كان في ما مضى في زمان ما ، في قرية من القرى العالم ، تعيش فتاة جميلة بيضاء كبياض الثلج ، شعرها اسود فاحم السواد ، عيناها يشع منهما الذكاء والطيبة ، كانت مرحة ، لطيفة ، مشهورة بجمالها وحسها المرهف ، كانت تدعى ملاك ، تحيى حياة بسيطة مع ابويها المتوسطى الحال .
ذات يوم ذهبت ملاك تمرح امام النهر وحيدة وتغني بصوت عذب ، فجآة لاحظت شيئا يتحرك في النهر فتبين لها سنجاب يصارع تيار النهر ، ويحاول انقاد نفسه ، لكن التيار كان قويا ، خفق قلب الفتاة ، وجرت نحوه ورمت بجسدها في النهر لتساعد السنجاب المسكين ، وتمكنت من الامساك به لكن التيار كان قويا دفعها بقوة بعيدا ، ولم تستطيع السيطرة على الموقف ، واحست بدوار وبانها ستغرق لا محالة ، وبدأت تقاوم بكل ماتملكه من القوة ، رغم ذلك لم تفلت من بين يدها السنجاب ، ظلت ممسكة به ، وظنت ملاك ان نهايتها اقتربت ودارت الدنيا بها ، ولم تستطيع التنفس ، التيار يدحرجها بعيدا
، وفقدت الاحساس بالمكان وغابت عن الوعي ، وفي لمح البصر قفز شخص نحو النهر وسبح بكل قوة
في اتجاه ملاك ، الى ان تمكن من الوصول اليها وامسك بها وصارع التيار الى ان اخرجها من النهر .
انه عامر ابن القرية نفسها ، قوي الجسم ، لكنه ابكم ، لا يهتم لآمره احد ، كان يتوارى عن الانظار ، ويقضي معظم وقته في الغابة وحيدا ، يآنس بزقزقة العصافير وحياة الغاب ، فنظر الى ملاك ابهره جمالها البرئ الساحر ، فقال مخاطبا نفسه :" لقد اصبحت فتاة جميلة جدا ، لكن من اتى بك الى هنا؟!".
ولاحظ بقربها سنجاب صغير ، مصاب في رجله لا يسطيع الحراك ، وبدآت ملاك تفتح عيناها بصعوبة ، وبدى امامها وجه عامر لكنها اغلقتهما بسرعة وعادت الى فقدان الوعي ، احس عامر بوقع اقدام قادمة ناحيته ، فترك المكان واختفى ! ، وظهر شاب وسيم الطلعة ، انيق الهندام ، مع زميله ، بمجرد ان رآى ملاك جرى نحوها وحملها قائلا لزميله : " انها ملاك ، لاأدري ماذا اصابها ؟ انها مبتلة بالماء ، هيا لنحملها الى منزلها و نحضر الطبيب .
افاقت ملاك من غيبوبتها على دموع وامها وحيرة ابيها ، ونظرت اليها امها وهي تمسح الدموع قائلة : " حمدا لله على سلامتك بنيتي ، لقد تقطع قلبي عليك ". ونظرت ملاك حولها وبجانب السرير وعلامات الحيرة بادية على ملامحها متسائلة : من احضرني الى المنزل؟ ومن انقذ حياتي؟ والسنجاب اين هو ؟"
اتجه ابوها ناحية السرير وجلس بجانبها وقبل جبينها قائلا : " لقد انقذك منير انه شاب شهم ، جلبك الى هنا و كنت مبللة بالماء واحضر معه الطبيب ، اما السنجاب فلا نعلم عنه شيئا".
وتنهدت ملاك وقالت بحسرة : " لقد حاولت انقاده لكن لم افلح وظننتها نهايتي ..." حملت امها كوبا من الحليب ومدت لها بالكوب قائلة : " اشربي هذا الحليب انه مفيد ، والحمد الله على نجاتك وانسي امر السنجاب ". ونظرت ملاك الى امها فقالت بعد ان رشفت منه : "امي يجب ان اشكر ذلك الشاب ، لقد غامر بحياته لاجلي ."
YOU ARE READING
حكاية ملاك الجزء 1
Romanceحكاية فتاة تعيش بهدوء الى ان يظهر شخصان يجعلناها تحتار بينهما ، حكاية من عالم السندريلات و عالم الرومانسية الممزوجة بالكوميديا والرسائل الهاذفة ، عالم سيجعلك تعيش فيه بمتعة ، بقلمي و خيالي سادردها لكم ...باجزاء ..