عائدٌ من حيث لم أذهب !!
،،،
.
.
حدثني صديق أعمدة الإنارة ..
عن الشوارع تخلو من المارة والأرصفة .. وتتوشح السواد
وتلعن ابليس ..
مع أنه يذكر الناس بالصلاة !
حين أبدأ أدندن أغنية رخيصة سمعتها في مكان أرخص من مطرب من الدرجة العاشرة .. أدرك أنه وقت الآذان ..
فأصمت وأشكر أبليس وأمضي أعد بلاطات الرصيف وأضيع طريق المسجد فأشتم ابليس واحاول تذكر أغنيتي الرخيصة فلا أقدر حتى يأتي أذان آخر وصلاة أخرى فأتذكر أغنية أخرى أيضاً!
في الحقيقة أني لا أجزم أنها أغنية مختلفة فأنا لا أذكر السابقة .. ربما كانت هي مع تغيير طفيف في اللحن يقوم به أبليس بكل " حرفنة " !
.
.
القلوب المناوبة هذا المساء :
أفتح قلبي في المساء وأغلقه صباحاً ..
وأزرع شوكاً في " حلوق " المارّة .. فيقولون عني كلاماً بذيئا أفرح به مع أني لا أسمعه !
واقبض ثمن شوكي واشتري به أغنيات حزينة كانوا يخدعون بها السكارى في بار رخيص ليقنعوهم بالحزن !
وأحزن حزناً مصطنعا ، كما يفعلون .. وأبكي بدموع مستعارة !
لست مستقيماً كـ" الألف " !
لكني متعب كحرف " هاء " ..!
الذي أنهك جسده الملتوي بالتنقل بين "هنا" القريبة كـ سين و " هناك " البعيدة كـ ياء !
بائس كهمزة على السطر !
لا يراها الناس في الأرض ويحتقرونها حين ينظرون إلى السماء
والذين يقولون أني لم أعد أشبه الألف " المستقيم " يتجاهلون بسوء نية أنه أول حرف في كلمة " انحراف " ..!
لكن هذا لا يفاجيء الحروف ..
فالمعني لم يعد يشكل فرقاً ، فالمهم هو الشكل الذي سيظهر به الحرف للكلمات ..
الشكل الذي سيغري كلمة " منحرفة " أن تقول لحرف طائش : هيتلك !
ومع أن الكلمات المنحرفة لا تحتاج للإغراء لكي تغوي حرفاً لم يبلغ الحلم بعد ، إلا أنه يتزين لها .. كعريس !
لا أحد يصدق المعنى .. والذين قالوا أن الألف حرف فيه نفاق لأنه يقود الاستقامة والانحراف في ذات الوقت ، أقيم عليهم حد القذف !
.
.
يقول أحمق لا أعرف اسمه ـ ربما كنت أنا ـ أن الحرب التي ندخلها هي أسهل الحروب على الاطلاق ..
لكن الحرب التي تدخلنا هي حروب مدمرة .. تسحق كل شيء !
ومع ذلك فأنا من يدخل حروبي بكامل إرادتي ..
وأخرج مهزوما مسحوقا ..
كأني أنا !
.
.
ما علينا ..
أنا فقط أرمم وحدتي ..
وأزينها بفراغ مستورد ..
وأملأ ذهني بأفكار لا تخصني ..
وأضع المنطق تحت وسادتي وأنام ..!
ولا زلت .. لا أتقن العد ..
ولا زالت الأيام تأتي .. ولا يأتون !
والسلام !
،،،