عدت الى وعي ولكن اشعر بصداع قويه وايضا عيوني مربوطة .. كنت استطيع ان ارى من خلال ربطة العين ولكن الضلام حالك.. واول سؤال راودني اين انا ! .. وما هذا المكان . كان مضلم وهادء جدآ ..حاولت ان استجمع قوتي واقوم ولكن قدمي كانت مربوطة وكذالك يدي .. بعد ثواني شعرت بشي يتحرك بجانبي فتشجعت وتكلمت : منو هنا .. سمعت صوت صديقي غسان او يتهيئ لي انه صوته .. بعدهأ سألته : انت غسان غسان مو !
اجابني بصوت خافت ومنهك وضاهر التعب عليه : اي اني غسان منو انت .. قلته له : اني حمزة شبيك
غسان : حمزة شنسوي هنا وشنو هذا المكان
حمزة : ماادري غسان وماداكدر اشوف شي او اتحرك
غسان : اني هم .. بعدها سمعنا صوت الباب يفتح من خلال اصواتهم وحركاتهم اتوقع انهم كانوا 4 اشخاص .. سحبونا بقوة واخرجونا .. كنت اشعر بالخوف فانا لا اعرف ما هو مصيري واين سيأخذونني واكثر مايثير قلقي هو غسان لانه مريض ! .. بعدها توقف الرجل ليدفعني على الارض .. وصرخ احد الرجال ليفتحوا اربطة اعيننا .. فعلوا كما طلبوا منهم .. فتحت عيني بصعوبه .. كان الضوء مزعج .. الاضاءة تزعج عيني التي كانت في سبات ظلام طويل .. بدءت عيني تتفحص المكان بدقة .. غرفة كبيرة جدرانها مطليه بلون ابيض ولكن لونها اصبح اقرب للصفار في بعض الاماكن .. هناك بعض البقع على الجدران ولكن لا اعلم هل هذه بقع دم او لا ! .. سقفها كان مهتري قليلا وكأن المطر نال منه ... اما الارضيه فكانت مصبوبه وهناك بعض الحفر الحصى متفتت منها .. والرطوبه تعلو الجدران .. ايضا كانت لا تحتوي على اي اثاث فقط بعض من الاغراض المعدنيه .. وبعدها وقعت نضراتي على غسان .. كان هناك دم ينزف من قدمه .. وجرح اسفل شفته .. يبدو في حالة متعبه .. انه يحتضر وايضا لا يستطيع ان يقف .. بعدها نضرت للشخص الذي يقف امامي .. كان يغطي وجهه وايضا يرتدي ملابس عاديه وايضا هو غير مسلح .. اما الاشخاص الذي خلفنا فكان احدهم يحمل السلاح والاخر يضعه في نطاقه .. . الشخص الي امامي امرهم ان ياخذوا غسان .. صرخت بهم ان يتركوه وان لا يقتلوه ولكن لم يسمع احد لي .. توسلت بهم ان يتركوه وان يقتلوني بدل عنه .. .. كان صديق طفولتي واخي الذي لم تنجبه امي .. كنت لا افارقه دقيقة واحدة .. وكنت دائما مااضحك على وصف امي لنا .. كانت دائما عندما تراني اجلس لوحدي تقول لي " وين فردتك الثاني " .. والان اراه يحتضر ويأخذوه امامي للموت ولم اكن استطيع ان افعل له شي . واردد في داخلي انا فاشل لم استطيع حتى ان احميه .. وهو كان دائما ما يحميني .. عندما كنت صغير كان اطفال منطقتنا يزعجونني وبعضهم يتهجم علي ويضربني ولكن غسان كان دائما ما يأتي بوالده وينقذني .. وفي مرة كالمعتاد تجمع اطفال المنطقة ليضربوني واتى غسان بوالده وساعدني .. وقتها ذهبت لامي واني ابكي والومها واسألها عن ابي .. اين هو ! ولماذا انا ليس مثل باقي الاطفال ..نضرت لي بحزن واخبرتني اني ابي في السماء واخذه الله منا لان يحبه..اجبتها: اني اريد ابي واحتاجه اكثر .. اخبري الله ان يعيده لي لأكون مثل الاطفال .. .. ابتسمت لي ومسحت على شعرها وقالت : ميصير يرجع .. وقتها غضبت منها كثيرآ وامتنعت عن الطعام ولم اخرج من غرفتي .. واتى لي غسان ولعب معي وتناولنا طعامنا واقنعني للخروج واللعب واخبرني انه اخي وسيدافع عني دائما ..
كنت اجلس في الغرفة المضلمة وانا لا اعرف ما الوقت ولا اعرف ما اليوم .. هل هو الاحد ام الاثنين ! منذ متى وانا هنا! .. وبين ماكنت اجمع افكاري فتح الباب ليدخل ضوء خافت وبعدها دخل رجلان يحملان غسان ووضعه على الارض .. انتضرتهم ان يخرجوا وذهبت له .. كانوا قد ضمدو له ساقه .. تكلمت معه ولكن كان لا يجيبني .. تقربت من صدره وسمعت صوت انفاسه وشعرت براحة كبيرة وكأن جبل الحزن الذي كان يخيم علي قد انهار . يبدو انه نائم او تم تخديره لعلاجه .. مر وقت طويل .. كنت اشعر بالجوع وصوت قرقرة بطني فضحتني .. ولو كان الضلام طعام لكنت التهمت ضلام الغرفة بأكملها .. بعدها سمعت صوت غسان وهو يسعل .. وكأنه بدء يعود لوعيه .سألته هل هو بخير !.. وبصوته المنهك اجابني: الحمدالله .. ابتسمت له وشعرت بالسعادة وتذكرت عندما كنا في النادي الرياضي نتدرب وقتها كان غسان كان منزعج لذالك تركنا التمرين وخرجنا لنتمشى قليلا لعله يهدا ومازحته قائلا : شبيها البومة مكلوبه خلقتها .. صمت قليلا ثم نضر لي وتنفس بتنهد : يااخي احبها بس مو راضيه تفهم ... ابتسمت له وقلت له ان يخبرني ماذا حدث بينهم
غسان : ماكو شي مهم ..كلتلها لتروحين لطلعين لان الوضع مو زين بعدها زعلت عليه وقفلت التلفون وصارلين يومين اتصل عليها وتلفونها مقفل .. بالله وين انطي وجهي اني .. وين اروح ... احس روحي ضايع بدونها ..
اجبته ممازح له : ابن النعال لعد اني شنو موقعي بحياتك
غسان : اكول انجب احسن الك .. عدت لأمازحه : الله على الايام من تكشف صديق المزيف وعشرة العمر والمصلحة
غسان غضب مني : من خرا بيكم ..الله ياخذني علمود ارتاح منكم ... كنت مستغرب من ردت فعله .. انه فعلا منزعج وحتى ممازحتي له ازعجته .. ولكن لا يجب ان اتركه هكذا : دمشي لك ابن الكلب وبعدين شيسوي بيك الله وانت حتى متصلي ولا تصوم ..ضل مكابلتي احسن الك من نار جهنم وهي تشويك .. نضر لي غسان وابتسم وضربني بقوة على ضهري وقال : حبيبي نار جهنم تشوينا اثنينة .. ابتسمت له واجبته: اقبل اكون وياك حتى لو بالنار والمهم منتفارك
غسان: مخنوك مالي واهس اتشاقة
حمزة : دمشي نروح لعمو صبري ونضربلنه لفتين فلافل وقوطيه ببسي وهو يتحسن مزاجك
غسان: ماريد
حمزة : دمشي لك جلدة عليه الحساب
غسان : اريد لفة كص لعد
حمزة : انت منو ! شو ماعرفك ! اكول ولي منا وحتى فلافل مااشتريلك
غسان : ابن الكلب على لفة كص تبريت مني
حمزة: اعذرني الوضع خربان والشغل واكف وبعدين هاي اللفة مال الكص تجيب لفتين فلافل وقوطيتين ببسي
غسان : من طاح حظك دمشي اني الي عازمك يا جلدة
حمزة: اي اذا انت تدفع يلا
غسان : يم منو ناكل !
حمزة : جابر قيقو اطيب لفات عندة
غسان : يلا ..
ذهبت انا وغسان عند كشك جابر وكان صغير للغايه وبجانبه بعض الكراسي والطاولات الصغيرة .. وكان المكان متواضع للغايه ..جلسنا وتناولنا طعامنا وبعدها ذهبنا الى الكوفي شوب
أنت تقرأ
وفاء الاصدقاء
Romanceهكذا هم الاصدقاء ، لا تغيرهم ايام ولا تبعدهم مواقف ، خلقوا ليكونوا ضلعك الذي تستند عليه ، حاجتك الذي ستنقضي ، سعادتك في اصعب اوقات حزنك ، نفسك عندما ينقطع الهواء عنك ، ضلك عندما تحرقك الشمس ، ونار دافئ لك عندما يقصرصك البرد ، بعض الاصدقاء خلقوا ليك...