عش بالحاضر

1.6K 67 11
                                    

"إذا أردت أن تعيش سعيدا فعش يومك"

إنك لا تستطيع أن تحمل ثلاثة هموم متراكمة في وقت واحد: هم الماضي، وهم الحاضر، وهم المستقبل. فلا بد أن تختار منها واحدا؛ فهل تختار هم الماضي الذي ذهب ولن يعود؟
أم هم المستقبل الذي لم يأت بعد؟
إذن لم يبق سوى هم الحاضر.

إن الماضي والمستقبل لا وجود لهما إلا عندما تفكر فيهما، فهما من دنيا الآراء والأفكار، وليسا من الواقع والأحداث، فلماذا نجهد أنفسنا في صنع الحسرات على الماضي، أو على المستقبل؟!.

إن كثيرا من الناس يعيشون في حالة من القلق الدائم على أمور لم تحدث لهم، أو أنها حدثت لهم ولكنهم لا يملكون القدرة على تغييرها.
وهكذا فإنهم يجعلون حاضرهم تحت رحمة الماضي، أو المستقبل. مما يؤدي بهم إلى الشعور باليأس، والقلق والإحباط والضيق.
وأمثال هؤلاء (يؤجلون) شعورهم بالبهجة والسعادة، ليوم لا يأتي. أو أنهم (يبيعون) هذا الشعور بيوم مضى ولن يتكرر.
إن الذين ينتظرون يوما أفضل من يومهم لا يسمحون لعقولهم بأن تعمل بما يضمن لهم عمل الأفضل في المستقبل، بل أنهم سوف يكررون نفس الأعمال التي تسلب منهم الشعور بالبهجة والسعادة في أي وقت.

....إن التركيز على اللحظة الراهنة فن عظيم يمنحنا وسعاً لا متناهيا لرؤيه الأشياء بأبهى صورها ، إن الغوص فى اللحظة الراهنة فن عظيم بعيداً عن السرحان فى أفكار الماضى وما جرى ولماذا جرى وهل كان بالإمكان تعديل مسار حياتنا وهكذا أسئلة مقلقة لا تنتهى وفى الحقيقة إن الماضى ما هو سوى حفلة من الأشباح وقد يستغرق الناس فى القلق بشأن المستقبل وما تخفيه لهم الأيام ,ثم يكتشفون بعد معاناة  طويلة أن القلق من المستقبل لم يكن سوى مجموعة من الأوهام

    في مقدورك الاستمتاع بلحظة الحاضر والتي غالباً ما تبحث عنها رغم أنها مرافقة لك, وذلك إذا أطلقت لنفسك العنان لتهيم في تلك اللحظة.غُص في تلك اللحظة بكل جوارحك وتجاهل الماضي الذي قد ولى وتخلص من عادة العكوف على التفكير في المستقبل الذي لم يأت أوانه بعد. اغتنم لحظة الحاضر وعض عليها بالنواجذ وكأنك لا تملك سواها. وتذكر دوماً أن الأماني والآمال والأسى هي المقدمات الخطيرة التي تؤدي بك إلى ضياع الحاضر من بين يديك.

   غالباً ما يؤدي تجنب الحاضر إلى نوع من المثالية في التفكير في المستقبل. فيمكنك أن تهيم بفكرك وتجول بخواطرك ظاناً أن هناك لحظة معجزة ستتغير فيها حياتك وستنعم فيها بالسعادة التي تنشدها. فقد تقول لنفسك إن حياتي ستبدأ "حقيقة" حينما يتحقق هذا الأمر أو ذاك؛ كأن تتخرج أو تتزوج أو تُرزق بطفل يملاً عليك حياتك أو تحصل على ترقية في وظيفتك. وغالباً ما نكتشًف بعد أن يتم لنا هذا الأمر أن النتائج لم تكن على النحو وعلى المستوى الذي كنا ننتظره. فمهما استتب لنا الأمر فلن يكون على قدر المثالية التي فكرنا بها من قبل.

في الواقع حينما لا يصل حدث كنت تترقبه إلى مستوى توقعاتك, تنتابك حالة من الاكتئاب فتظن أن المخرج منها هو أن تهيم بتفكير يغلب عليه المثالية في المستقبل في المستقبل ثانيةً. لا تجعل هذه الدائرة الخبيثة أسلوباً تحيا به أو طريقة تعيش عليها. بوسعك أن تقطع هذه الدائرة الخبيثة الآن. استأصلها من خلال تشبثك بلحظة الحاضر.

..
    يقول أحدهم: “في حين ننشغل بعمل خطط أخرى، فإن أطفالنا ينامون وأحباؤنا يبتعدون عنا ويموتون، كما يسوء مظهر أجسامنا وكذلك فإن أحلامنا تنسل من بين أصابعنا. باختصار، فإننا نضيع حياتنا”.

..

إن كل عمل متميز هو نتاج نسيان النفس وما حولها أثناء لحظة العمل والاستغراق فيها بشغف وحب من أعماق القلب وإن ذلك لن يتم إلا عندما نغرق أنفسنا كلياً فى اللحظة.

هذه دعوة من القلب , للتوقف والتركيز على اللحظات الجميلة التى تنير قلوبنا بالبهجة قبل الانحدار نحو موجات الماضى والامه وغامض المستقبل ومخاوفه أغمر نفسك فى اللحظة الراهنة واستغرق فيها وأجعل نفسك تذوب فيها , إن حياتنا أمانه إلهية فى أعناقنا.

وأيامنا المعدودة منحة ربانية فهل نحن أهل للأمانة ؟

كل لحظة من حياتك هى هبة إلهية غالية ، تمسك بها بشدة ومن أعماق قلبى لكى تعيشها بكل جوارحك ، وتضيف عليها من لمساتك الإنسانية حتى تشع كالنور على الناس من حولك ، عش اللحظة وكأن الدهر كله مكنون فيها ، هناك كثيرون الذين ينتهزون اليوم لينجزوا أعظم أهدافهم ويحققوا أغلى أمانيهم والكثيرون الذين يعيشون اليوم على أكمل وجه ، فلماذا لا تكون أحدهم.

توقف عن الشعور بالأسى على الماضى والقلق من المستقبل وعندما تمسك بلحظة البهجة أمسك بقوة وحلل أسبابها وكيف تسربت تلك اللحظة البهيجة إلى قلبك حتى لا يفوتك إستعادتها مرة أخرى..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 09, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الحياة الإيجابية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن