بارت الثالث

4K 43 2
                                    

استيقظت كايت باكراً فى صباح اليوم التالى و أمضت أكثر من عشرين دقيقة و هى توضب حقائبها و تتفحص الكاميرات . ومع أن الفجر لم يطل بعد, كان المنزل مليئاً بالنشاط فقد جهز الفريق القهوة و وضعوا الحمال على الحمير و أخذوا المعدات اللازمة للحفر.

قالت شارلوت :"و الآن تذكرى , يمكنك العودة إلى هنا أن لم تسر الأمور كما يجب فى ايوس ديمتريوس . سنبقى نعمل على الحفر هنا حتى آواخر تشرين الأول (أكتوبر) و أنت تعلمين أته دائماً مرحب بك" و ضمتها إليها .

قالت كايت بامتنان :"شكراً تشارلى . إذا ساءت الأمور سأتذكر ذلك"

راقبتهم حتى غابوا عن الانظار على الطريق الترابية فى القرية . استدار اندرو و لوح لها و بقيت تسمع أصواتهم لعدة دقائق . لكن بعد ذلك ساد الصمت فلقد بقيت بمفردها  على تلك الشرفة . بعدها أشرقت الشمس على تلك التلال المحيطة بالخليج . شعرت كايت بالتوتر ما أن رأت السيارة البيضاء تستدير عند المنعطف القريب من المكان مسببة فى ابتعاد الدجاج عن الطريق . حملت حقائبها و أسرعت نحو الممر و انتظرت على جانب الطريق , شعرت بخيبة أمل لا مبرر لها لأن الذى خرج من السيارة لم يكن فيليب اندرو نيكوس بل سائق يرتدى بدلة رمادية:"صباح الخير سيدتى, اسمى يانيس ليمنوس هل أنت الآنسة والش؟"

قالت كايت:"نعم"

"أرسلنى السيد اندرو نيكوس لأجلك . كان مشغولاً جداً و لم يستطيع القدوم"

قالت لنفسها بالطبع فقد قلت له أنى لا أريد إلا علاقة عمل معه, من الواضح أنه تقبل ذلك . ومن المحتمل أن لا أراه و أنا اعمل فى ايوس ديمتريوس . و هذا أفض فى الواقع.

حاولت أن تشد انتباهها إلى المناظر التى تمر بها على ساحل شبه جزيرة سيتونيا . من المؤكد أنه مكان جميل بتلاله المتعرجة المليئة بأشجار السنديان الخضراء و قد زينت فى أماكن متعددة نباتات حمراء اللون . كانت الطريق متعرجة تعكس الرمال و البحر الرائع . رأت عبر المنحدرات قطعان من الماعز ترعى بين الأعشاب . مرة أو مرتين عبرت قرى منازلها بيضاء و رأت الحمير مثقلة بالحطب و هى تسرع مبتعدة من أمام السيارة لكن معظم الأوقات لم يكن هناك غير المنحدرات و البحر. بعد مرور ساعة من الوقت سار يانيس فى طريق فرعية نحو غابة صنوبر.

قال :"ها قد وصلنا ايوس ديمتريوس وراء هذه التلة . أو على الأقل المجمع هناك . فالقرية الأساسية على بعد نصف كيلو متر من هنا"

قالت كايت و السيارة تصعد التلة :"آهـ , كم هى جميلة! لكن هذه هى القرية الأساسية , بالتأكيد؟"

قال يانيس و هو يبتسم و يهز رأسه :"لا, السيد اندرو نيكوس يحب الطراز القديم للمبانى , لذلك بُنى المجمع على هذا الطراز , لكنه بناء حديث جداً"

أوقف السيارة فى وسط ما يبدو من النظرة الأولى قرية يونانية جميلة هكذا. حول الساحة الدائرية كان هناك مجمع لست مبانى بيضاء كل مبنى من طابقين الساحة نفسها مرصوفة بحجارة ملونة فى وسطها نافورة مليئة بالماء, و يحيط بها طاولات بيضاء و كراسى وضعت تحت مظلات كبيرة . لمحت كايت حوض سباحة كبير من وراء المبانى كان يظهر البحر المتوسط بمياهه الزرقاء الداكنة التى تشع بقوة تحت حرارة الشمس.

زوجه لليله واحده فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن