Hermes

1 - the begening

كانت غرفة التحقيق صغيرة نسبياً طلاؤها باللون الرمادي الغامق لتضفي على المكان وحشة غريبة ، الأنوار البيضاء لم تكن ساطعة انما خافتة بشكل يبث التوتر في نفس من يحققون معه ، وفقط وسط الغرفة هناك طاولة تحتوي على كرسيين يقابلان بعضهما ، امام احد الكرسيين على نفس الطاولة اصفاد مثبتة لتمنع هيجان المتهم ، وكأس من الماء لأسباب مجهولة

الجدار المقابل لكرسي المتهم قد يبدو جداراً عادياً بينما هو من الخارج زجاج شفاف يعكس جميع الآحداث التي تدور في غرفة التحقيق حتى يراقبوا منها بقية المحققون والشرطة ، واخيراً كاميرا سوداء عالية الدقة في احدى زوايا الغرفة ...

كل تلك التفاصيل ابتداءً باللون الرمادي وانتهاءً بكأس الماء لم توضع عبث .. انما كل شيء وضع لهدف معين ..

لأجل تحطيم نفسية المتهم وبث التوتر والرعب في داخل قلبه

فاللون الرمادي الغامق في علم النفس كثرته تجعل الشخص يشعر بعدم الراحة والحزن ، اما الانوار الخافتة فمن اجل اضفاء طابع سوداوي ومخيف ، وحتى كأس الماء في علم لغة الجسد ان شرب المتهم منه فهذا يعطي للمحققين اشارة واضحة بأنه بدأ يرتبك وربما يكذب في حديثه

كانت غرفة محكمة الصنع جعلت اشخاصاً كثيرون يعترفون بجرائمهم من الضغط العالي

واشخاصاً لا ..

.

.

.

دخل احد المحققين الى الغرفة وهو يحمل قلم ودفتر لتسجيل اقوال المتهم ، كان يرتدي بذلة رسمية سوداء ويصفف شعره بعناية .. ملامح وجهه الحادة يشوبها بعض التجاعيد دلالة على كبر سنه

ذلك المحقق عرف بمهاراته وبتاريخه الطويل في القبض على المجرمين ، وبالنسبة للآن فهو قد وضع هدفاً واحداً امامه ، القبض على الشخص امامه

سحب الكرسي مصدراً صريراً مزعجاً اثر احتكاك الحديد بالأرض ليجلس ويضع الدفتر والقلم امامه ، ابتلع ما بريقه ليبدأ الحديث : هذه المرة الرابعة التي تكون فيها موجوداً في احد مسارح الجريمة ، هل اسميه حظ سيء ام انت بالفعل من تلك العصابة اللعينة ؟

لم تكن نبرة المحقق المدعو بـ - لي دونقهيوك - نبرة سؤال ، بل كانت نبرة جدية ممزوجة بقليل من الاستهزاء للشخص القابع امامه والذي معالم الهدوء كانت مرتسمة على تعابير وجهه غير آبه كونه تحت التحقيق