المقدمة و بداية الإنقلاب

48 2 2
                                    

كارل سميث ، ضابط شرطة ،
باريس ، العاشر من تموز ٣٠٢٠م
استيقظت صباحاً في إحدى أيام سنة ٣٠٢٠م في فصل الصيف و مارست نشاطات الحياة المعتادة في صباح يوم مشمس في إحدى شوارع فرنسا ففجأة رأيت طائرات هليكوبتر من مسافة بعيدة و هي تسطو سطواً مسلحاً على إحدى متاحف فرنسا المخضرمة و هو "اللوڤر" فإتصلت بسرعة على إيدوارد باتريك من مركز شرطة المدينة فأجاب بعد لحظة من الإتصال قائلاً ، إنهم عصابة أفلاكتون يهاجمون مجدداً و بقسوة . فرد كارل مسرعاً ، سآخذ تاكسي و أقدم بأسرع وقت ممكن ... . و من ثم إلتقا هما الإثنان في منتصف الطريق الواصل للمتحف و أمضيا مسرعين إلى المتحف فإلتقيا سويةً بقائد العصابة لحظة وصولهما لمدخل المتحف ، قال لهما ، أتظنون أن كل هذا التطور بفضل الحثالات القدامى الذين نبشت قبورهم منذ أجيال ؟ ،  يجب أن يحدث هناك تغييراً و إلا ستنتهي هذه البشرية ونحن نهتم بترهات الماضي ، علينا المضي قدماً! .. و بعد هذا مباشرةً حتى أنه لم يتوفر وقت لبدء كارل أو إيدوارد بالكلام ، قدمت جميع دوريات القوة الخاصة الخاصة بالمدينة باريس و وجهوا الأسلحة بإتجاه كاستكموف أفلاكتون الذي يقود السطو المسلح العنيف و سُجِنَ في السجن الدولي لكن هذا لم يكن الظفر الساحق حيث أن أفراد العصابة قد سرقوا كافة المخطوطات و اللوحات العالمية التي كان لها أثر كبير في تطور الثقافة و النهضة البشرية ! .. . في مركز شرطة المدينة تم إستدعاء كاستكموف إلى غرفة الإستجواب للحصول على إجابات .. قدم إدوارد و كارل و بدأ إدوارد بالحديث ، ما هو الهدف اللعين الذي تسعون من أجله أنتم ؟! فأجابه أفلاكتون بكل ثقة ، ما الفائدة مما مضى منذ سنين ؟ ، هل سيفيدنا في الوقت الحالي ، فبكل بساطة نأخذ المخطوطات القديمة و اللوحات و غيرها من الأغراض عديمة الفائدة التي لا تساوي شيئاً بمقارنتها بما نملك نحن الآن! و نبيعها للإستفادة منها بدلاً من إبقائها في مكان لعين و يأتي أناس حمقى لزيارتها ، ما موجود الآن هو الذي يستحق الفخر . فأجابه إدوارد بإستغراب ، أليست السياحة قائمة لحد الآن ، ماذا بك أأنت أهبل ؟ بالتأكيد سيُجنى الكثير من زيارة الناس لهذه 'الأماكن اللعينة' كما قلتَ أنت و إلا فأنتم تسعون لتحقيق أرباحاً شخصية لا أرباحاً للدولة بصورة عامة! فأجاب الآخر بصوت عالٍ ، هكذا نحن و هذا مكسبنا منذ زمن! أنت لا تعلم ماذا جرى للأغراض اللعينة منذ العشرة قرون الآخيرة ، إنها بلا فائدة بحق فلذلك فإن السياحة لزيارة هذه الأغراض ستكاد تكون معدومة في السنين القادمة فنحن نقلل من إمكانية حدوث الكارثة القادمة لإقتصاد البلاد ! فأجاب كارل بدلاً من إدوارد بعد أن رآه قد إقتنع بما قاله كاستكموف ، أنت مجنون بحق أتظن أن الآثار المكتشفة مؤخراً سيزيد إقبال الناس عليها أكثر من الآثار القديمة! كما قال إدوارد منذ البداية ، أنتم لا تأبهون لإقتصاد بلاد أو كارثة قادمة ، وتحقيق الأرباح لأنفسكم هو فقط ما يهمكم! فأجاب الآخر ، لقد قلت ما لدي رداً على هذا و حاوِل التعمق فيه! .. بدأ إدوارد بسؤال آخر ، بعدما فقدتْ عصابتك قائدها أليس من الطبيعي أن تتفكك و تنهار ؟! فأجابه كاستكموف بإبتسامة صغيرة ، إن فقدوا قائدهم فسيختارون قائداً جديداً لهم من ذات جماعتهم فليس بالأمر الصعب عليهم ، ومن الممكن أن هؤلاء الأوغاد نسوني الآن! ... و بعدما تجادلا جدالاً قليلاً توصل الطرفان لعقد هدنة تدوم لعشر سنين بشرط ألّا يتم إرجاع ما سرقته العصابة من أغراض ثمينة .. و عاد كاستكموف إلى زنزانته بعد إنتهاء الإستجواب . عاد كارل الى البيت ليلاً و واصل بحثه المستمر عن ظهور عصابة أفلاكتون فوجد أن أفكارها منتشرة منذ قرنين على الأقل! فكان على كارل التفاهم مع حزب نشر الوعي الفكري للتخلص من الأفكار المتخلفة هذه...
في صباح اليوم التالي في تمام الساعة السابعة ذهب كارل آخذاً معه هاتفه الأول ، وكان قد ترك ثانٍ في البيت ، إلى مبنى حزب نشر الوعي الفكري و عرف عن نفسه للمسؤولين و طلب منهم أن يتكلم مع زاريوتاني سامويل ،  مدير الحزب فبعد إنتظار المدير للإنتهاء من عمله خُوِلَ لكارل بالدخول لمكتب زاريوتاني و بدأت المحادثة ، مرحباً يا زاريوتاني أنا ممتن للتحدث معك ، كارل . فأجابه الآخر ، أهلاً و سهلاً بك ، نحن جميعاً نرحب بمنتسبي الشرطة في الحزب . فتعجب كارل لأن زاريوتاني قصد الشرطة بالذات و قال بإرتباك ، شكراً ، لدي موضوع مهم لأحدثك عنه ، إنها عصابة أفلاكتون اللعينة التي تستهدف المراكز الثقافية القديمة ، تقوم بنشر الوعي الخاطئ عن الأغراض التي ساعدت على إنتعاش النهضة البشرية منذ العشرة قرون السابقة و التي أوصلتنا إلى إزدهارنا هذا حيث تقوم بسرقتها و بيعها لتكسب الأجر مقابلها فما رأيك ؟ أيمكنك ردعها ؟ و الإتصال بالأحزاب الأخرى حول العالم للقضاء عليها نهائياً؟
فأجابه زاريوتاني بطريقة مخيفة ، يا كارل أتعلم أن أفكارهم تنتشر أسرع مما نتصور ، ردعهم سيكون صعباً لكننا سنحاول قدر ما نستطيع لردعها. و فجأة وضع أحد أعضاء الحزب منديل مخدر على وجه كارل و أُغمي عليه....
إيدوارد يتصل في بيت كارل الساعة التاسعة ، (صوت رنين الهاتف الثاني) .. ردت زوجة كارل على إيدوارد ، مرحباً كارل كيف حالك لِمَ تأخرتَ ؟ فأجابت الزوجة بإرتباك ، مرحباً أنا زوجة كارل ، لقد خرج منذ السابعة لحزب نشر الوعي الفكري و لم يعد حتى الآن . فرد إدوارد ، حسناً أخبريه عندما يعود أن المؤتمر قد تعرض لهجوم كعادته منذ نشاط عصابة أفلاكتون اللعينة لكن معظم الضباط الحاضرين قد استطاعوا النجاة و أُغلِق الخط فجأة! فتسائلت الزوجة عما يجري و شعرت بأن كارل في خطر فإتصلت بمركز الشرطة لإيجاده في الحزب فرد عليها أحد الضباط ، ثمة جماعات تهاجمنا أين أنت يا كارل! (صوت إطلاق نار) و عندما أغلقت الزوجة الخط مباشرةً وعت أن من تبقى ممن ذهب للمؤتمر الصحفي لصد الهجمات الإرهابية هم الناجون الوحيدون من الهجمات المُعَدَّة من قبل أفراد عصابة أفلاكتون هذا الصباح فإتصلت بنيكولا دانييل الصديق الآخر لكارل و رد سريعاً و قال ، أين أنت يا كارل إنهم العصابة مجدداً! فردت الزوجة ، أنا زوجته أريدك أن تتصل عليه من رقمه الثاني رجاءً فقال ، بعد أن ننتهي من قتل هؤلاء الأوغاد ! و أُغلِق الخط! .. بعد ساعتين من الإتصال إتصل نيكولا بالزوجة إميلي و قال ، مرحباً لقد إتصلت برقمه الآخر فرد علي أحد أعضاء الحزب وقال لي أنه أسير لهم و تحت قبضتهم! فردت الزوجة بصدمة ، يا إلهي لا يمكنني تصديق هذا ، أرجوكم إذهبوا الى الحزب و هاجموا عليهم ، فلقد إعتدوا على أحد أفراد الشرطة! فأجابها الآخر ، سنفعل ما بوسعنا يا سيدتي إنتظري الساعات القادمة للهجوم.. إلى اللقاء . إثناء هذه المحادثة كان نيكولا يعود بسيارته التي وضع فيها أحد أفراد العصابة أثناء الإشتباك جهاز تَنَصُت فأخبر الحزب المساند لأفلاكتون بسرعة ليتجهزوا للهجمة الثائرة التي سيشنها الشرطة إنتقاماً لمن مات في المؤتمر...
يتبع ...

الإنقلاب  | The  Revolution (غير مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن