( الحب وحده لا يكفي )
- الحلقة الاولى
توقفت السيارة في الحي القديم.. تأففت وانا التفت حولي لأنظر عبر النافذة السوداء للسيارة للخارج .. الاولاد وهي يلعبون .. وتلك الضوضاء التي في المكان .. فتح لي السائق الباب لأنزل .. سرت خلفه عبر الاروقة الضيقة لآن السيارة لن تدخل لتلك الاماكن .. حتى وصلنا لمنزل قديم يشبه جميع تلك المنازل التي في الحي .. طلبت منه ان ينتظرني في الخارج .. لأطرق انا الباب .. بعد ثوان فتحها لي عدوي .. اجل .. الرجل الذي سلب مني اختي .. كما هو ثيابه القديمة .. ضخم وطويل القامة .. تبدو القسوة والبرودة على ملامحه .. عبست في وجهه لأساله : وين اختي ؟.
زفر ليشرع لي الباب .. دخلت للداخل وانا اتلفت في هذا المنزل العتيق .. الأثاث قديم جدا وقليل .. الجدران والسقف قد تهالكت .. جلست بقرف على الاريكة لآضع ساق فوق الأخرى .. تجاهلني ببرود ليدخل لأحدى الغرف ..
بعد دقائق فتحت الباب لتخرج اختي الصغرى من الغرفة .. توقفت وهي تنظر لي بابتسامة واسعة كآنها لم تصدق .. رغم ان المكان بشع انها انه لم يؤثر على جمالها .. جرت فتوقفت انا لترتمي هي في حضني .. مسحت بيدي على شعرها الأسود فابتعدت وهي تقول : لما قالي انج جاية ماصدقت .. اشتاقيتلج .
ابتسمت ببرود لآجبها : لو اشتاقيتلنا مجان جيتي هالمكان .
بلعت ريقها لتجلس امامي : و... ممم .. ماما شلونها ؟.
ابتسمت قائلة : بعدها زعلانة منج .. بس .. بس كل شي ينفع يتصلح ..
نظرت لي بآمل لتقل : صدق !.. شلون ؟.
- انج ترجعين .
- وسليم !.
عقلت ساخرة : اكيد تطلقون .
نهضت وهي تثني ذراعها بعناد : مرح يصير هالشي .
نهضت لآقترب منها وانا اضح يدي على كتفها : ما مليتي من هاي اللعبة .. صارلج شهرين وياه .. خلص المفروض عشتي دور جولييت الي تعاند أهلها علمود حبيبها .. بس شون تستمررين وياه ! .. ومدرستج الي المفروض تبدي الأسبوع الجاي شلون ؟.
بتوسل امسكت يدي وهي تحاول اقناعي : ارجوج فهميني اني احبه .. الي بينا اكثر من انه نزوة او مراهقة .. احبه .. بعدين مدرستي عادي اقدر اداوم .
سآلتها بتحد : هه .. رح يقدر يدفعلج أقساط مدرستج !.. هو لويقعد سنة يشتغل مايجيب نص المبلغ .
نظرت للأرض بحيرة لتجب : رح اداوم مدرسة حكومي عادية مولازم .
امسكت فكها بيدي لآرفع رآسهها نحوي ..
- اسمعيني .. كله الا مستقبلج .. رح تداومين بمدرستج القديمة اني رح ادفعلج بدون ماما ماتعرف .. مايرضيني تتعلمين بهيج مدارس .
احتضنتني وطوقت رقبتي وهي تقول بحب : اوووه غالية احبج هوواااااي .
همست لها بحنان : مو اكثر مني .
( تالا )
نعم اعتقد انكم تتساءلون ماهي حكايتي !.. كيف بدآت ولم ومن .. سآخبركم انا بكل شيء لكن ليس الان .. ساخبركم أولا عن شعوري تجاه اختي غالية .. لم احب أحدا بقدر حبي لها .. هي نصفي الاخر .. رغم انها تكبرني بعشر سنوات الا انها كانت صديقتي .. واختي .. واحيانا امي .. رغم ان الجميع قد قاطعني وقد سمعتم منها ان حتى امي قاطعتني لكن قلبها الرقيق لم يستطع ان يقسو اكثر .. هي لاتجيد القسوة بتاتا ...
بعد خروجها من منزله .. اووه حسنا لم اعتد على ان أقول منزلنا .. خرج هو من الغرفة .. من هو؟.. اجل انه ذات الشخص الذي أعلنت عصياني من اجله .. سليم ..
سرت له وانا اشعر انني سأطير من شدة فرحي .. احتضنته وانا اضع رآسي على قلبه .. سالني وهو يمسح بابهامه على وجهي : شرادت اختج ؟.
- قالت اني لازم ارجع المدرسة .
عقد حاجبيه ليسآلني : مدرستج القديمة ؟.
اجبت : أي ..
ابتعدت لآصفق بيدي بحماس واكمل : فرحاااانة .
سآلني وهو يستنكر ماقالته : مو ع أساس تسجلين بمدرسة هنا .. يعني مدرسة حكومي.
قلت باستياء : بس انت ماتقدر ع مصاريف مدرستي .
رفع صوته بحدة ليقل : وتخلين اهلج يدفعولج !.. شلون توقعتي اني أوافق أصلا !.
رفعت كتفي لاعلق : مادري .. يعني عادي هم اهلي .
اقترب خطوة مني وانحني ليقول بغضب : واني زوجج .. وامنعج تدرسين هناك .
وسار ليخرج من المنزل ويغلق الباب بقوة ... زفرت بغضب وسرت لداخل الغرفة .. التقطت هاتفي من على السرير فاتصلت بغالية .. نعم للتو قد تصالحنا ولكنني بحاجة للحديث معها .. انا حتى لايمكنني ان افهم لم يغضب علي هكذا .. الا تتفقون معي !...
....
اجابتني غالية بعد رنين لفترة ..
- اووه رجعنا لطلبات تالا هههه.
قلت كعادتي من قبل حينما اتصل بها وابدآ بالتذمر : سليم ماقبل ارجع مدرستي القديمة .
- ليش ؟.
- ميقبل انتوا تصرفون علية .
- ميصرف هو اذا بيه خير .
جلست وانا اخذ نفسا عميقا : ميقدر .
- لعد ليعترض مو بكيفه .. شفتي شلون !.. بدا يتحكم بيج .. اني شقتلج !.
حاولت الدفاع عنه قائلة : لا .. هو .. مممم .. خلص رح اقنعه .
علقت غالية : فهميه انه موبكيفه .
انهيت المكالمة معها وانا لم اقتنع .. اعلم انه يحبني حقا وجميع تصرفاته تلك لاتعني شي .. منذ اليوم الاول لنا والجميع يتساءل لم هو !.. كيف تتحملينه .. لم اخترته .. لا ينسابكِ .. وانا منهم لا املك الإجابة ..
بقيت طوال اليوم جالسة افكر كيف ساقنعه .. لم احدثكم عنه كثيرا اليس كذلك !.. ممم حسنا .. مهلا بماذا ابدا بشكله!...
هو ضخم ويمتلك عضلات .. طويل جدا .. اسمر ولديه ذقن خيفية لكن شاربه غليظ .. عيناه بنيتان.. لديه غمازتان واحد حاجبيه يبدو ومجروح .. الجميع قد يراه بارد .. ولكن بداخله قلب دافئ جدا .. يغضب ولكنه ينسى كل شيء بسرعة .. او ربما معي يفعل ذلك .. هو ليس ذاك الرجل الرومانسي الانيق الذي كنت احلم به .. ولكن له طريقته في الابداء عن حبه .. حينما يغمرني بحضنه اكتفي عن أي قصائد للشعر .. عندما نسير معا ويمسك يدي اعلم مايشعر به وماكان ينوي ان يقوله .. بانه يخاف علي .. وانني ملكه .. اعتقد انه لا احد يمكنه ان يفهمه مثلي انا .. حتى انني قد عرفت صفات كثيرة به بعد زواجنا ..
حسنا ساكمل لكم لاحقا لانه قد اتى الان ..
سمعت صوت الباب يفتح .. نهضت لآخرج من الغرفة .. فوجدته عند باب الغرفة .. بقيت اقف امامه وانا ابلع ريقي أحاول جمع الكلمات لآقنعه .. او لابدآ الحديث ..
سالني وهو مازال يقف امامي : مانمتي ؟.
انحنى ليحملني فجآة .. شبكت ساقي حول خصره .. بينما حاوطت ذراعي قربته .. يداه استقرتا على خصري .. قال ووجهي قريب لوجهه : الصغار المثلج لازم مايظلون قاعدين لهذا الوقت .
قلت بغنج : نيمني لعد .
اترون كم انا حمقاء !.. هكذآ امامه انسى كل شيء ..
قبلني بقوة وعنف كعادته .. ليلقي بي على الفراش ..
حسنا دعوني اخبركم بشئ .. هو بهذه الطريقة أيضا يعبر لي عن حبه .. بل هو ماهر بها .. رغم انني سمعية احب الكلام .. والرومانسي خصوصا كان يؤثر بي .. وهو حسي .. بالفراش وباللمس يخبرني مابداخله .. قبلاته عنيفة دوما لآنه يرغب بي بشدة .. يحضنني بجسده الضخم لآكون ملكه فقط .. يثبت ويترك لمساته على كل رقعة في جسدي .. ينتشلني من عالمي لآكون معه في عالم اللاوعي .. عالم ليس فيه سوى الهذيان .. احب لمساته .. صوته الرجولي .. وطريقته الفضة حتى ..
شعرت بجسدي يرتخي .. وانني سادخل لعالم الاحلام واغفو .. ولكنه همس في اذني قائلا : موافق ان تعودي لمدرستكِ .
.....
حسنا ومع نومي سانهي معكم حديثي .. عودتي لمدرستي القديمة وغالية بعد ان صالحتني كانت البداية لنا .. او ربما البداية لشئ جديد سيحل بنا لاحقا ... المهم انني ساراكم لاحقا لنتحدث عن ما سيحدث ....
أنت تقرأ
الحب وحده لا يكفي
Romanceهي ليست رواية .. قصة رئيسية ومن خلالها يتعرض الابطال لمشاكل .. في كل فصل مشكلة