في ينايِرْ، أطلَالْ من الثّلوجْ تتَراكم في هذهْ الغابَة، صوتْ جريْ النّهرْ في وسَطها، يُعطِي بريْقاً لهاْ، يتسابَق النّهر مع الذّئبْ الصّغيرْ بالهُروبْ، ينْزِفْ بشدّة من جميْع نواحِي جسَده، لتتَساقط تلْكَ القَطراتْ الحمْراءْ على الثّلوجْ ناصِعةْ البياْضّ، لتُلوّثها، فيُعطيها منظراً خلّاباً، بدأَت حركَاتْ الذئبْ الصّغير بالتبَاطُؤ، يتنَفّس بِسرْعة، ويَلهثْ، سمِعْ أصواتْ أَقدامْ بشرّية، بدأَ بالإلْتفاتْ حوْله بخوْف، ليَجِدْ ذلكَ الكهفْ الصّغيرْ، جريَ بتعبْ شديدْ لهْ، لتَتحوّلَ صوتْ لهثَات الذّئب لصوتِ لهَثاتْ طفلْ... طفلْ بالعاْشرة، إقتربَت الأقدامْ لتنتَصبْ أمامَ الكهفْ الصّغيرْ، في حينْ الطّفل بدأَ بالزّحفْ لِداخلْ الكَهفْ بهُدوءْ.. تكلّم رجلْ ممْسِك ببندُقيتهْ"تباً، إلىْ أيْنَ ذهبَ ذلكَ الذّئبْ؟؟؟"
"لا يُمكنناْ تركُه يذْهبْ وحسبْ!، شكلُه الغرِيبْ يدُلّ على أنّه نوعْ لمْ يُكتشف، إّنه كنزْ"
"هيّا إذاً لننْفصل ونبْحث عنْه"
تنَهّد الطّفل براحةْ، بعدَ ذهابِهمْ، بدأَ الطّفلْ بمُخاطبة نفْسه، كمْ يكرهْ البَشرْ، طمّاعونْ، مُدمرُون، قاتِلونْ، حقيرُونْ، يخجلْ كونْ نصفهْ الآخر بشرّياً، قطعَ تفكيرهْ، ليَشعُر بشيءٍ خلْفه، فروْ؟؟..، إلتفتَ للخَلفْ ليَرى دبّ هَزيلْ، بنّيْ، إستَطاعَ تميْيزه بسُرعه، فَقال بصدمهْ
"دبّ الكُهوف؟.. ألمْ ينقرِضْ؟؟"
نَظرَ لعيْناهْ الّتي تطلبْ النّجدة، فسألَ الطّفل
"جائِعْ؟"
لم يتلقّى إجابَة، فقطْ نَظراتْ منْ هذا الدّب الهَزيلْ، تنهّد الفتىْ، ليَذهبْ نحوَ مدْخَل الكَهفْ، تأكّد من خلوْ المَكانْ من الصّيادِينْ، خرَجْ من الكَهفْ ليَبحثْ عن طعامْ، مُتجاهِلاً آلامَ جراحِه، الّتي تلتهبْ، وتحرقْ، من الثّلوج، قنصَْت عيناه شجرَة توتْ، فغمرَتهُ السّعادة ليَجريْ نَحوهاْ، بدأَ بالقطفْ منْها، ليضعَ التّوت على ردَائِه المُهترئْ، فيَحمِله، ليَجريْ نحوَ الكهفْ، فوْرَ دُخوله، فإذا بالدّب يشتَمْ رائحةْ التّوت الزّكيّة، ليَنهضْ بإرتجافْ وتعَبْ، ويتّجه نحوَ الفتىْ بخوْف، بسٓطْ الطّفل التّوتْ، ليبتسِمْ للدّب
"تستَطيعْ أكلَه"
تقَدّم الدّب بتردّد، أنْزلَ وجهَه للتّوت، يشتمّ رائِحَته، فنساْ نفسَه ليبدأْ بالأكلْ بإفتِراسْ
"لا أعتقدْ أنّ هذاْ سيمْلأْ معِدتك الفاْرغَة، لكنّ تسْتطِيع الإحتمالْ لوقْت أطولْ لأَستطِيع إيجادْ طعامْ أكثَر"