َ 🔷🔹ما قبل النوم🔹🔷
➰. ثواني قبل الحدث .➰
...🔛...وقف في المحطة مزهوّاً ببدلته العسكرية الأنيقة ، وراح يراقب وجوه الناس وهم ينحدرون من القطار واحداً بعد الآخر ، كان في الحقيقة يبحث عن وجه إمرأة يعرفها بالمراسلة ، لكنه لم ير وجهها قط قالت له بأنها ستعلق على صدرها وردة حمراء ليتمكن من أن يميزها من بين مئات المسافرين ،،،
لقد بدأت معرفته بها منذ حوالي ثلاثة عشر شهراً ، كان ذلك في المكتبة العامة عندما أختار كتاباً وراح يقلب صفحاته ، لم يشده ما جاء في الكتاب بقدر ما شدته الملاحظات التي كتبت بقلم الرصاص على هامش كل صفحة ، أدرك من خلال قرائتها بأن كاتبها إنسان مرهف الحس دمث الأخلاق ، وشعر بالغبطة عندما قرأ إسمها مكتوباً على الغلاف باعتبارها السيدة التي تبرعت للمكتبة بالكتاب ،،،
ذهب إلى البيت وراح يبحث عن إسمها حتى عثر عليه في دليل الهاتف ، كتب لها ومنذ ذلك الحين بدأت بينهما علاقة إحترام وتبادل للمعرفة عبر الرسائل الكثيرة التي تبادلوها ، خلال تلك المدة اُستدعي للخدمة وغادر بلده لمهمة حربية تم تكليفه بها بعد غياب دام عاماً عاد إلى بلده وأستأنف علاقته بتلك السيدة ، أتفقا على موعد لتزوره ، وبناء على ذلك الموعد راح في الوقت المحدد إلى محطة القطار المجاورة لمكان إقامته ، شعر بأن الثواني التي مرت كانت أياماً ، وراح يمعن في كل وجه على حده ،،،
لمحها قادمة بإتجاهه ، وقال في نفسه : إنها هي يا إلهي كما كنت أتخيلها...! ، إستجمع قواه وأقترب بضع خطوات باتجاهها مبتسماً وملوحا بيده ، كاد يُغمى عليه عندما مرّت من جانبه وتجاوزته ، ولاحظ خلفها سيدة في نهاية الأربعين من عمرها ، إمتد الشيب ليغطي معظم رأسها وقد وضعت وردة حمراء على صدرها ، تماماً كما وعدته المرأة التي يعرفها بالمراسلة أن تفعل ،،،
شعر بخيبة أمل كبيرة : ياإلهي لقد أخطأت الظن...! توقعت بأن تكون الفتاة الشابة الجميلة التي تجاوزتني هي التي أنتظرتها أكثر من عام ، لأفاجئ بإمرأة بعمر أمي ، أخفى مشاعره وقرر في ثوان أن يكون لطيفاً ، لأنها ولمدة أكثر من عام ـ وبينما كانت رحى الحرب دائرة ـ بعثت الأمل في قلبه على أن يبقى حياً ، أستجمع قواه ، حياها بأدب ومدّ يده مصافحاً : أهلا بك ، أتوقع بأنك السيدة مينال...!؟ ثم أشار إلى المطعم الذي يقع على إحدى زوايا المحطة : تفضلي لكي نتناول طعام الغداء معاً ،،،
فردت : يابني ، أنا لست السيدة مينال ، ولا أعرف شيئاً عما بينكما ، ثم تابعت تقول : قبيل أن يصل القطار إلى المحطة إقتربت مني تلك الشابة التي كانت ترتدي معطفاً أخضر ومرت بقربك منذ لحظات ، وأعطتني وردة حمراء وقالت : سيقابلك شخص في المحطة وسيظن بأنك أنا ، إن كان لطيفاً معك ودعاك إلى الغداء قولي له بأنني أنتظره في ذلك المطعم ، وإن لم يدعوك إتركيه وشأنه ، لقد قالت لي بأنها تحاول أن تختبر إنسانيتك ومدى لطفك ، بادرها شاكراً وركض باتجاه المطعم ،،،
اللحظات الحرجة في حياتنا هي التي تكشف معدننا وطيبة أخلاقنا ، الطريقة التي نتعامل بها مع الحدث ، وليس الحدث بحدّ ذاته ، هي التي تحدد هويتنا الإنسانية ومدى إلتزامنا بالعرف الأخلاقي ، ظن ذلك الشاب في أعماقه بأن تلك المرأة التي تبدو بعمر والدته قد غشته ، ولم تكن الفتاة التي بنى أحلامه على لقائها ، ومع ذلك لم يخرج عن أدبه ، بل ظل محتفظاً برباطة جأشه ، تذكر كلماتها التي شجعته على أن يبقى حياً ومتفائلاً خلال الحرب ، وحاول في لحظة أن يتناسى حلمه ، فكان لطيفاً ودعاها إلى تناول الغداء ،،،
...🔚... *مثل صيني* : إذا استطعت أن تسيطر على غضبك لحظة واحدة ، ستوفر على نفسك مائة يوم من الندم ،،،
┈┅•٭ *إنــتــهــت* ٭•┅┈
🕰🔔⏰🔔⏱🔕📲
🔖..أوتر قبل أن تنام وأمسك وضوءك وأختم يومك بذكر الله...أذكار النوم...
http://v.ht/tL91414221📲🔖..سورة المُلك
http://v.ht/TeL91414221📲♠مع العلم الإقامه بعد الأذان ب25 دقيقه...
♣لتذّكير قبل نومك ضع منبه هاتفك بتوقيت صلاة الفجر لتكسب أجر نية القيام لأدائها...
🔖^〰〰^🔖
أنت تقرأ
ما قبل النوم!
Randomحكايات قصيرة بها حكم وعبرة ستستمتعون كونوا على ثقه ! •ليست من كتباتي اعترف • لكن احبب أن اعرضها لكم لعشقي لها 💔🙏🏽