الحياة الإيجابية

أحب نفسك

...احب نفسك، دللها، اعشقها، افتخر بها،  كن ممتنا لها ولجسدك ولكل الوظائف العظيمة التي يؤديها.

أول خطوة لتكن شخصاً ايجابي هي أن تحب نفسك. عندما تحب نفسك تصبح قادرا على حب الاخرين.
حبك لذاتك يعطيك طريقا واضحا لفن حب الآخرين بل انه يجعل الرؤية خارقه ويمنحك القدرة على منح الحب للآخرين فكيف بإنسان لم يستطع حب ذاته أن يمنح إنسانا آخر مساحه من الحب !!

الكثير منا يضع سعادة الاخرين قبل سعادته،  يضحي برغباته من اجل رغبات الاخرين، يبذل طاقته من اجل ارضاء الاخرين..تخيل للحظة انك تضع نفسك اولا، وانك تعاملها كما تعامل شخصا عزيزا على قلبك، فمن يستحق هذا الحب اكثر منك؟

قد ينظر الكثير إلى حب الإنسان لذاته على أنه نوع من النرجسية والأنانية، وهذه الحالة تكون إذا زاد معدل حب الذات عن الطبيعي، وتحوّل إلى المبالغة في تفضيل الذات والمصلحة الشخصية على ما سواها حتى إذا كانت مصالح الآخرين، إلا أن الأمر له وجه آخر يتعلّق بحب الذات من منظور الاحترام والثقة بالنفس والرضا عن الحال، ما يزيد مكانة الإنسان وقيمته، ويعتبر أولى الخطوات نحو العلاقات الاجتماعية الناجحة والحياة المستقرة.

فعندما تحب نفسك ستستطيع النظر إلى الأشياء والأشخاص والحياة بمنظور أفضل وأكثر إيجابية،
وستصبح شخصا أفضل، لكون ذلك يحسّن الحالة النفسية والعاطفية، التي تنعكس إيجابيا على الصحة والحالة الجسدية.  كما أن حب الذات سيمنحك طاقة إيجابية  تساعدك على مواجهة تحديات الحياة، وتزيد من ثقتك بنفسه وشعورك بقيمتك، ما ينعكس إيجابياً على حياتك العملية والاجتماعية ، وتجعلك ناجحا سواء في عملك أو محيطك الاجتماعي.

قد يسأل البعض كيف احب ذاتي؟
  *  ان تحب ذاتك يعني ان تعتني فعلياً بكل وجه من شخصك وهذا يظهر في امور بسيطة: كالغذاء، الاعتناء بجسدك، انهاء علاقة مؤذية لا تحقق لك شيئا....
   *  ان تحب ذاتك يعني ان تتقبل ذاتك كما انت، وان تقبل بمن تكون، ان تقبل حتى كل الاشياء التي تحاول تغييرها في نفسك. فقبول نفسك هو الخطوة الاساسية في مسار التغيير لانه يمنحك اساسا صلبا تقف عليه وانت تسعى لبلوغ الافضل..
فالحكم على الذات و التقليل من قيمتها،  وإحباطها كلها أمور شائعة جدا ولكنها لا تؤدي الى أي مكان،  بل هذا يستنفد طاقتنا التي نحتاجها في صنع التغيير.
  كل شخص منا،  يسعى أن يتطور جسدياً،  عقليا، اكاديميا او اجتماعياً.... ولكن عليك أن تفصل بين الجزء الذي تحب تغييره وبين كيانك لانه لا يشكل اساس ذاتك...

 
  *  ان تحب ذاتك يعني ان تكون لطيفاً مع ذاتك، قدم لنفسك في المناسبات هدايا، او عطلة..كافئ نفسك بعد امتحان صعب او يوم عمل شاق، احتفل بالاحداث المهمة وحدد الاولويات في حياتك، والاهم من هذا ان كله ان تتكلم مع ذاتك بطرق اكثر لطفاً وأقل قساوة وحكما. اوقف النقد داخلك، هذا النقد الذي يذكرك بحدوديتك،  ويخوفك من الفشل، عندما تواجه موقفا او تحديا قدم لنفسك تأكيدات ايجابية مثل : انا استطيع، يمكنني فعل ذلك..انا اثق بنفسي، انا اؤمن بقدراتي..
تذكر دائما انجازاتك الشخصية، كلنا نملك لحظات نفتخر ونعتز بها، لا تنظر اليها وكانها حدثت بحياة شخص اخر فان تكون متواضعا شي و ان تكون لا مباليا شيئ اخر.
لا تبالغ في اخذ نفسك على محمل الجد،  تعلم من اخطائك، وتعلم ان تضحك عليها،  وعلى المواقف السيئة، فهذا يمنعك ان تكون قاسيا مع ذاتك عندما تواجه الخيبة او عندما لا تكون على مستوى توقعاتك.
الشخص الوحيد الذي لن يخذلك هو انت، لذا امض قدما، عندما تبدأ قوتك الذاتية بالتراجع كن اول من يعطيها دفعا، اعد اكتشاف ما لا تلاحظه من قواك الذاتية، أطر نفسك عندما تشعر بالضعف،لا تنتظر شخصاً اخر ليعطيك إطراء يرفع من معنوياتك،  فلا يوجد أي شخص يعرفك أكثر مما تعرف نفسك.

لا تنتظر من الاخرين ان يمنحوك الافعال والتصرفات الخيرة،  فكيف تتوقع من اصدقائك ان يكونوا متفهمين لك، ومن شريك حياتك ان يكون محبا ومتسامحا، ومن عائلتك ان تكون منفتحة،  في حين لا تمنح تلك الفضائل لنفسك ولا تكون لطيف مع ذاتك؟ لماذا تأمل ان يحترمك الاخرون في حين لا تفعل انت ذاتك؟ لذا عليك ان تمنح الفضائل لنفسك فلا احد قادر على ان يحبك ويعطيك تماما ما تحتاج إليه أكثر منك انت.

   * ان تحب ذاتك يعني ان تكون ممتنا للحياة،  فكلما قدرت الحياة الممنوحة لك كلما احببت نفسك وحياتك أكثر. عليك اتخاذ القرار: بإمكانك التأفف من صحتك أو الإحتفال بأنك على قيد الحياة،  بإمكانك أن تأسف على قلة الأصدقاء لديك أو بإمكانك أن تخرج لإكتشاف علاقات جديدة، بإمكانك التذمر لأنه عليك الذهاب الى العمل،  او بإمكانك أن تصرخ فرحا لأن لديك عمل.. الحياة تمتد أمامك  بانتظار إعطائها شكلا ما، انه عائد لك ان تختار أي نوع من الحياة تريد أن تعيش.
  حياتك هي ملك لك،كن ممتنا لكل ما تملك، ركز على ما تملك بدلا من التركيز على ما لا تملكه. لم يمنح جميع الناس الحواس الخمس فكن ممتنا ان كنت تملكها كلها، ليس الجميع محظوظين برفقة والدهم ووالدتهم في فترة نموهم، لذا، فأيا كانت مشاكلك مع والديك، افرح لأنهما كانا الى جانبك. كن شاكرا لما أنت عليه،  ثمّ حاول أن تبني عليه وتطوره.
استمتع بكل شيئ في حياتك وبكل جزء من تفاصيل حياتك واصنع الأفضل بها. لا تؤجل سعادتك، كن ممتنا لما أنت عليه الأن، اليوم، واستمتع به بالكامل. ..

اقوال احببت أن أدرجها في هذا الفصل :

(النجاح الوحيد في الحياة هو أن تستطيع أن تحيا حياتك بالطريقة التي تريدها ) كريستوفر فرمورلى 

(لا تبحث عن الأخطاء ولكن ابحث عن العلاج ) ويليام شكسبي

(محبة الذات هي بداية رومنسية تستمر مدى الحياة)  أوسكار وايلد

...................................................................
انتهى البارت الأول
أتمنى أن ينال اعجابكم
لا تنسوا التعليق والاعجاب (-: