سينشر الفصل الثالث بعد تفاعلكم على الفصلين الأولين😊اقرأ و لن تندم و بعدها صوت إن أعجبك😘😘
صوته المرتفع الذي صاح في وجهي و تخيل إلى مسامعي كصوت عذب طروب أيقظني من حلم يقظتي..كنت دائما أسمع حديث الأحباء عن عاشق أحب محبوبته من النظرة الأولى، و لكني كعادتي حطمت المعتقدات من جديد..فكيف لفتاة عادية بائسة أن تفتح قلبها بهاته السرعة..أو أن الحرمان الذي عرفته تلك المسكينة من عالم الخيبة و القهر اللذان كانا رفيقا دربها جعلا منها ضحية لحب أبصر نوره في ثوان. ثم صاح المحبوب في وجهي:
-"هل أنت مجنونة يا فتاة؟؟ماذا حل بك؟"
-آسفة!حسبت شخصا آخر!!" "
يمكنك زيارة طبيب العيون أظنه سيساعدك في مشكل الخلط بين الأشخاص أيتها العمياء". ".
-"و هل سينبض قلبي كما الآن حتى إن كنت عمياء،أم هذا وهم زائف زيزول عند حلول المساء" قلت و أنا أضيع في متاهة أعينه و أقترب منه كما يقترب الحظ العاثر من خطاي.
-"آسف،ماذا تقصدين؟هل أنتي بخير".
عندها استعدت رشدي و أجبت:
-"أ..أ..آ..آسفة..!!كنت أريد فقط أن أقول أنك ألقيت بسجارتك المشتعلة ليلة أمس على حذائي دون انتباه منك".
ثم مرر عيناه البريئتان إلى الأسفل ليلقي بنظرة على حذائي البالي الشبه ممزق،و دست بقدمي اليسرى على يمناها لكي أشتت انتباهه الذي أصابني بالإحراج، ثم رد:
-"أعتذر،لم انتبه لذلك كنت شارد التفكير" ، ثم انصرف.
بقيت جامدة دون حراك في مكاني، فلا زال تأثير ثمالة قلبي لم يزل بعد، ممزوجا ببعض الإحراج الذي شعرت به لاشمئزازي من نفسي و من ردائة ملابسي.
ثم جلست في درج بيت أحاول استرجاع الشريط الذي مر منذ دقائق لرؤيته في خيالي من جديد..و عندما عدت إلى رشدي أدركت أني تأخرت عن موعد الحافلة و أني سأتأخر عن المدرسة أيضا. لم أكن في مزاج مناسب للتفكير في الحصة التي قد أفوتها، فقط عدت أدراجي إلى المنزل دون اهتمام لما قد يحصل بعد ذلك من عواقب.
لم تكن والدتي في البيت آن ذاك، فكعادتها تكون في عملها من طلوع الشمس إلى أن يحل الظلام.فقد اعتدت على البيت الذي يخلو من صدى صوتها بعد أن كنت في الماضي أشعر بالأمان عندما اسمع صوتها فور دخولي للمنزل، الآن كل شيء تغير، و اعتدت على نمط حياتي الجديد..منزل يعمه الحزن في كل ركن من أركانه، و ذكريات مألمة اتخذت من نفسها أعمدة لها المنزل.
كم هو عجيب هذا القدر، فهو يلعب لعبته القذرة معك منذ ابصارك النور في هذا العالم. فهو يستدرجك أولا إلى لعبته بإعطائك كل شيء تستحله ، و يعطيك شببا للعيش و السعادة ، و يجعلك تتأقلم مع الوضع ثم يأخذ منك كل شيء. و عندما تقاطع العالم لخوفك من القدر..فهو لا يقاطعك بل يتظاهر بأنه نسي أمرك، لكنه على العكس يخطط للعودة لحياتك بقوة و تدميرها نهائيا. و الوحيد الناجي من لعبة القدر هو من فارق الحياة في بطن أمه أو في ولادته. لكني لم أكن محظوظة كفاية لذلك.
خفت أن أتعلق بمعشوقي الأسمر أكثر، لأني كنت على يقين بأن سعادتي بدخوله حياتي لن تدوم طويلا، لكن الأمر سار عكس رغبتي، ثم قررت بعد ذلك أن أراقبه و أحبه من بعيد،فقط لا غير.
لم يدم هذا الوضع طويلا، رغم أني كنت متشبتة بقراري هذا إلا أن للقدر خطط أخرى، كنت أفكر أن أحاول التعرف عليه عن قرب لكن سرعان ما حظي العثر يذكرني بالمآسي التي عشت فيها عندما فقدت أعز ما أملك و يحثني على أن أبقى بعيدة عنه مسافات توجع قلبي و تطعنه في خفاء. لكن هذه المرة لم يكن الأمر بيدي، فمبادرة الحديث أتت من طرفه عندما فاجأني ذات صباح مجيئه في اتجاهي حاملا علبة بين يديه، و ابتسم بكل رقة و قال لي:
"جأت لأعتذر عما بدر مني من تصرف طائش، أنا حقا لم أقصد"
"لا عليك، فقد نسيت ذلك تماما"
"أتيت لك بهدية صغيرة تعبيرا عن أسفي الشديد لما حصل، أرجوا أن تقبليها سأكون ممتنا لذلك"
في ذلك الموقف كنت مضطرة لقبول هديته لكي لا أتسبب له في الإحراج و فتحتها فورا في حضوره، و ما إن فتحتها حتى فوجأت بحذاء جديد يبدو من تصميمه أنه باهض الثمن، و برفقته ورقة مكتوب عليها هذا الحذاء لك لأنكي في أمس الحاجة له.كثمت غضبي داخل قلبي و لم أتفوه بكلمة لكن الدموع التي انهمرت على جبيني كانت كافية لتخبره عن كرامتي التي اهانها أمام الجميع و بحضوري أصدقائه الذين كتموا ضحكات عن هذا الموقف الذي بدوت فيه كالبلهاء، ثم أقفلت الصندوق و ألقيت به على وجهه و صرخت : "لا أريد رؤية وجهك ثانية أبدا" ، " ل..ل...لكن ماذا هناك ما الأمر..ارجعي...ارجوك".
لم أعر كلماته اهتماما فقد اهانني و اهان كرامتي و جرح كبريائي و بدأت في الصياح كالمعتوهة لكي أخرج النار التي بداخلي و صرت أردد: " كم أكره حياتي..كم أكره نفسي..كم أكره الجميع.."
و بعد هذا الموقف لم أصر قادرة على رؤية أحد لذلك تغيبت عن المدرسة ثلاثة أيام حتى ظن الجميع و انتشرت إشاعات عن انتحاري، لم اهتم لذلك فلا أحد اهتم لي ، و صرت أكره الخروج إلى الشارع أو التحدث مع أحد حتى والدتي لم أشأ التحدث إليها رغم محاولاتها المتكررة لتعرف ما أصابني لكن بدون جدوى.
بعد أربع أيام من ذلك الموقف، قررت أن أذهب للمدرسة كي لا أدي بنفسي للهاوية، و فور وصولي إلى موقف الحافلة رأيت الجميع يحدق باتجاهي بغرابة و دهشة، لم افهم شيئا لكني لم أعر الأمر أهمية و تجاهلتهم.
و في مساء ذلك اليوم عند رجوعي إلى البيت جاء الذي خلت أنه أراد الإعتذار و أهان كرامتي و حاول التحدث إلي لكني تجاهلته و استمر بملاحقتي ثم صرخ في وجهي صائحا: "انتظري" لبثت جامدة في مكاني لا أعلم ما أفعل ثم أكمل، " أردت أن أشرح ما حدث لم أقصد أن أهينك أو أحطم من كبريائك فقد كان تصرفي عفويا و انتي..."
قاطعته قائلة " لا يهمني ما تقول ففي كل مرة تستعمل عذرا واحدا و هو انك لم تقصد،حقا كم أنت أناني"
و أجاب بهدوء: "أناني؟؟!!قلت أنا أناني؟نعم أنا أناني لأني حاولت إصلاح ما حدث، أناني لأني أحسست بالذنب اتجاهك،أو تعلمين؟أنا أناني لأني خفت عندما سمعت أنك قد انتحرتي و قلقت لأني...أو تعلمين ليس مهما الآن"
فأجبت بغضب: " لا أريد شفقتك" ثم تركته و انصرفت.
أنت تقرأ
القدر الملعون😟😔The Unblessed Destiny
Short Storyكثيرا ما نعاني..نعاني من الألم..و خيبة الأمل، نعاني من الجراح و الأسى على ما راح، هذه القصة هي قصة مستوحات من قلوب ضاق بها الزمن، و أصبح القلم فيها هو المتنفس الوحيد للتعبير عن الألم و الحظ العاثر. القدر الملعون قصة تحكي حياة فتاة بسيطة يلعب معها ال...