرة

-أنا هناا... لكي ، أري إذا تحسن وجهك من المره السابقه ...

أنا أقول كلاما فارغا ، أتيت منذ البداية  لكي أراه ولكي يشكرني علي ما فعلته معه . لكن فورما جلس أمامي نسيت كل شيئ ، حتي أن رغبتي بأن يشكرني ذهبت والآن أنا مرتبك ... لأنني حقا لا أعلم لما أستمر بالبحث عنه .

أنزل رأسه وعض علي شفتيه بخجل .

-أنا ب..بخير . قال ونظر أخيرا نحو وجهي

لا تزال نظراته نفسها .فارغة وحزينة . رغم أن لون عينيه البني يلمع بطريقة جميلة إلا ان الحزن يسيطر عليهما . لا تزال الكدمات علي شفتيه وفكه . أرجعت نظري نحو عيناه ، كانت جدتي تقول لي إن أردت أن تعرف  مدى حزن شخص ما أنظر لعيناه . وهذا ما أراه بعيناه . الحزن.  لقد تعمقت بعيناه جدا وضعت هناك . إنها المرة الأولي التي أقابل بها شخصا يملك نظرة مثل نظرة تاهيونغ . فارغة وحزينه .
أدار رأسه فجأة وهذا ما جعلني أفيق من شرودي .

"الرهان اللعين"Où les histoires vivent. Découvrez maintenant