ما بين الماضي والحاضر

31.4K 1.2K 282
                                    

-"لا تذهب .لاتصدقهم .انا لستُ مجنونه
أنا فقط أشعر بالتعب بداخلي..لقد وعدتني انك لن تتركني..ارجوك أبقي. أنا أعلم أني مُتعبه لكن أنا معك بمرور الوقت ساستطيع ان اتحسن سأستطيع ان اكون انا مره اخري ساستطيع ان ارجع انا الحقيقيه التي شوهتها الحياة
ارجوك لا تذهب أنا أحتاجك،أعدك أنني لن اتمرد وسأفعل كل ما تطلبه مني فقط عد
لا أريد ان أكون وحيده مره اخري ،انا أكره ذلك اكره شعور الوحده ،ومعك انت لا أشعر بالوحده
فقط أبقي أرجوك"أردفت باكية مترجية

قلبي يؤلمني ،معرفتي أنها بحاجة الي وأنا أقف مكتف اليدين ،ذلك يؤلمني، نبرة الرجاء بحديثها ذلك يؤلمني أيضاً ،بكائها وشهاقاتها ما بين كلماتها ذلك يؤلمني
وبمعرفة أنني سبب بكائها ذلك يمزقني
ووعدي لها بالا أتركها وها أنا أفعل
ذلك يقتلني

أنا محير الأن ومخير بين طريقين
أن أتركها وأذهب ولا أنظر لها وأعلم أني سأندم بقية حياتي
أما أن أنظر للخلف وأرها وارقض اليها واحتضنها وافي بوعدي وسنتعرض للخطر

فكرة أن ما سأختاره أنا سيكون مصيرها هي ذلك عبء علي ومسؤلية كبيرة أنا لستُ أقدر
عليها

هل يجب علي الألتفات
أم امضي قدماً واتركها تنهار وحدها بدوني

_عودة الي الماضي_

اليوم أتاني عمل جديد في إحدي البيوت او بدقه في إحدي القصور
فتاة مريضة نائمة علي السرير في غرفة منعزلة عن باقي غرف القصر
مهمتي مجالستها ومتابعة حالتها بما أنني طبيب
لكني شعرت بأن هناك نقطة مفقودة، تقرير حالتها يخبرني انها كانت في حالة سكر وهي تقود سيارتها لتصنع حادث سيارة ثم تسقط سيارتها في الماء
لتسقط في غيبوبه عام

أنا طبيب مجالس أي أنني أجلس مع المرضى في منازلهم أتابع حالتهم ،وفي خلال أوقات فراغي الطويلة أقراء الكثير من كتب الطب ولغة الجسد وعلم النفس

لذا بخبرتي السابقه أستطيع أنْ أجزم أنّ تلك الفتاة في تلك الغيبوبة ليس أقل من سنتين
أستطيع معرفة ذلك من موضع جسدها وأيضا جلدها،
ومعرفة أنهم كذبوا علي في فترة بقائها نائمة فذلك يشعل الشكوك داخلي

أيضا أظن أنها لم تكن في حالة ثمالة
فملامح وجهها لم تكن غير واعية بل ملامح وجهها تدل علي الخوف والذعر أي أنها كانت واعية تماما قبل حدوث الحادث
وأيضا أعصاب يديها وقدميها مشدودة أي أنها كانت تستطيع التحكم بأعصابها وذلك يؤكد حالة الذعر التي كانت بها ويؤكد علي عدم سكرها لأن السكران لا يستطيع التحكم في أعصابه ودائما ما تكون مرتخية وذلك عكس ما اراه

اعلم أنه مر أكثر من عامين ولكن تلك الأثار تبقي في الجسد، لأن العقل الباطني مايزال يتخيل الوضع اثناء الحادث ويعطي نفس الإحساس والحراكات

ينتابني شعور بأن هناك شئ كبير خلف إخفائهم لتلك الأمور

أول يوم لم أقابل أحد من أقاربها بل كانت إحدي الخادمات هي من اعطتني ورق حالتها وشرحت لي الوضع

انتابني شعور بالغضب والحزن الطفيف لترك أهلها لها بتلك الحاله ولم يأبهوا إذا كنتُ جيد لاعتني بها أم لا

ولكني تخطيت الأمر

دخلتُ غرفتها لأُلقي نظرة عليها شعرتُ بألم طفيف في قلبي لرؤية فتاة بوجه برئ بتلك الوضعية
ولكن كعادتي تخطيت الأمر فأنا مازلت لا أعلم حقيقة الأمر بعد لذا لا يجب أن أحكم مشاعري في الأمر بعد

رتبت أغراضي ووضعت ثيابي في الدولاب وكتبي في المكتبة الصغيرة لألقي نظرة علي ذلك السرير الصغير بجانب خاصتها

بالطبع يجب أن أبات معها حتي إذا حدث أمر مفاجئ ليلا

وبعد إنتهائي من توضيب أغراضي وتغير ملابسي جلست علي كرسي أمام سريرها أقراء بتعمق سجلها المرضي

الاسم:زي هارا
العمر:25 سنة
بداية مرضها:1/12/2015
حالتها:حادث سير وسقوط في الماء مما أدي إلي خلل بعض الخلايا الدماغيه
وحالتها إلي الأن مستقرة

لا شئ مفيد علي الاطلاق لا شئ يساعدني علي إيجاد العلاج لايقيظها

تركت ملفها وامسكت مدونتي الصغيرة وكعادتي أسجل بها كل معلومة جديدة

زي هارا اسم الفتاة "ملحوظة لقد اعجبني الاسم"
*كتب ذلك بخط خفيف علي جانب اسمها ولا يدري لماذا سوى أنه وجد نفسه يفعل ذلك*

25 عمر زي هارا

واخذ يكتب بعض تحليلاته لحالتها
ليضع مدونته في جيبه

-"مرحبا زي هارا كيف حالك
أنا أدعي هيوك لدي 28 عام
أنا أكبركي ب3 أعوام
حسنا هل يمكنني أن اصبح صديقك
لدي الكثير من الاحاديث التي اريد أن أخبر أحدهم بها لذا أفضل أن يكون أنتي ذلك الشخص
بالمناسبه لقد أعجبني اسمك كثيرا

حسنا سنجعل اليوم للتعارف وغدا سنتحدث معا أكثر"

●●●●●●●●●

هو يعلم أن المريض الذي في غيبوبه يستمع لمن يتحدث بجانبه وكأنه حلم

ويستخدم تلك الوسيلة لتعزيز ثقتها به وليشعرها بالأمان ويقدم أستيقاظها

هو خبير في العلاج النفسي ودائما ما ينجح في ذلك لذا هو واثق بنفسه

يستطيع أن يفعلها
يستطيع أن يجعلها تستيقظ
هو مؤمن بذلك

فولدمورتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن