تحبني؟ إذن اهرب.

59 1 0
                                    

   
                      استباق للأحداث

  "فلتجعلوا كلامي هذا يجوب البلاد كلها ! سأكافئ من يحضر لي الفتى أغلى المكافآت سواء حيا أو ميتا ! إن سلم نفسه فأقبل أي طلب يطلبه قبل أن أقطع رأسه ! أما بالنسبة لوصمة العار التي من المفترض انها أميرة البلاد .... فأنت منفية لثلاث سنوات ! فلتقوموا بأعمالكم و انصرفوا جميعا"

   

    هم الجميع بإخلاء البهو الا الأمير تشارلز الذي مد يده لمساعدة كلارا على النهوض فلم تبدي أية استجابة.
فانحنى لمستوى أذنها و همس قبل ان يغادر ايضا

                       "أنتي لي الآن"

************************************

    
     هنا بين جدران القصر المزخرفة بالذهب ، وسط بهوه الفسيح ذو الأرضية الرخامية الصافية ، و تحت تلك الثريا العملاقة و المتدلية بألماساتها البراقة .
تسمع خطواتها المتزنة من بعيد و هي تمشي بكعبها بهدوء تكاد تسحر حتى المرايا المتشبثة بمحيط البهو برونقها و جمالها الأسطوري .
تحرك ارجلها النحيفة باتزان تحت فستانها الذهبي المرصع بالجواهر .

    بعض الرياح الربيعية التي تتسلل من النوافذ الضخمة تداعب خصلات شعرها الحريري الأشقر الطويل فأبت إحداها إلا أن تمسح على وجهها المرسوم بكل معايير الجمال .

  حواجب مخطوطة برقة و عيون خضراء كبيرة تغطيها تلك الرموش الكثيفة شديدة السواد . أنف صغير فوق شفيتين كرزيتين تخفيان و راءهما صفين لؤلؤيين ناصعين .

بطلتها الراقية تلك كانت تواصل تقدمها وصولا لقاعة الاحتفال . دفعت بيده اليمنى الباب العريض بيما ماتزال اليد اليسرى تثبت طرف الفستان .

ما إن سمع صرير الباب حتى توقف الجميع عما يفعلونه ، تجمدت الحركة و توقف الرقص و الغناء . و انحنى الجميع احتراما و استقبالا لمن دخل عبر
أبواب القاعة العملاقة .

                "تحياتنا جلالة الملكة ماريا"

           ظل الحضور في وضعيتهه في انتظار إشارة منها للإستقامة .
 
  الضيوف في اثوابهم الجميلة يحملون كؤوس الكريستال المملوءة بأغلى أنواع المشروبات بعضهم على خشبة الرقص و البعض الآخرون ملتفون حول الموائد الملأى بأرقى الأطعمة و أشهاها بأشواك و ملاعق و سكاكين فضية و مناديل حريرية في قاعة فخمة .
   الصخب و الموسيقى التي كانت تملؤ الاجواء توقفت بالكامل و عم الصمت القاتل حين أقبلت عليهم .
و كأنما خوف شديد دب إلى قلوبهم و توتر هائل سيطر على أعصابهم .

    عندها أفلتت الفستان من بين أصابعها ، رفعت ذقنها للأعلى ، عقدت حاجبيها ، و رسمت تلك التعابير الغاضبة و المستهزئة على وجهها بعد أن قوست ظهرها و ثنت أرجلها لتقصر من قامتها ، ثم بدأت تتقدم بخطوات قوية و مترنحة و هي تعقد يديها خلفها .
و قالت بصوت عجوز متلعثم.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 01, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ربانزل و شريك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن