الحلقة الاخيرة

4.5K 215 62
                                    

( الحلقة الاخيرة )


قد مر اسبوعان على تركي لسليم .. لا لست سعيدة .. بل اشعر بالغضب هو حتى لم يفكر بالاتصال بي .. وأيضا في الواقع لقد اشتقت اليه كثيرا ...
كنت في المدرسة برفقة نورا وسلمى .. قالت لي سلمى وهي تشير على احدهم : شوفي هذاك .. اسم وليد .. البنات رح يموتون عليه .. بس هو عينه عليج .
التفت لآنظر له : شنو هذا !.. صغير .. ومحلو .. متحسيه رجال .
نورا : وشنو الرجال بنظرج ؟.
اشرت بيدي : هذا فرحان يصرف ع البنات بفلوس ابوه حتى ميشتغل .
سلمي : ههه يعني الفقير احسن منه !.
عقدت حاجبي .. لايمكنني ان أرى رجل اخر سوى سليم .. لارجال بعده ..
...
رغم عودتي لعالمي لكنني لم اشعر بالراحة حتى !..
بعد انتهاء اليوم الدراسي اتى السائق ليقلني .. كت شاردة في الشريق .. الا انني انتبهت لما يذاع عبر المذياع ..
طلبت منه رفع الصوت ..
كان المذيع يقول : الحب لا يعرف لون .. ولا طبقة .. الحب لا يعرف المال .. ولكن هناك مقولة تتردد دائما هي ان ( الحب وحده لايكفي ) .. من خلال رآيي المتواضع يمكنني ان أقول ان الحب يكفي .. لكن ان تآكدنا أولا انه حب .. بعد ذلك سيقول البعض مانفع الحب في ظروف أخرى ومصاعب قد يواجهها أي شريكان ..
ببساطة لآنك تحبه ستساعده .. ستقف بجانبه .. سترى عيوبه مميزات .. ستكتفي بحبك له عن أي مقومات مرفهة في الحياة .. لانه من المهم ان تكون معه .. لا اين ولا كيف .. ثم ان هناك العديد من الرسائل التي تصل الي عن مشاكل تواجهها الفتيات لان عائلاتهم ترفض الرجل الفقير لآنه لايمكنه ان يؤمن لهن حياه فارهة .. ان كانت احداكن تواجهه مشكلة كهذه ويمكنها سماعي .. لا تكترثي !.. حقا .. كم من فقراء بدآوا من الصفر وقد اصبحوا عظماء اليوم !.. بعضهم كان نجاحهم لآن لهم زوجة او حبيبة قد دعمتهم ..علينا ان نفيق من فكرة الحب الكامل !.. وانكِ ان احببتي ستحبين الرجل الرائع الغني العظيم !.. او حتى تلك القصص الأسطورية عن الفتاة البسيطة التي تزوجت الأمير !.. لم لانكتب قصص عن اميرة تزوجت براعي او فقير !..
!!..
نعم كلامه صحيح ومنطقي !.. بقيت طوال اليوم افكر فيما قاله .. اعني سليم لم يكن بيده شيء ليفعله .. فقد ولد ووجد نفسه من عائلة فقيرة .. هو ليس ذنبه .. بل ذنبي انا ..
كنت في غرفتي شاردة افكر .. حتى قطعت شرودي غالية وهي تجلس على سريري لتسآلني : شبيج اليوم كله ساكتة !.
سالتها وانا اعقد حاجبي : انتي ليش تكرهين سليم ؟.
تآففت وهي تجب : يعني شتريدين احبه !.. اختي الي مربيتها من اني صغيرة والي ما احب احد بهالدنيا غيرها حتى احبج اكثر من امي .. تحب واحد  عامل بناء اجا لبيتنا يصلح كم شغلة  وتزوجها !.. وخلاها تقاطع أهلها !.. ياريت هذا يستاهل .. فقير .
- المفروض انتي تحبين .. يعني تحبين أي احد احبه .
قالت بغيرة : لا .. لآنه اخذج مني الوحيدة الي اللي بهالدنيا اخذها .
اقتربت منها لآمسك  بيدها : وانتي همين .. محد يأخذ مكانج .. بس هو غير .. بعدين اني مقاطعتكم .. انتوا الي تبريتوا مني .
تنهدت : حتى تتراجعين عن قرارج .
قلت بجدية : اني فعلا تراجعت عن قراري ..
نهضت من مكاني : اني رح ارجع لسليم .
نهضت وهي تنظر لي بصدمة .. أكملت : هو محتاجني .. مكان لازم اتركه بهالظروف .
هممت بالتحرك لكنها امسكت معصمي : واني !.
امسكت بيدها لآرفعها لشفتي واقبل يدها : محد يترك او يزعل من اخته وامه وصديقته .. اني احبج .
....
حزمت حقائبي لآعود لمنزلنا .. رغم انه قديم لكنه كان دافئ .. مليئ بالحب .. عدت حيث كان قد حل المساء .. طرقت الباب وضربات قلبي تتسارع .. فتح لي سليم وهو يرفع حاجبه لم يتوقع قدومي ..
ابتسمت وانا أقول : اشتاقيت لبيتي .
ابتسم بسخرية : واني مشتاقيتيلي !.
- انت بيتي .
انحنى ليحملني وهو يحتضنني .. سحقا كم اشتقت لهذا المكان .. لهذا الدفء حيث يكون في صدره وبين اضلعه ..
...
سآلني احد الأطفال الذين اعطيهم بعض الدروس في الروضة لآساعد سليم في كسب المال : بعدين شصار .. صار الرجال غني!.
رفعت كتفي وانا اجيب : لا .
احتجت طفلة قائلة : لعد شنو الفايدة اذا بقى فقير !.
- هنا الفكرة .. بالقصص الي نسمعها كل يوم ان البطل يصير غني ويعيشون بقصر ويعيشون حياة سعيدة .. بس خلونا نجرب قصة جديدة .. الفقير بقا فقير .. بس هو بنفس الوقت غني .. لان يملك زوجة تحبه ويحبها .. اكتفوا بحياة تقليدية بسيطة .. عاد بالمتسقبل ماعرف اذا حيصيرون اغنياء .. المهم انهم اقتنعوا ببعض .. وهي تكيفت ويا وضعها .. يعني صح تعبته هواي وحرقت هواي اكلت وجانت حتحرق البيت .. بس بعدين صارت خوش ست بيت .. وهو بنظرها بقى احسن من هواي رياجيل راكبين سيارات فخمة وملابس غالية وماعدهم ذرة رجولة ..
...
رن هاتفي ليقطع حديثي .. نطرت للمتصل كان سليم ..
اجبته : حبيبي هسة شوي واخلص .
سليم : حبيبتي انتي طالعة من البيت وعايفة بواري المي مفتوحة !.. البيت غرق .
!!.
- اوبس نسيت !.. معلش .
....


النهاية ...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 03, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الحب وحده لا يكفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن